سمعت الوصف الساخر نسخة مكررة بدقن من الشيخ رجب, وهو بالمناسبة شيخ عرب وأحد السكان المحليين, الذي أتعامل معه منذ نحو10 سنوات, بقرية سياحية ساحلية, أمتلك وحدة تصييف متواضعة بها, بالقرب من مدينة برج العرب. جاء وصف الشيخ رجب في معرض تعليق مقتضب علي سؤال وجهته إليه بخصوص سبب الانتشار الأمني المكثف والمفاجئ الذي شهدته المنطقة المحيطة باستراحة الرئاسة في برج العرب طوال أيام العيد. مدينة برج العرب كانت قد ودعت مثل هذا الانتشار الأمني الصاخب علي مدي عام ونصف العام, تقريبا, وبالتحديد, منذ تنحي الرئيس حسني مبارك, المحكوم عليه بالسجن المؤبد, غير أن قرار الرئيس محمد مرسي بأخذ قسط من الراحة, وقضاء بعض من إجازة العيد في هذا المنتجع الرئاسي الفخيم, دفع بالزائرين والوافدين إلي المكان, وبالنشاط الأمني المكثف وبالحركة لكي تدب جميعها مرة أخري بالمصيف الرئاسي الساحلي, وليجئ هذا الوصف البليغ علي لسان الشيخ رجب بأنه بمثابة نسخة طبق الأصل مما كانت تشهده استراحة الرئاسة في العهد البائد, ولكنها أصبحت بدقن!! الغريب أن وصف الشيخ رجب لما حدث, وكان يحدث, بجوار استراحة الرئاسة, وفي داخلها, بمنطقة برج العرب, أيام عطلة عيد الفطر المبارك, جاء إلي حد التطابق مع ما ورد علي لسان الكاتب الصحفي الكبير عبدالحليم قنديل, رئيس تحرير صحيفة صوت الأمة, في معرض تعليقه علي قرار تلقيه إخطارا رسميا من قبل الهيئات القضائية للمثول أمام جهات التحقيق علي خلفية بلاغ ضده في جريمة نشر. قال عبد الحليم قنديل في تصريحات نشرها موقع اليوم السابع: لم يصلني بشكل رسمي ما يفيد بتقديم بلاغات ضدي, وفي حالة استدعائي للنيابة سوف أذهب لكشف طغيان الإخوان لأنهم نسخة من نظام مبارك ولكن بدقن!! وأضاف قنديل: لا يوجد ما يسمي بتهمة إهانة الرئيس, لأن الرئيس ليس إلها أو نصف إله أو نبيا.. هو موظف عام ولابد أن يدفع ضريبة ذلك وهي النقد وحق النقد له متاح. في أثناء قيام الإذاعة المصرية بنقل وقائع أداء الرئيس محمد مرسي لصلاة عيد الفطر المبارك, من مسجد عمرو بن العاص بمصر القديمة, صباح يوم الأحد الماضي, أخطأ مذيع الإذاعة الخارجية, عندما وصف هتافات المصلين المؤيدة لرئيس الجمهورية, بأنها: هتافات مؤيدة للرئيس محمد حسني مبارك!!. وقد دافع السيد إسماعيل الششتاوي, رئيس الإذاعة, عن المذيع, مشيرا, إلي أنه لن يحيله وفريق العمل معه إلي التحقيق, لأن الخطأ غير مقصود قد يحدث مع كبار المذيعين, ومجرد زلة لسان وقع فيها المذيع نتيجة التعود, ولأن موسيقي الاسمين متشابهة!! في رأيي, كاد الششتاوي في دفاعه وتبريره للموقف السخيف, الذي وقع فيه المذيع, وبالتحديد, عندما قال أن موسيقي الاسمين متشابهة, أقول كاد الششتاوي أن يصل إلي الحالة التي بلغها كل من الشيخ رجب والكاتب الصحفي عبد الحليم قنديل في وصفهما للأوضاع المستجدة في البلاد وبجوار إستراحة الرئاسة في برج العرب بأنها نسخة من نظام مبارك ولكن بدقن!! في منتصف عقد الثمانينيات من القرن المنصرم, حدث خطأ غير مقصود مماثل, كنت شاهدا عليه, بدار السفارة المصرية بالكويت, حينما كان الدكتور محيي الدين الغريب يرأس الهيئة المصرية العامة للإستثمار, وفي أثناء الكلمة التي كان يلقيها مضيفه, رئيس غرفة الصناعة والتجارة الكويتية, في ذلك الوقت, العم عبد العزيز الصقر, تحدث عن العلاقات الوثيقة بين البلدين والشعبين الشقيقين, بقيادة حضرة صاحب السمو الشيخ جابر الأحمد الصباح والرئيس جمال عبد الناصر. ولأن الرئيس جمال عبد الناصر كان قد مضي علي رحيله أكثر من15 عاما, وقت الاحتفال بهذه المناسبة, وفي ضوء أن العلاقات الثنائية كانت مقطوعة بين مصر والكويت, وبين مصر ومعظم الدول العربية عقب اتفاقات كامب ديفيد المشئومة, فقد همس بعض الحضور في أذن الشيخ عبد العزيز الصقر بأدب جم بغية تصحيح اسم الرئيس ليصبح حسني مبارك, بدلا من جمال عبد الناصر, إلا أن العيار كان قد نفد وفات الأوان, ولتظهر الصورة الحميمية المستقرة بجلاء وقتها في قلوب وعقول ووجدان دولة الكويت, أميرا وحكومة وشعبا, ومدي الحب والتقدير الذي يكنه هذا القطر العربي الشقيق لجمال عبدالناصر, وأن جمال عبد الناصر, هو وليس غيره, الذي لا يزال علي البال وعلي الخاطر, رغم تعاقب رئيسين تاليين لمصر بعده. [email protected] المزيد من مقالات كمال جاب الله