فى مصر كل شىء بيتغير من أول ما بدأت الثورة المباركة العظيمة المصرية فى يناير 2011 ومن بعدها التنحى للرئيس السابق وبعد ذلك الاستفتاء على بعض مواد الدستور لتأتى بعد ذلك انتخابات مجلس الشعب ومجلس الشورى ومن بعدها رئاسة الجمهورية ما بين الانتخابات الأولى وبعد ذلك الإعادة ليأتى رئيس للجمهورية المصرية ولأول مرة فى انتخابات حقيقية لنتحول إلى دولة مدنية لأول مرة فى التاريخ، وخلال العشرين شهرا السابقة توالى على الوزارة المصرية أربع وزارات: الأولى لأحمد شفيق والثانية للدكتور عصام شرف والثالثة للدكتور كمال الجنزورى والرابعة والأخيرة للدكتور هشام قنديل، تغير من خلالها عدد من الوزراء لا بأس بهم وتغير أيضا عدد من المحافظين والقيادات فى الداخلية لا حصر له، وبعد ذلك تأتى حركة المشير والفريق سامى عنان ناهيك بأحداث بالجملة من خلالها تغيرت مراكز كثيرة منها موقعة الجمل والتى عجّلت بتنحِّى الرئيس، وأحداث ماسبيرو وكل من كان متسببا فى أحداث فتنة طائفية الغرض منها الهلاك لمصر مرورا بأحداث السفارة الإسرائيلية وأحداث محمد محمود ومجلس الوزراء وإعلان أن هناك طرفا ثالثا لا نعلم من هو (اللهو الخفى)، وأخيرا وفى اعتقادى أنها من أقوى الأحداث المدبرة فى تاريخ المعمورة لا لعدد الموتى من الشباب الواعد ولكن لأنها كانت على ملعب أخضر لم يتلوّث من قبل بدماء أناس أبرياء ليس لهم علاقة لا بطرف ثالث ولا رابع، وكلنا نعلم ما المقصود من هذه الجريمة البشعة التى لا أريد الخوض فى تفاصيلها التى نعانى منها حتى الآن من توقف الحياة الرياضية فى مصرنا العزيزة والتفرقة بين شعب عظيم وعريق قلما يوجد مثيله على مستوى العالم وهذا ما نعانى منه حاليا بين الشباب الرائع الواعد الذى تَغنّى به العالم فى ثورتنا المباركة لنبحث حاليا جميعا عن حل لتوحيد الصف بين جمهورين مظلومين فى أحداث مدبَّرة، جمهورين من داخل دولة ظُلمت كثيرا وتسعى إلى لملمة أوراقها المبعثرة بفعل فاعل.. كل هذه الأحداث التى غيرت دولة بالكامل وبعد استقالة أو إقالة الاتحاد المصرى السابق المسؤول الأكبر عن كل ما يخص كرة القدم المصرية وهو المسؤول أمام الفيفا الذى يقف حاليا بالمرصاد لدولة لديها قوة جبرية حاليا تحتاج إلى المساعدة لترتيب أوراق البيت الكروى بسبب بعض الأشخاص المعروفين بالاسم، الجماعة التى تسعى حاليا وبكل ما أوتيت من جهد للعودة إلى «الجبلاية» وكرسى الحكم من خلال مناصب تقلدوها لسنوات طويلة ولهم دور كبير فى كل الأحداث المدمرة الأخيرة التى كان من المفروض أن يعاقَب عليها كل الاتحاد دوليًّا وأولهم المهندس بصفته عضو المكتب التنفيذى للاتحاد الدولى وبلده مصر تحدث فيها كارثة بوفاة أو قتل 74 شابًّا مصريا فى عمر الزهور، وثانيًا بصفته النائب عن الاتحاد المصرى حتى لو كان تقدم باستقالة لأنه كان أحد الموجودين ولمدة ثلاث سنوات فى داخل الجبلاية.. مصر كلها تتغير من سياسة إلى إعلام إلى كل القطاعات، تتغير فى الفكر، وفى المستقبل ونحن على المستوى الكروى لا نستطيع أن نغير من البعض الذى نال من مصر فى أكثر من 15 سنة فى إدارة لكرة عقيمة ومراكز شباب منهكة وتنتظر المعونة ومناطق عفا عليها الزمان ولم تدرك أن كرة القدم أصبحت مستديرة، كلها لخدمة الجبلاية ورجال الانتخابات وأندية أوشكت على الإفلاس والسبب عدم التنظيم، أليسوا هم الأشخاص الذين كانوا موجودين فى السابق وأعلنوا أن الدورى 19 ناديا إرضاءً للبعض من أعضاء الجمعية العمومية؟ أليسوا هم من شرّعوا بقاء الهابط فى دورى الأضواء؟ أليسوا هم من لم يدخلوا رابطة الأندية المحترفة منذ عدة سنوات لنصبح آخر الدول فى تنفيذ بنود الفيفا فى دورى المحترفين؟ أليسوا هم من تركوا المادة «18» بخصوص أندية الشركات والقوات المسلحة دون التدخل خوفا من أصحاب السلطة حينذاك؟ أليسوا هم من شرعوا الأموال للكراسى المتطوعة؟ أليسوا هم من أقاموا بطولة غير شرعية لم نرَها على مستوى العالم؟ أليسوا هم الأشخاص الذين تسببوا فى كارثة بورسعيد بعدم الاهتمام بالملاعب وهو من صميم اختصاصاتهم؟ أليسوا هم نفس الأشخاص المسؤولين عن دولة الصعيد الكروية دون اهتمام لنرى أسوأ سنوات الجنوب على الإطلاق كرويا؟ أليسوا هم نفس الأشخاص الذين أطاحوا برجل مثل الكابتن محمود الجوهرى عندما كان المدير التنفيذى للاتحاد لمجرد أنه بدأ فى هيكلة حقيقية لنظام عفِن؟ أتصور أنها كلها أسباب تجعلنا نقول إن كرة القدم لن تتغير ما دام الكل خائفا ومرعوبا، والخوف وصل إلى وزارة الرياضة ومواجهة كل من لهم علاقة بالنظام السابق لكرة القدم.. يا جماعة الرئيس تنحَّى ولسّة الاتحاد مش عاوز يتنحّى، وأنا باقولها بأعلى صوتى: الشعب يريد التغيير والتحرير لكل أنظمة كرة القدم السابقة.