من يومين تحديدا وقبيل يوم كامل من تقدمنا باستقالة جماعية والتخلى عن إدارة الاتحاد المصرى لكرة القدم، بعد تكليف وزير الرياضة وفى أثناء وجودى فى سيارتى والعودة إلى منزلى، كنت أستمع إلى الإذاعة المصرية وبرنامج «افطر مع شوبير» ومقدمه، فوجئت بمذيع البرنامج الكابتن أحمد شوبير يعلن على الهواء «انتظروا قريبا اسم الكابتن والحاج عامر حسين، إن هذا الاسم سيلمع قريبا» وشدد كثيرا وألمح إلى أن الحاج عامر سيكون له شأن ووضع خاص خلال الأيام القادمة. كل هذا وأنا أستمع وأعلم أن الكابتن عامر حسين سيكون على رأس لجنة المسابقات من خلال اللجنة المؤقتة، وهو من الشخصيات الفاهمة والواعية التى لديها خبرة ممتازة فى مجال عمله، أعتقد أنه يتحدث عنه لأنه قادر على القيام بترتيب أوضاع المسابقة التى نحلم جميعا بعودتها، لم يستوقفنى ولو للحظة أن الاسم هو نفسه الذى سيكون على رأس قائمة الاختيارات للشخص الذى أرسل الشكاوى إلى «الفيفا» ضد وطنه وبلده، لم أتخيل أو أتوقع ولو لحظة أن عامر حسين هو المدير التنفيذى القادم ل«الجبلاية»، وبعد أن تردد الاسم أمامى مرة واثنتين وثلاثا، فهمت الرسالة الموجهة من شوبير إلى كل المصريين أن الاتحاد الدولى «الفيفا» كله مسخَّر لشخص ما وتحت أمره فى أذية البلد وإحراجها، ودخول مصر فى قضية نحن فى غنى عنها بعد توقف نشاط لأكثر من سنة، تعانى منه أسر كثيرة دخلت إلى حد البطالة والمهندس بتاع الاتحاد ولا يهمه أهم شىء أن يركب الكرسى بتاع الجبلاية الهزاز. أندية تعانى من الإفلاس إن لم يكن فعلا أفلست، والناس أصحاب المراكز المرموقة فى سويسرا ليس لديهم أى تفكير فى إنقاذ الدولة إلا عملتهم ولذلك هم فى أعلى المناصب.. نتخيل معا خبرًا يقوله شوبير وبعد ساعات نجده حقيقة، مش عارف هوّ حُسن توقُّع ولّا فراسة إعلامية ولّا اتفاق مسبق بين أحد أعضاء الجبهة بتاعة المهندس.. ولكن وبعد قراءة السيناريو فى اليوم الأخير أعتقد أن كل شىء كان معدًّا ومجهَّزًا ومرتَّبًا من مهندس العمليات. الأسماء تُعيَّن من الخارج وبعد كده يطلع بعضهم ويقول على الهواء إنه كان منزعجا جدا بما يحدث مع مصر، وإنه حاول كثيرا أن يفعل شيئا لمصر من خلال موقعه، أى موقع تتحدث عنه وأحد أعضاء جبهتك الكابتن شوبير يتحدث عن الاسم الذى أرسلته إلى الاتحاد الدولى قبل الاستقالة بأكثر من 24 ساعة، ولم يكن هناك مجرد تفكير فى الاستقالة إلا بعد أن علمنا أن مصر فعلا فى خطر ومندوبنا بتاع مصر وإفريقيا بيشتغل ضد بلده. حضرتك مصر هى الباقية لك، «الفيفا» الذى تحتمى فيه دولة تعانى كلها من فساد يعلمه الكثير منا ومن كل جماهير العالم، يكفى ما قد تم فعله مع المحترم محمد بن همام لمجرد أنه أعلن خوضه الانتخابات السابقة أمام سيب بلاتر، الرجل الله يكون فى عونه، كل العالم وقف فى وجهه وكأنه أذنب مع إنه شىء طبيعى لأى شخصية محترمة وينطبق عليها الشروط وبعدين عاوز تقولى إنها دولة قانون! ممكن بس على الضعفاء الذين يتعاملون ضد دولتهم لمصالحهم الشخصية، والدليل على ذلك المواقف السابقة لدول كثيرة ومنها الشقيقة الكويت، ولم يحدث معها أى شىء، لم يجرؤوا أن يتخذوا أى عقوبة لقوة الإخوة الكوايتة وأيضا لأنهم كلهم يعملون لصالح وطنهم. لا يوجد شخص يستخدم كل ألوان الشكاوى ضد وطنه لمجرد الحرب على كرسى أعتقد أنه لن يضيف إليه شيئا إلا الحصانة بتاعة الاتحاد الدولى. أعتقد ومن خلال عملى الرياضى طوال 20 سنة لم أر تهديدا من الاتحاد الدولى لدولة فى أقل من 48 ساعة، ولماذا لأن الشكاوى كانت يوميا ومن مكتب معروف وأيضا لأن هناك ترجمة لبعض تصريحات الكابتن عصام فى أول توليه المسؤولية عندما قال «نحن لسنا دولة ضعيفة، والفيفا لن ترهبنا»، كان يعتقد أن مصر تمتلك ثروة اسمها عضو المكتب التنفيذى للاتحاد الدولى، كان يتصور أن مصر لها حماية لم يكن يعلم أن مصر تُطعَن من الخلف بشكاوى كيدية وترجمة لتصريحات، وفى الآخر بيقولوا إنهم خدموا مصر، أىّ مصر: القديمة ولّا الجديدة؟