العبدلله من الذين شاهدوا (الثورة) فيديو، ولذلك أشعر في كثير من الأحيان أنه لا يحق لي التمسح أو التقرب زلفى من هذا العمل التاريخي العظيم.. ولأنه من المستحيل أن يعود الحال في مصر إلى ما قبل 25 يناير، يمكن القول أن الثورة لم تحقق إلا الهدف العام وهو التخلص من نظام ثبت للجميع أنه كان نظاما فاسدا بكل ما تعنيه الكلمة، وتبقى التفاصيل وهي برأيي من الأهمية بمكان. وكثيرا ما نسمع: (الثورة لم تطل كرة القدم والرياضة)، وهذا حقيقي، فالذين كانوا مع النظام يدا بيد هم أنفسهم الآن في الجبلاية الذين لا يتوارون خجلا من التنصل من آل مبارك، جمال وعلاء. والأحدث في هذا السياق هو ما تهامس به القائمون على الجبلاية فيما بينهم عندما كان المنتخب المصري للشباب مشاركا في مونديال كولومبيا، وكم كان التمنى قلبيا أن يصل المنتخب إلى المباراة النهائية لا لشئ إلا للقول إننا أيضا نفوز ونصل بعيدا بدون جمال مبارك وعلاء مبارك.. والحقيقة أنني شخصيا لست متفائلا، وأتوقع مخاضا ثوريا خلال السنوات الماضية حتى تستعيد مصر عافيتها رياضيا وسياسيا وعلى كل الصعد، وعندما أقول – لست متفائلا – لا يعني ذلك أبدا تحسرا ولا ترحما على أيام النظام السابق.. وهذا للتوضيح.. وأكاد أرى نفس ممارسات ما قبل الثورة.. ولنأخذ مثلا هاني ابوريدة، نائب رئيس الإتحاد المصري لكرة القدم، وهو الذي كان قد نجح لتوه في انتخابات مجلس الشعب عن بورسعيد، وهو نفسه الذي قال له الرئيس السابق مبارك: أنت معنا في الحكومة الجديدة (وزيرا للشباب)، وأبوريدة نفسه الذي حاول عشرين مليون مرة الإستقالة من الإتحاد قبل الثورة، والآن هو نفسه الذي يتشبث بمنصبه في الإتحاد بعدما سحب البساط من تحت قدميه ولم يعد هناك مجلس شعب ولم يعد هناك وزارة شباب بل والحديث يطال منصبه في الفيفا بعد إيقاف محمد بن همام رئيس الإتحاد الآسيوي لكرة القدم. ولو كان لدى الإتحاد الحالي (ذرة دم) لنزل على رغبة أكثر من 50 نادي من أعضاء الجمعية العمومية وقرر عقد جمعية عمومية طارئة، وعندها كان الإتحاد الحالي سيمنح نفسه قبلة الكرامة أمام جمهور الكرة المصري، فإما رحل غير مأسوف عليه، وإما رفضت الجمعية العمومية سحب الثقة منه وفي كلتا الحالتين كان سيشار إلى رجاله بأنهم مغلفون ببعض الإحترام.. لكن ذلك لم يحدث ولن يحدث لسبب بسيط وهو تمسك الجميع بكرسيه في اتحاد الكرة الذي اقترف خطيئة كبرى بتعيين نجم كرة الطائرة السابق عزمي مجاهد مديرا للإعلام ليصبح الجبلاية الوحيد الذي إذ حل عليه ضيفا يتحدث الإنجليزية يأتي بسحر الهواري لترجمة ما يقوله الضيف للسيد عزمي وترجمة ما يقوله السيد عزمي للضيف.. وبات إتحاد الكرة المصري الوحيد من بين 208 اتحادا عالميا الذي يضم مديرا للإعلام لا يعرف إلا لغته المحلية فقط .. وللتذكير، فليس أبدا من اختصاصات مدير الإعلام في الدول المتحضرة أو المتخلفة أن يخرج من حنفية الفضائيات والقنوات الإذاعية كل خمس دقائق ليسب ويلعن ويشتم هذا وذاك.. وليس من اختصاصات مدير الإعلام في أي اتحاد أن يرسل ببرقية تهنئة شخصية عندما يتم التجديد لرئيس المجلس القومي للرياضة، وليس من حق مدير الإعلام في أي اتحاد محترم أو غير محترم، محترف أو غير محترف، منظم أو مهزق، أن يطل بصورته 17 مرة يوميا في الموقع الرسمي للإتحاد وكأنه نجم سينمائي.. وإلا فليقل لنا مدير الإعلام باتحاد الجبلاية: ما إسم مدير الإعلام في الفيفا؟. وكم مرة ظهرت صورته خلال الموسم الماضي على الموقع الرسمي للإتحاد الدولي؟.. وليقل لنا مدير الإعلام بالجبلاية: كم مرة ظهرت صورة مدير الإعلام باتحاد موزمبيق لكرة القدم على الموقع الرسمي للإتحاد الموزمبيقي؟... نحن في بلد يعشق الفهلوة.. ولدينا اتحاد لا يعرف كيف يحترم الجمهور الذي يخاطبه لا قبل الثورة ولا بعدها.. وهذا ما يجعلني أقول بكل بساطة.. مفيش فايدة.. رمضان مبارك على الجميع. عبدالعزيز أبوحمر www.superkoora.com