واصلت صحيفة "الجارديان" البريطانية اهتمامها بالانتخابات المصرية، وقالت فى تقرير لمراسلها السابق بالقاهرة "جاك شينكر" إن الثورة لن تنتهى مع إجراء الانتخابات، وتذكر الصحيفة فى البداية عن المرشح أحمد شفيق، والذى تشير استطلاعات الرأى الأخيرة إلى صعوده، وقالت، إن الكثير يعتبرونه المسمار الأخير فى نعش الثوار الليبراليين فى التحرير الذين تعرضوا للضرب بالأسلحة على يد قوات الأمن، وللتشويه من جانب وسائل الإعلام الحكومى. وإذا فشل شفيق، كما يتوقع البعض، فإن وزير الخارجية الأسبق عمرو موسى قد يكون هو المنتصر أو أحد من الإسلاميين المتنافسين: مرشح الإخوان المسلمين محمد مرسى أو عبد المنعم أبو الفتوح، حيث يقال إن فوز أى من هؤلاء سيكون خروجاً حزيناً عن روح ميدان التحرير، لكن وجود عملية انتخابية ديمقراطية هو فى حد ذاته نجاحاً حاسماً للثورة. غير أن الصحيفة ترى أن هناك الكثير من النقاط التى تتعارض مع تلك الرواية، فالنتائج الوحيد حتى الآن لتصويت المصريين بالخارج وضعت موسى وشفيق فى المركزين الرابع والخامس على التوالى، فى حين لم يكن للإصرار على وصف أبو الفتوح بالإسلامى المتحول علاقة بدعمه على أرض الواقع، لكن بعيدا عن التفاصيل، طرحت الصحيفة تساؤلاً: هل هذا التقييم العام هو الطريقة الأمثل لتصور الثورة، وهل المعركة على الرئاسة مجرد أحد جوانب التنافس بين جوانب عديدة. وترى أن هناك سوء فهم يصاحب الكثير من المناقشات حول الثورة. الأول أن نجاح الثورة يعتمد فقط على الساحة الرسمية للسياسات المؤسسية، وتطوير آليات ديمقراطية بداخله، والثانى أن ميدان التحرير وشباب الفيس بوك هم البديل الوحيد لممارسة الضغط على الساحة الرسمية. وهذان الأمران بدورهما أنتجا سردا يناسب الكثير من النخب محليا ودوليا لأنه يحتوى طاقة الثورة داخل حدود آمنة. وإذا كان الهدف النهائى للثورة هو تأسيس مؤسسات نيابية، وأن التقدم الثورى يقاس بنهاية استبدادية الطغاة العرب، والوصول إلى الديمقراطية الليبرالية الغربية على الجانب الآخر، فإن ملامح التغيير السياسى الذى قامت به الثورات العربية يمكن ضغطه فى ديناميات القوى العالمية الموجودة، وتعزيز مشاركتها فى العملية. ولكن فى الواقع، نطاق ثورة مصر أوسع من ذلك بكثير، مما يمثل تحديا وجوديا أكثر قوة للأنظمة السيطرة السياسية والاقتصادية الحالية. وتمضى الصحيفة فى القول، إن كل التركيز منصب الآن على الانقسام العلمانى الإسلامى، ورغم أهميته بلا شك، إلا أنه يمثل مسألة واحدة بين مسائل كثيرة ويؤدى إلى تهميش قضايا أهم، وهو ما دفع بعض المحللين إلى القول بأن نزاع الرجال الملتحين ضد النساء غير المحجبات هو انقسام سياسى يشعر الساسة الغربيون والنخب المصرية بالسعادة مواجهته.