يمكن لقوات الحرس المسئولة عن تأمين وتنظيم احتفالية تنصيب الرئيس بجامعة القاهرة أمس أن تحصل على دورات تدريبية على أيدى قيادات اللجان الشعبية المشرفة على تأمين الدخول والخروج من ميدان التحرير، مؤكدا أنها لو فعلت لكانت الأمور قد جرت أمس على نحو أكثر تحضرا واحتراما. لقد كانت الفوضى ضاربة فى أرجاء المكان منذ البداية، وبدا الأمر وكأن الهدف هو إفساد أجواء هذا اليوم التاريخى، بداية من منع دخول عدد من طلاب الجامعة للحاق بامتحاناتهم التى قيل إنها تأجلت بمناسبة وصول موكب الرئيس، مرورا بتلك الطوابير المهينة لشخصيات عامة ودبلوماسيين أجانب على البوابة الرئيسية، التى سيطر عليها أفراد الحرس الجمهورى مانعين الجميع من الدخول باستثناء نواب مجلس الشعب المنحل بحكم الدستورية، ونواب الشورى، بينما على من سواهم البحث عن أبواب جانبية أو خلفية للدخول. ولم يكن دخول حرم الجامعة بعد نحو أربعين دقيقة من الوقوف والبحث عن أبواب تحت حرارة الشمس هو نهاية المطاف فى هذه الرحلة الشاقة، بل كان ينتظر المدعوون ستين دقيقة أخرى وقوفا تحت الشمس الحارقة فى طوابير طويلة لتسليم أجهزة الموبايل، كشرط للتوجه إلى القاعة الكبرى. وداخل القاعة انتظر المدعوون نحو ساعتين أخريين حتى يبدأ اللقاء، الذى سبقته أجواء مشحونة خصوصا مع بدء دخول أعضاء المجلس العسكرى، حيث هتفت مجموعة تجلس فى المدرج العلوى «يسقط حكم العسكر» ليرتبك الموقف، ويقوم نواب ومدعوون من التيار الإسلامى بالرد بهتاف «الجيش والشعب إيد واحدة» فيما دارت حوارات ونقاشات مطولة بين أعضاء المجلس العسكرى وقيادات إخوانية، قبل أن يدخل المشير طنطاوى والفريق عنان القاعة ليتكرر الهتاف ضد العسكر ويعقبه الهتاف المضاد. وخارج القاعة وداخلها بدا وكأن هناك من يصر على صناعة مشاهد ارتبطت فى أذهان المصريين بعصر المخلوع، سواء بسخف الإجراءات الأمنية، وتعطيل مصالح الطلاب، أو أن يقوم أحد الحضور مخاطبا مرسى على الطريقة العقيمة السقيمة «مصر كلها بتحبك يا ريس» لينطلق من أقصى جنبات القاعة هتاف جديد هو «هششششششششش» فى محاولة لإسكات هذه الوصلة من الإطراء الممجوج على رئيس لم يبدأ عمله رسميا بعد. ولم يكن هذا «الهتيف» الكلاسيكى أسوأ حالا فى تصرفه من السيد رئيس الجامعة الذى ألغى امتحانات نهاية العام احتفالا بتشريف رئيس الجمهورية الجديد، وهو الأمر الذى أثار حنق الحضور وأرغم الدكتور مرسى على أن يبدأ كلمته بالاعتذار للطلبة، معلنا المواعيد الجديدة لإعادة امتحاناتهم فى الأسبوع الثانى من يوليو. وإذا كانت هذه لفتة تستحق التقدير، فإنها لا تكتمل إلا بإجراء ما ضد رئيس الجامعة الذى لم يخرج بعد من جلباب نظام مبارك وقيمه البالية.