من رحيل نظام إلى نظام جديد، انتقل ملف سد النهضة الأثيوبي كأزمة واجهتها مصر في عهد الرئيس السابق محمد مرسي، ولا تزال مستمرة بعد سقوطه، ليصبح الملف برمته أزمة على الدبوماسية المصرية حلها قبل بناء السد وتناقص حصة مصر من مياه النيل. 'سد النهضة من الممكن أن يكون له فوائد ليس لأثيوبيا فقط وإنما للدول المحيطة'..تلك العبارة لم ترد على لسان مسئول أثيوبي، للترويج لمشروع السد، لكنها كانت توصيف لرئيس الوزراء حازم الببلاوي في مؤتمر صحفي عقب اجتماع اللجنة العليا لمياه النيل. 'سد النهضة مصدر للرخاء'.. كلمات اختارها الببلاوي أيضاً في وصف سد النهض ، والتي صاحبها موافقة ضمنية من وزير الري، ليؤكد رئيس الوزراء أن العالم كبير ومتداخل، و أن أي دولة يجب أن تكون منفتحة على العالم، الذي يحقق التوازن ويحقق مصالح الجميع. لكن السد الذي حمل نفس اسم مشروع جماعة الإخوان المسلمين في الوصول للسلطة، كان سبباً قوياً حين حكم الرئيس السابق محمد مرسي' في توجيه عدد من الانتقادات له، ولحكومة الدكتور هشام قنديل، وسط عدد من الانتقادات إن سد النهضة 'كارثة' على مصر، خاصةً بعد مؤتمر تمت إذاعته على الهواء مباشرةً لمناقشة الأزمة بين مختلف التيارات السياسية. لكن من بين 'الكارثة' فى عهد 'مرسى' و 'الرخاء' فى عهد 'منصور' ..تختلط مياه النيل بمياه السياسة فى مصر، ولا أحد يعلم إن كان تصريح رئيس الوزراء الأخير صحيحاً، فلما كانت كل تلك الضجة حين شروع أثيوبيا فى بناء السد، وإن كان المشروع حقاً كارثة ، فكيف يدلى 'الببلاوى' بمثل التصريحات. 'كيف يتفوه رئيس الوزراء بمثل هذا التصريح؟'..هكذا أبدى 'مغاوري شحاتة' خبير المياه العالمي ورئيس جامعة المنوفية الأسبق دهشته مما قاله 'الببلاوى' ، مضيفاً أنه كان على رئيس الوزراء أن يتروى من قبل أن يدلى بمثل هذا التصريح، وذلك لإعتبارات منطقية ؛لأنه رئيس وزراء مصر، ومن المفترض أن يكون لديه المعلومات والمعطيات الكاملة حول سد النهضة، بحسب رأيه. وتابع 'مغاورى' في تعليقه :'اعتقد أن رئيس الوزراء تفوه بهذا التصريح بحسن النية' ، مضيفاً أن من المعلوم أن سد النهضة سيؤثر على أمن الوطن، وذلك ما ذكره لجنة خبراء واستشاريين مصريين من قبل، وأكد عليه تقرير اللجنة الثلاثية الدولية الذى كان يضم خبراء من مصر و السودان وأثيوبيا و بعض الخبراء الأجانب. 'هذا السد لا يمكن الإستمرار في إنشاؤه حتى بعد رحيل مرسي'، هكذا شدد 'مغاوري' على رؤيته كخبير فى شئون المياه ، مؤكداً أن هناك نقص فى معدل الأمان فى السد ، بالإضافة إلى تصميم السد الذى سيؤثر على حصة مصر من مياه النيل، موجهاً النصيحة إلى رئيس الوزراء بأن يرجع مرة أخرى إلى أراء خبراء المياه حول سد النهضة، بالإضافة إلى أنه كان لزاماً على وزير الرى إبلاغ 'الببلاوى' بماهية خطورة السد.