سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
مثلث «الأوجاع والإهمال والأحلام» .. هنا «حلايب وشلاتين» شيخ مشايخ العليان: نتيجة الانتخابات وضعتنا فى مأزق حقيقى.. ونرفض التشكيل الجديد لتأسيسية الدستور
9 ساعات قطعها أتوبيس النقل العام من الغردقة، قاطعاً ما يقرب من 550 كليومتر للوصول إلى مدينة «الشلاتين» جنوب البحر الأحمر، بين الجبال الوعرة والمناظر الخلابة والشواطئ التى تنتظر تنمية سياحية والصحارى البيد التى يهجرها البشر وتسكنها ثروات، لو استُخرجت واستُخدمت لساهمت فى إحداث طفرة حقيقية فى الاقتصاد المصرى. سكان هذه المناطق هم حراس بوابة مصر الشرقية، لكنهم يشعرون بأنهم مواطنون من الدرجة الثالثة، وعلى الرغم من إهمال النظام السابق لهم فإن ولاءهم الأول والأخير للوطن الذى يطالبون رئيسه القادم بأن ينظر إليهم نظرة مغايرة عن نظرة النظام السابق التى جعلتهم مهمشين فى أرض مليئة بالثروات ومناجم الذهب، ك«حوتيت» و«بيتان». ولأن حلايب وشلاتين من المناطق المتطرفة التى تعانى من نقص الخدمات، والتى أهملها النظام السابق، يطالب الأهالى الرئيس القادم باستغلال المساحات الشاسعة من الأراضى التى تصلح للزراعة، مطالبين بإنشاء ترعة من أسوان تساعد على الزراعة، كما يطالبون بالمشاركة السياسية وأن يكون لهم صوت من بينهم يتحدث عنهم، ويرفع شكاواهم للمسئولين، وأن يكون لهم عضو فى التشكيل الجديد للجنة التأسيسية لصياغة الدستور. الشيخ على طاهر حبيس، شيخ مشايخ العليان بقبيلة البشارية، قال ل«الوطن» إن مشايخ القبائل بحلايب وشلاتين اجتمعوا واتفقوا على تعيينه بمجلس الشورى، لما له من خبرة كعضو مجلس محلى، مشيراً إلى أن نتيجة الانتخابات الرئاسية وضعتهم فى مأزق حقيقى. وأكد الشيخ حبيس أن مدن الجنوب تعانى من إهمال الدولة مثل مستشفى الشلاتين المركزى الذى يعانى من نقص فى جميع الخدمات الطبية، وعدم توافر قسم التحاليل، بالإضافة إلى انتشار مرض «الحصبة» خاصة بين البدو الذين يقطنون المناطق الجبلية. ويستكمل الشيخ حديثه عن التعليم الذى يعانى من الإهمال الشديد، مؤكداً أن أغلبية المدرسين بالشلاتين وافدون من محافظات أخرى وليسوا من أبناء المنطقة. وعن عمليات التهريب التى تتم عبر الحدود قال الشيخ حبيس إن الأماكن الحدودية لا تخلو من عمليات التهريب، ولكن الجيش يُحكم السيطرة على المنفذ الحدودى. الشيخ على كرار شيخ مشايخ قبيلة «القهتاب» قال للوطن: «إن النظام والحكومة أهملا سكان هذه المنطقة بما فيه الكفاية»، وأضاف أن الشلاتين تحتاج تنمية حقيقية، ولا بد من تمثيل نيابى لهذه المنطقة. وعن الثورة وما أحدثته لهذا المثلث يقول الشيخ حسن عيسى، شيخ مشايخ قبيلة البشارية، إن سكان المنطقة شعروا بالسعادة كإحساس باقى الشعب المصرى بما حققته من الإطاحة بالنظام السابق الذى عاث فى الأرض فساداً وأهمل سكان حلايب وشلاتين، وأضاف أن الأحداث التى تبعت الثورة من مشاكل وعدم استقرار جعلت سكان المثلث يشعرون بالملل لعدم استقرار البلد، مما أثر بشكل كبير على تجارتهم مع السودان. أما عن التصويت فى الانتخابات فإن سكان منطقة حلايب لا تتعدى أصواتهم ال300، وذلك لعدم حصولهم على بطاقات الرقم القومى، كما أن هناك 5 قرى محرومة من التصويت بسبب بعد المسافة وقلة عدد الناخبين المسجلين بها، ومنها «رأس حربة» التى تقع جنوب حلايب على الحدود السودانية إضافة إلى قرى «أبرق» و«أبوسعفة» و«الجاهلية»، ولذلك فإن المواطنين لا يعرفون سوى ميعاد انتخابات الرئاسة. قال أحد كبار المشايخ: «إن المنطقة لم تستقبل أى مرشح رئاسى، ولم نسمع أن أحداً من المرشحين تحدث عن المناطق الحدودية، أو وضع خطة لتعميرها رغم ما تحتويه من ثروات هائلة، والدليل على ذلك أنه لا توجد أى لافته لأى من مرشحى الرئاسة، والشوارع خالية تماما من الدعاية الانتخابية وكأن النظام المقبل يعيد ذكريات النظام السابق». وانتقد هانى محمد سلام تجاهل مشاركتهم فى التأسيسية، معتبراً أن المسئولين مصرون على تهميشهم، ومطالباً الرئيس القادم بأن يهتم بهذه المنطقة المهمة من أرض مصر، من خلال تطوير قطاع الصحة، وتوفير الأطباء والأجهزة الطبية بالمستشفى المركزى، وأن يهتم بالتعليم. يذكر أن مساحة مثلث «حلايب وشلاتين» نحو 33 ألف متر مربع، بطول 290 كيلو متر على ساحل البحر الأحمر ويبلغ عدد سكانه 27 ألف نسمة، ينتمون لقبائل البشارية والعبابدة، يتميزون بالطابع البدوى، وحرفتهم الرئيسية الرعى، بالإضافة إلى الصيد والتجارة بين مصر والسودان عبر منفذ رأس حدربة البرى. وتتمتع منطقة حلايب بأهمية استراتيجية لدى الجانبين المصرى والسودانى، حيث تعتبرها مصر عمقاً استراتيجياً مهماً لها؛ كونها تجعل حدودها الجنوبية على ساحل البحر الأحمر مكشوفة ومعرضة للخطر، وهو الأمر الذى يهدد أمنها القومى، كما تنظر السودان إلى المنطقة باعتبارها عاملاً مهماً فى الحفاظ على وحدة السودان واستقراره السياسى لما تشكله المنطقة من امتداد سياسى وجغرافى لها، بالإضافة إلى أهميتها التجارية والاقتصادية لكلا البلدين. كما أن المنطقة بها منجم ذهب «حوتيت» الذى تستغله شركة «سان دبى»، كما تمتاز بخام «التلك» الذى تُستخرج منه بودرة الأطفال ومستحضرات التجميل، وخام المنجنيز (المنجازايت) الذى يستخدم فى صناعة الرخام، بالإضافة إلى الفلوسبار الذى يستخدم فى صناعة الأوانى والملامين. وتتميز المنطقة بتوافر النباتات العطرية والطبية، مثل الحلف بر، والحرجل، والسنامكة، ونبات السكران الذى يستخدمه السكان المحليون فى علاج بعض الأمراض.