لو كنت أملك الفرصة والحق والسلطة.. ما ترددت فى إقناع فرقة رضا للفنون الشعبية بالتعاون من جديد مع المطرب القديم والجميل محمد العزبى لتقديم أغنية جديدة فى تابلوه شعبى راقص بعنوان سنوات ثمان.. ثمانى سنوات.. على غرار الأغنية الشعبية التى قدمها المطرب والفرقة منذ قرابة الأربعين عاما بعنوان فدادين خمسة.. خمس فدادين.. بمناسبة بدء تطبيق قانون الإصلاح الزراعى وتقديم خمسة فدادين لكل فلاح أجير.. والأغنية الجديدة التى أحتاجها اليوم ليست تخص إقطاعا أو إصلاحا زراعيا.. إنما أريدها ليتضامن الناس مع المهندس حسن صقر.. رئيس المجلس القومى للرياضة.. الذى يخوض حاليا مواجهة صعبة وشائكة ضد اتحاد الكرة وبعض المسؤولين فيه الذين بدأوا سعيهم المعلن وغير المعلن لإلغاء أحد بنود لائحة اتحاد الكرة، الذى يمنع الرئيس وأعضاء مجلس الإدارة من البقاء فوق مقاعدهم أكثر من ثمانى سنوات.. فقد اكتشف هؤلاء المسؤولون أنه لابد من تعديل لائحة الاتحاد المصرى للكرة، لأن كثيرا من بنودها يتعارض مع النظام الأساسى للفيفا.. وطالما أن اللائحة ستشهد تغييرات جذرية وهائلة وملحة وعاجلة.. فقد شعر هؤلاء المسؤولون فى الاتحاد بأنه ليس هناك ما يمنع من إلغاء بند الثمانى سنوات وقد لا ينتبه الآخرون لذلك وسط زحام التغيير ومداولاته ومناقشاته، وسرعان ما يصبح إلغاء هذا البند أمرا واقعا تعتمده الجمعية العمومية للاتحاد المصرى وبعدها يأتى خاتم الشرعية والاعتماد من الفيفا، ومن ثم لا يعود أحد يملك حق إعادة هذا البند من جديد.. لا حسن صقر والمجلس القومى للرياضة ولا حتى الحكومة المصرية كلها.. وبالتالى يبقى المجلس الحالى مقيما فى الجبلاية حتى يشاء الله ويأذن بالتغيير.. ويتعمد هؤلاء بالطبع تجاهل أن تطبيق بند الثمانى سنوات لا يتعارض مع النظام الأساسى للفيفا.. كما أنه نال من قبل موافقة الجمعية العمومية واعتمادها، وهى السلطة الحاكمة للعبة فى مصر التى يحترمها الفيفا.. وقد وافق عليه الفيفا من قبل ولم يعترض عليه ولم يعد من بنود اللائحة المصرية المطلوب تغييرها، لأنه من ضمن القوانين الرياضية والنظم الأساسية للدولة التى يحترمها الفيفا. اتحاد الكرة فى جنوب أفريقيا على سبيل المثال يلتزم بتطبيق هذا البند على الرئيس والأعضاء هناك دون أدنى اعتراض أو انتقاد أو حتى ملاحظة تأتى من الفيفا.. ولهذا بدأ حسن صقر، منذ أيام قليلة، تلك المواجهة مع هؤلاء المسؤولين فى اتحاد الكرة لأنه يرفض تماما، وبمنتهى الحسم والشدة والإصرار، إلغاء بند الثمانى سنوات من اللائحة.. ولست أحب أن يبقى حسن صقر فى هذا الشأن وحيداً فى مواجهة مسؤولى اتحاد الكرة.. إنما يجب أن نقف كلنا معه لمصلحة مصر لا المهندس حسن صقر.. فلو تم إلغاء هذا البند من لائحة اتحاد الكرة.. فسرعان ما ستتحايل اتحادات رياضية أخرى لتلغى هذا البند من لوائحها حتى يختفى تماما من كل حياتنا الرياضية.. ونعود من جديد لزمن الجمود والعقول التى تشيخ فوق مقاعدها.. وبالتالى تبدو مصر قاطرة يجرونها للخلف وليس الأمام.. فأنا لا أتمنى أن يبقى هذا البند فى الاتحادات الرياضية وحدها.. إنما أريده فى الأندية أيضا وفى كل مكان فى مصر.. فثمانى سنوات تكفى جدا لأى رئيس فى أى مجال.. سواء رئيس جمهورية أو رئيس حكومة أو شركة أو اتحاد أو ناد أو تحرير أو حتى مجلس قومى لرياضة أو شباب. أى وزير أو مسؤول مهما كانت قدرته ونجاحاته لا ينبغى أن يبقى جالسا على مقعده أكثر من ثمانى سنوات، إذا كنتم بالفعل تريدون المستقبل الأفضل، الذى يستحقه هذا الوطن. [email protected]