تسبب غياب جماعة الإخوان المسلمين عن المشاركة في مليونية «نصرة الرسول» بميدان التحرير الجمعة الماضية في وجود حالة من الاحتقان الشديد لدي المتظاهرين والرأي العام. وكانت الجماعة قد أعلنت عن مشاركتها بل ودعت للتظاهرات، إلا أنه جاء يوم الجمعة لتعبر ساحة ميدان التحرير عن عكس ما جاء في تصريحات الإخوان. وأعاد موقف الإخوان من جمعة «نصرة الرسول» إلي أذهان المتظاهرين والحركات الثورية والشبابية تخلي الجماعة عن المتظاهرين في أحداث محمد محمود ومجلس الوزراء وماسبيرو، خلال الفترة الانتقالية التي تولاها المجلس العسكري في إدارة شئون البلاد، والتي شهدت العديد من الأحداث التي رفضها الثوار من ناحية وسط صمت الإخوان من ناحية أخري لأسباب لم تكن معلنة. وجاء غياب الإخوان هذه المرة الأول من نوعه بعد تولي الدكتور محمد مرسي رئيس الجمهورية ومرشحهم في الانتخابات الرئاسية ليبعث برسالة لبعض القوي الثورية بأن التظاهر الإخواني لم يعد مثلما كان. وكانت الأحداث التي شهدتها السفارة الأمريكية بالقاهرة علي خلفية الفيلم الأمريكي المسيء للرسول سبباً في زيادة الغضب الشعبي تجاه الجماعة. وشن المتظاهرون أمام السفارة هجوماً حاداً علي الجماعة، متهمين إياهم بالتخلي عن نصرة الرسول مقابل حسابات سياسية تعلمها الجماعة جيداً - بحسب تعبيرهم. وقال سامح مكرم - موظف إن جماعة الإخوان ملأت ميادين مصر وخرجت المظاهرات في كل الشوارع لمجرد الاساءة للدكتور محمد مرسي من قبل الإعلامي توفيق عكاشة، صاحب قناة الفراعين للمطالبة بمحاكمته، وهو ما أدي في النهاية إلي غلق القناة في الوقت الذي تمت فيه إحالة بعض رؤساء التحرير للمحاكمات بتهمة إهانة الرئيس. وأضاف مكرم: الآن الكعكة خلصت ولم يعد الإخوان في حاجة للمظاهرات بعد أن تمكنوا من السيطرة علي مفاصل الدولة، وتجاهل مطالب الشعب التي تغنوا بها علي مدار عشرات السنين. وتساءل مكرم: أليس من الأولي لهذه الجماعة التي تتحدث باسم الإسلام والمسلمين وتدعو لاتباع أخلاق الرسول أن تنتفض من أجله بعد الإساءة إليه، خاصة بعد مظاهراتهم ضد الإساءة ل «مرسي» قائلاً: «حسبي الله ونعم الوكيل». وقال أحمد محمود طالب جامعي أثناء مشاركته في المظاهرات موجها حديثه لجماعة الإخوان «أين أنتم الآن من الإساءة للرسول الكريم يا من تدعو عكس ما تفعلون؟!». وأشار أحمد إلي أن مكتب الارشاد بجماعة الإخوان خاصة القيادي خيرت الشاطر لم يعد له مصداقية في الشارع، خاصة لدي شباب الثورة لكون تصريحاته الأخيرة المتناقضة تعبر عن مدي الازدواجية وخداع الرأي العام، بعد أن انتقد أمريكا علي موقع الإخوان في حين تقدم بالأسف علي مقتل السفير الأمريكي في ليبيا وأحداث السفارة بالقاهرة وهو ما ردت عليه السفارة الأمريكية قائلة له «احنا بنقرأ عربي». واستكمل أحمد: يبدو أنه لا شيء تغير في هذا الوطن، بعد أن حلت جماعة الإخوان محل الحزب الوطني وبدأت تسير علي خطاه في كل شيء. وتساءل أحمد: بغض النظر عن الاتفاق أو الاختلاف مع أحمد شفيق المرشح السابق في الانتخابات الرئاسية، هل لو كانت الاحداث الجارية في عهده إذا نجح سيكون هذا رد فعل الإخوان؟ طبعا لأ - لأنهم وقتها سيملأون الميدان ليدعو بأن سياسة مصر تجاه الأمريكان لم تتغير - والآن يحدث في عهدهم حتي لا يخدعنا أحد منهم بأنهم يريدون التغيير. وقال محمد لطفي - دراسات عليا: أين الإخوان ولماذا لم يشاركوا في الميادين لنصرة الرسول، مستكملاً «الآن لم يعد بهم الجماعة ميدان التحرير بل يريدون أن يتخلصوا منه حتي لا يكون مكاناً لبداية سقوط حكمهم مثلما حدث في 25 يناير». واختتم لطفي حديثه بأن جماعة الإخوان عليها أن تعود لصفوف الشعب والثوار وألا يتعاملوا مع المواقف بازدواجية قائلاً: «سؤالي إلي الإخوان أين أنتم من الميدان؟».