خاص - الشعب - يبدو أن محاولة اغتيال «الفريق» فى أكتوبر لم تكن الأولى - السيسى اختار أفراد حراسته بنفسه ويغيرهم كل 4 أيام - تفتيش دقيق لكل زوار السيسى حتى «شركاء الانقلاب» فقط فى البلاد التى تعتبر السلطة فيها أن المسئولين أكثر قدسية وأعلى مكانة من المواطن والوطن، يغلف الغموض والأخبار المجهلة علاقة الحاكم والمحكوم، ولا يوجد «طرف ثالث» يوضح الغامض ويقرب المسافات ويفسر الملتبس لأن القوة لا تعرف إلا منطقها ولا تعترف إلا بالصنبور الذى تصنعه وتقطر منه المعلومات والحقائق للمواطنين. أيام مبارك الأخيرة كانت مرتعا خصبا لشائعات صحته المتدهورة وخلافات رجاله المتكاثرة، خصوصا تلك الشائعة التى حوكم بسببها صحفيون تابعون لأجهزة أمنية روجوا لمرضه قبل أن يظهر هو سائرا بغطرسته المعتادة ووراءه صفوف من رجاله يتقدهم النخاس الأكبر «زكريا عزمى»! ولأننا فى وضع لا يختلف الآن عن زمن مبارك، فالأمور تمضى على المنوال نفسه: مسئولون معزولون عن الشعب يحكمون بقوة السلاح وبطشه وطيشه ولا نعرف أخبارهم إلا من تسريباتهم لبعضهم البعض! اغتيال السيسى.. محور أخبار الأيام الماضية، بين تأكيدات صحف معارضة ونفى رسمى (يحلف بالطلاق تلاتة) أن الرجل سليم معافى، بينما الحقيقة المجردة لا يعلمها من خلق الله إلا السيسى نفسه والمحيطون به من أقرب رجاله! فى البداية نود إعطاء القارئ فكرة عن فلسفة وأسلوب السيسى فى تأمين نفسه؛ فالرجل -بحكم موقعه كمدير سابق للمخابرات الحربية- يعلم كل تفاصيل وكواليس الأجهزة الأمنية المختلفة؛ لذا فقد اختار بنفسه أفراد حراسته الشخصية من بين خريجى الكلية الحربية وتحديدا ضباط الصاعقة والمظلات، جلس معهم فردا فردا ويشرف بنفسه على ملفات تدريبهم. وبحسب مصادر عسكرية فإن السيسى يقوم بتغيير أفراد حراسته الشخصية كل 4 أيام! كما تؤكد المصادر أن أى مسئول عسكرى يزور السيسى يتم تفتيشه بدقة بمن فى ذلك شركاء الانقلاب!! السيسى يقيم منذ 3 أشهر فى مقر مخصص له بالقرب من مطار ألماظة العسكرى وسط حالة تأمين غير عادية. أما عن محاولات اغتياله فيجب أن نؤكد قبل ذكر أى تفاصيل أن من يقطع جازما بموعد أو مكان أو تفاصيل أو حجم النتائج والإصابات فهو «يفتى» ليس أكثر، كما يقول التعبير المصرى الساخر! وقد كشفت مصادر ل«الشعب» أن أخبار السيسى تحظى بتعتيم كامل حتى على أغلب قيادات القوات المسلحة وضباطها، وأن زيارات الرجل إلى أية منطقة عسكرية تتم فجأة وبترتيبات أمنية غير مسبوقة. وبحسب بعض المصادر فإن أكثر من يلتقون السيسى ويتم التساهل معه فى إجراءات الأمن هو اللواء «محمد العصار» المعروف بتوليه ملف العلاقات مع الأمريكان. وقد بدأ الحديث عن محاولات اغتيال السيسى بأنباء غير موثقة انتشرت فى سبتمبر الماضى حول سماع إطلاق رصاص كثيف، مساء أحد، الأيام بمقر وزارة الدفاع بكوبرى القبة، وقتها قيل إن تبادلا لإطلاق النار حدث بين حراسة السيسى وقوة حاولت اغتياله. ومؤخرا انتشرت بكثافة كمية ضخمة من الأخبار التى تؤكد تعرض السيسى لمحاولة اغتيال أخرى مؤثرة فى منتصف أكتوبر الماضى بالإسكندرية فى أثناء وجوده فى قاعدة عسكرية. وتعززت تلك الأخبار مع قيام وسائل إعلام الانقلاب بعرض تسجيلات وصور أرشيفية للسيسى عقب حادث اغتيال الجنود فى سيناء قبل ثلاثة أسابيع، وكذلك صور أرشيفية لعدة مناسبات عسكرية وسياسية، وكذلك مع المظهر والمشية الغريبين اللذين ظهر بهما خلال مقابلته وزير الدفاع الروسى. وقبل يومين دعت القوات المسلحة أعضاء لجنة «الخمسين» لصياغة الدستور لعشاء رسمى فى فندق الماسة بمدينة نصر، الدعوة وجهها باسم السيسى اللواء «مجد الدين بركات» ممثل القوات المسلحة فى اللجنة، وبينما منّى كل أعضاء اللجنة أنفسهم بمصافحة القائد العام خلال العشاء والسماع لكلامه «الحنين»، فقد فوجئوا بعدم حضوره وأن القوات المسلحة اكتفت بحضور اللواء مجد الدين بركات فقط، مما أثار استياء الحضور. كذلك فإن المشاهد التى بثها الإعلام القريب من الانقلاب لجنازة الفريق «رضا حافظ» وزير الإنتاج الحربى الذى توفى قبل أيام وشيعت جنازته من مطار ألماظة العسكرى، ظهرت فيها صور السيسى بعيدة وباهتة وغير واضحة! أيضا فإن كلمة السيسى خلال مناورة «بدر» كانت مليئة بعلامات الاستفهام المتعلقة بحركات جسده وعدم تحريكه ذراعه اليسرى أو ساقه اليسرى، ووفقا لما تردد فإن محاولة الاغتيال تم خلالها إطلاق الرصاص على السيسى من أحد الضباط فأصيب قائد الانقلاب فى الرئة اليسرى والساق اليسرى، وذهبت بعض الأخبار إلى أن الأطباء قرروا بتر الساق اليسرى. وسط كل هذا الغموض تظل الحقيقة الوحيدة التى أكدتها مصادر هى أن السيسى تعرض بالفعل لمحاولة اغتيال فى أكتوبر الماضى.. يبدو أنها لم تكن الأولى! أما عن حجم إصابات السيسى فلا يوجد مصدر يمكنه الجزم بها، نظرا إلى أن الموضوع محاط بدرجة سرية غير عادية. وتنفرد «الشعب» هنا بالكشف عن أن مخابرات عدة دول صديقة للانقلاب ومؤيدة له، منها المخابرات الصهيونية والروسية، سلمت السيسى ملفات تحوى معلومات حول احتمالية تعرضه للاغتيال، وذلك فى بداية أكتوبر الماضى. لكن يبقى أن طبيعة وشكل ظهور السيسى خلال الأيام القادمة هو الذى سيكشف الحقيقة المتعلقة بمحاولة اغتياله وحجم الآثار المترتبة عليها.