فى تقرير نشرته صحيفة "لوس انجلوس تايمز" حول سباق الانتخابات الرئاسية فى مصر، اشارت الصحيفة الى ان الانتخابات المصرية قد أصبحت محيرة ومشوقة حيث اتخذت منحنى جديدا مع صعود نسبة تأييد شخصية عهد مبارك أحمد شفيق فى استطلاعات الرأى، فى حين أن الصحيفة الامريكية تعتبر أنه ربما لا يفوز ولكنه يمكن أن يكون عاملا مشتتا يسحب اصوات من مرشحين اخرين كعمرو موسى . وتقول الصحيفة أن سباق الرئاسة في مصر يشتد حيث تصاعدت فرص رئيس الوزراء السابق أحمد شفيق، مما أثار نظريات مؤامرة جديدة فى أن فلول نظام الرئيس المخلوع حسني مبارك يناورون للوصول للسلطة. وتشير الصحيفة الى أن الجولة الاولى من التصويت ستبدأ يوم الأربعاء ، لكن الكثير من المصريين لا يزالوا غير مقررين في ما هو إلى حد كبير تنافس بين اسلاميين ورجلين متصلين بالنظام القديم. وقد تم تكثيف هذه الدراما من قبل الإرتفاع الذى حدث في اللحظات الاخيرة في شعبية أحمد شفيق ، وهو قائد القوات الجوية المتقاعد الذى تم تعيينه رئيسا لمجلس الوزراء في الأسابيع التي سبقت سقوط حكومة مبارك العام الماضي. وترى لوس انجلوس تايمز أن أول انتخابات رئاسية حرة فى البلاد قد قدمت درسا فى التربية المدنية مربكا ومشوقا للمصريين الذين يتحركون أقرب الى الديمقراطية التي من المتوقع تنهى 15 شهرا من الحكم العسكري. ورغم انه لا يزال من غير الواضح مدى السلطة التى سوف يتنازل عنها الجنرالات ، ولكن الأمة ، بعد ستة عقود مستمرة من الحكام المستبدين ، تنزلق إلى عصر أكثر انفتاحا من الناحية السياسية . وتقول الصحيفة أن استطلاعات الرأي الأخيرة تشير إلى إنتخابات وشيكة من شأنها أن تؤدي على الارجح الى اجراء جولة اعادة. ورغم ان كبار المتنافسين هم عمرو موسى ، وهو رجل علماني ووزير الخارجية الأسبق ، وعبد المنعم أبو الفتوح ، الاسلامي الليبرالي. لكن صعود أسهم شفيق وحمدين صباحي ، القومى صاحب الميول اليسارية ، قد هزت السباق . مما يسلط الضوء على تفاوت الايديولوجيات السياسية والشكوك المتزايدة بشأن المرشحين الإسلاميين . وتوضح الصحيفه الامريكية أن شفيق يمثل المصريين الذين يشعرون بالقلق من المظاهرات والحنين إلى أيام القانون والنظام فى عهد مبارك. لكن عداءه تجاه المتظاهرين – حيث انه هدد بوقف التظاهرات المستمرة فى ميدان التحرير بواسطة قطع الكهرباء -- حوله الى بطل شعبي للحرس القديم المخلص والبائس على نحو متزايد. قال ماهر حماد ، أستاذ العلوم السياسية في جامعة طنطا , تعليقا على ذلك أن " هناك عدد كبير من المصريين يتبعون القول : الضرر الذى نعرفه هو دائما أفضل من الفائدة التى لا نعرفها " . وأضاف أنه " بالطريقة التي يتحدث بها وطريقه لبسه وتفكيره ، شفيق يتم أعتباره من قبل كثيرين كموظف بيروقراطى نموذجي والذي لن ينفذ تغيير ثوري ." كما قال حماد أن أنصار الفريق أحمد شفيق في " يريدون نفس طريقة العيش التى كانت لديهم في ظل حكم مبارك ، مع عدم وجود أهتمام لأي نوع من الحريات أو الحقوق السياسية . الخوف قد فعل العجائب في كيف يفكر هؤلاء الناس ." تشير لوس انجلوس تايمز الى أن شفيق نجا من مزاعم الفساد ومن محاولة أستبعاده من خوض الانتخابات. لكن ارتفاع نسبة تأييده في استطلاعات الرأي قد جعل النقاد يشيرون الى انه يتلقى مساعدة من وسائل الاعلام الرسمية التى يسيطر عليها المجلس العسكري . إلا أنه حتى الان من غير المحتمل أنه سيتغلب على وصمة العار لعلاقاته مع مبارك. المحتجون في كثير من الأحيان يهاجمون تجمعاته - حتى أن أحد الرجال قام بالقاء حذاء عليه - ودعمه خارج القاهرة هو أمر غير مؤكد . وترى الصحيفة أن السيناريو المتوقع هو أن شفيق ربما يكون عاملا مشتتا من خلال استنزاف أصوات من موسى ، وتعزيز أبو الفتوح ، الذي يسعى جاهدا لإرضاء الليبراليين والمحافظين السلفيين. الحماس , الذى جذبه أبو الفتوح منذ أشهر من خلال حالة الاجماع دعمه , قد تضاءل في الاسابيع الاخيرة حول شكوك بأنه يمكن أن يمثل تنوعا من هذا القبيل ، وفى كثير من الاحيان مصالح سياسية ودينية متعارضة . Comment *