يفتقر مستشفى الشلاتين المركزى، الذى يخدم 27 ألف نسمة، هم تعداد سكان مثلث حلايب وشلاتين وأبورماد وحدربة والقرى والتجمعات البدوية التابعة لهذه المنطقة، لكل المقومات التى تجعله «مستشفى مركزى»، حيث وافق الدكتور حاتم الجبلى وزير الصحة الأسبق فى عام 2010 على طلب محافظة البحر الأحمر بتحويل مستشفى مدينة الشلاتين التكاملى إلى مستشفى مركزى أسوة ببقية مستشفيات مدن المحافظة. تم تطوير هذا المستشفى بتكلفة مليون جنيه، وتمت زيادة سعته إلى 40 سريراً بدلاً من 20، وتطوير الاستقبال والطوارئ وإنشاء سكن للأطباء بتكاليف بلغت 3 ملايين و800 ألف جنيه، وبالرغم من كل أعمال التطوير التى شملت المستشفى، فإنه أصبح الآن طارداً للأطباء والمرضى بسبب نقص الخدمات والأجهزة الطبية بالنسبة للأطباء، وافتقاد المرضى للخدمات الطبية، التى يقدمها لهم أى مستشفى حكومى، بالإضافة إلى أن الأطباء يعتبرونه منفى بسبب بعد المسافة. ويعانى سكان المنطقة من مشكلة نقص الخدمة الطبية، خاصة فى العمليات الحرجة، ونقص الأطباء فى بعض التخصصات، وهذه أكبر مشكلة، فالوصول إلى القصير أو سفاجا للعلاج يستغرق ساعات طويلة، ومن الصعب إنقاذ حياة المريض، فقد مات جنين فى بطن إحدى السيدات البدويات أثناء نقلها إلى مستشفى القصير على بعد حوالى 300 كيلو متر لعدم وجود أخصائى نساء وتوليد بمستشفى الشلاتين آنذاك. «الوطن» التقت الدكتور محمد الملاح، مدير مستشفى الشلاتين المركزى، الذى أبدى سعادته، قائلاً: «أول مرة صحفى يصل المستشفى للتعرف على مشاكله»، واستطرد: «المستشفى يحتاج الكثير من الاهتمام لخدمة أهالى المنطقة المنسيين»، مشيراً إلى أن المستشفى لا يوجد به سوى أخصائى جراحة ونساء وتوليد وطبيب تخدير، ولا يوجد به أخصائيو عظام،، ورمد، وأطفال، وباطنة، وأشعة وتحاليل، كل هذه التخصصات المستشفى فى حاجة إليها لاكتمال الخدمة الطبية للمواطنين، الذين يعانون مشقة السفر إلى مستشفى القصير المركزى لتوافر بعض التخصصات. وأكد مدير المستشفى أنه لا يوجد بالمستشفى سوى طبيبى تكليف، وهذا ما يضطرهم إلى تحويل كثير من الحالات الحرجة إلى مستشفيات القصير والغردقة بسبب نقص الإمكانيات، مما يتسبب فى مشقة للمواطنين، وتهالك سيارات الإسعاف من بُعد المسافة، بالإضافة إلى نقص طاقم التمريض، فلا يوجد سوى ممرضتين بالإدارة الصحية بالشلاتين بالكامل، لافتاً إلى أن الإدارة الصحية تستعين ببعض السيدات والفتيات من المقيمات بالمنطقة بعد تدريبهن للعمل كممرضات بسبب العجز الشديد فى طاقم التمريض. وعن هروب الأطباء من العمل بالمستشفى، قال الملاح إنه يرجع إلى عدة عوامل، أولها أن المعيشة هنا صعبة للغاية بسبب قلة المياه العذبة، وأن الحياة شاقة لا يتحملها سوى أهل المنطقة، والسبب الآخر والأهم هو أن الأطباء يعترضون على الحافز ال330%، حيث يتم صرف هذا الحافز كما هو فى القاهرة أو أى مكان آخر، بالرغم من أن الشلاتين من المناطق النائية، فيجب أن يرتفع الحافز حتى يتناسب مع طبيعة المنطقة. تجولت «الوطن» داخل المستشفى فوجدت غرف المرضى خاوية على عروشها يملأها التراب ويسكنها العنكبوت، وغرفة العناية المركزة مغلقة لعدم توافر الأجهزة الطبية اللازمة، بالرغم من أن المبنى بالكامل مقام حديثاً، إلا أن الملوحة العالية بدأت تنخر فى الجدران والسباكة، والشىء الذى لفت أنظارنا أن المخلفات الطبية يتم إلقاؤها داخل حرم المستشفى، مما يتسبب فى انتشار الأمراض والأوبئة، وحال المشرحة سيئ جداً، بالإضافة إلى أنها أصبحت مرتعاً للحيوانات مثل الأغنام. ومن جابنه، قال الشيخ على طاهر، شيخ مشايخ قبيلة العلياب بالشلاتين: «نحن نطرح ملف الصحة على الرئيس الجديد، ونطالبه بإدراجنا على الخريطة الصحية، وبالاهتمام بقطاع الصحة بمثلث حلايب وشلاتين لتخفيف المعاناة على المواطنين والبدو، الذين لا حول لهم ولا قوة ولا يستطيعون تحمل مشقة السفر إلى بلدان أخرى للعلاج، ونحن لدينا مستشفى مركزى يحتاج إعادة تأهيل».