" زلة لسان".. مبرر مصري أصيل، يخرج من أي شخص عندما تصدر على لسانه عبارات خاطئة، أو كلمات عفوية، تضعه في موقف محرج أمام الجميع، وهو أمر معتاد، ويحدث يوميا في كل مكان وأي توقيت، ومن أي شخص. وبينما كانت "زلة اللسان" هي التعليق الشعبي على مواقف المصريين الحياتية، كانت أيضا هي التعليق الرسمي لوسائل الإعلام ومسئولي الدولة عقب التصريحات الصادمة والمضحكة في نفس الوقت، ولكن تم استبدال "خطأ غير مقصود" بتلك الكلمة "العتيقة". آخر هذه السقطات الكلامية كانت منذ أيام لوزير الإعلام في حكومة قنديل، صلاح عبد المقصود، في حوار تلفيزيوني مع الإعلامي جمال الشاعر على القناة الثانية المصرية، في برنامج " كلم مصر"، حيث قال في أحد أجزاء الحوار "فى وقت الرئيس مبارك مكنش الإسعاف الطائر شغال، خوفا من أن يُقتل، وبأمر مبارك تم تشغيله"، وهي الزلة التي قال عنها الخبير النفسي، د. محمد سعد ل "الوطن" أنها جاءت عفوية دون أن يقصدها صاحبها، بخاصة أن عبد المقصود، لم يكن على علاقة بمبارك ونظامه، بل ينتمي لتيار آخر وهو جماعة الإخوان المسلمين، مشيرا إلى أن "هذا الخطأ لن يتكرر مرة أخرى لأنه خطأ جاء في سياق الكلام دون تعمد". "تستمعون الآن إلى هتافات المصلين هنا بتأييد الرئيس محمد حسني مبارك"، تلك هي السقطة الثانية إعلاميا، وذلك عندما أخطا مذيع الإذاعة المصرية، أثناء بث موحد لصلاة عيد الفطر من مسجد عمرو بن العاص، وتحدث عن هتافات المصلين المؤيدة لمرسي خارج المسجد، ووصفها بأنها هتافات مؤيدة لمبارك، وهنا جاء تعليق، " د. سعد"، قائلا "هذا الخطأ من المذيع جاء نابعا من التعود على ذكر جميع وسائل الإعلام الرسمية لاسم مبارك على مدار 30 عاما في جميع الاحتفالات والمناسبات الرسمية"، موضحا أن هذه الزلة من الممكن أن تتكرر في مناسبات أخرى، بخاصة أن الإعلام الرسمي كان المنبر الرسمي لنظام مبارك طوال تلك الفترة الطويلة. " زلة القلم"، وهي زلة كانت من نوع جديد، والتي جاءت بالصحيفة الرسمية لحزب الحرية والعدالة، عندما ورد في متن أحد أخبارها، على لسان أحد أعضاء جماعة الإخوان المسلمين، "من جانبه أكد الشيخ سيد عسكر - رئيس لجنة الشؤون الدستورية بمجلس الشعب- أن دعوة الرئيس محمد حسني مبارك، لجميع أعضاء مجلس الشعب لحضور الاحتفال بتنصيبه بجامعة القاهرة"، وهو الخبر الذي أثار دهشة وسخرية الجميع، بخاصة أنها لم تصدر من صحيفة قومية، بينما جاء من صحيفة المؤسسة التي ينتمي إليها الرئيس محمد مرسي، ومع ذلك أخطأ المحرر ووضع مبارك مكانه، في زلة صحفية مكتوبة، شبهها الخبير النفسي د. محمد سعد، بزلة وزير الإعلام صلاح عبد المقصود في حواره التليفزيوني، مؤكدا أن الفارق كبير بين الزلة العفوية والزلة النابعة عن الميل الشخصي لتيار دون آخر، والتي تصدرعن صاحبها بشكل أشبه بالآلي، فتفكير الشخص وحبه لنظام مبارك مثلاً، يجعله دائماً على لسانه في كل الأوقات، وهو "زلة الرغبة". الحالات مختلفة ما بين زلة تأتي عن حب وانتماء، وزلة نابعة من التعود والتكرار، وزلة أخرى عفوية تفاجأ عند سماعها لأنها غير متوقعة، ولكن في النهاية كانت الزلة بلون وطعم "مبارك"، الذي مازال شبحه يخيم على عقول المصريين، فبعد أن كانت صوره في الميادين، وأخباره في جميع وسائل الإعلام، أصبح مجرد "زلة لسان".