فيما اعتبره تطورا خطيرا، يكشف اللواء ثروت جودة، وكيل المخابرات العامة الأسبق، عن تشكيل تنظيم سرى مسلح مناهض للنظام، فى مختلف أحياء القاهرة، فى أعقاب موقعة الاتحادية وأحداث المقطم. ويقول «جودة»، فى حواره ل«الوطن»: إن «حماس» اعتذرت عن عدم مساندة الإخوان للمرة الأولى فى 30 يونيو، إذا واجهوا أزمة كبيرة، لأسباب غير معلومة حتى الآن، كاشفا عن تمكن أجهزة مخابرات دولية من تسجيل بصمات بالصوت والصورة وحرارة الجسم للجهاديين والإسلاميين الذين شاركوا فى مليونية نبذ العنف فى رابعة العدوية، الجمعة الماضى، بعد رصدها على نطاق واسع فى مؤتمر نصرة سوريا، الذى أقيم تحت رعاية «مرسى».الغرب يتبنى اعتبار مصر «حاضنة للإرهاب».. وتقارير تؤكد ارتفاع ديون مصر فى عهد «مرسى» من 15 إلى 45 مليون دولار * من أى منطقة بدأ هذا التنظيم؟ - منطقة الكوربة فى مصر الجديدة، فى أعقاب أحداث الاتحادية، وهجوم عناصر جماعة الإخوان على الثوار المتظاهرين حول القصر الجمهورى والاعتداء عليهم، وكان من بينهم شباب من الكوربة، الذين يختلفون نوعيا عن باقى شباب حى مصر الجديدة «الهاى كلاس»؛ فهم أقوياء ويعيشون فى منطقة تجارية ويعرفون طرق الدفاع عن النفس، وفى أعقاب تلك المواجهة أرادوا أن يأخذوا ثأرهم من الإخوان فبدأوا فى تجميع أنفسهم وعمل مجموعات أطلقوا عليها اسم «المجموعة 15»؛ لأنهم 15 مجموعة منتشرة فى القاهرة والجيزة والمنصورة. * وكيف امتد تشكيل المجموعة إلى كل هذه المناطق؟ - كانت الكوربة بداية الشرارة، بعدها انضم شباب روكسى وميدان صلاح الدين وميدان الإسماعيلية للمجموعة، ولم تقتصر المجموعة 15 على منطقة مصر الجديدة، فسارعوا لإبلاغ أصدقائهم، ما نقل الفكرة بسرعة إلى أحياء أخرى داخل القاهرة، وهناك عدة أحياء تشترك فى مجموعة واحدة، مثل مناطق الدويقة والجمالية وسوق السلاح والقلعة، التى أطلق عليها اسم مجموعة الناصر صلاح الدين. * كيف حافظت هذه المجموعات على طابع السرية داخل أحياء شعبية مفتوحة؟ - أعضاء هذه المجموعات معروفون فى مناطقهم؛ لأنهم من أهل المنطقة، لكن الغريب أن الأهالى لم يخبروا أى شخص عن هويتهم، خوفا عليهم، وفوجئت بأن التنظيم منتشر بشدة، خاصة فى المناطق الشعبية. * هل هذه المجموعات مسلحة؟ وهل يتعارفون بعلامات أو زى مميز؟ - بالتأكيد هم مسلحون، لكن أسلحتهم تعتمد على السلاح الأبيض، بمعنى أنهم يحملون الجنازير والسيوف والشوم ذات الرؤوس المدببة، ولا يوجد شىء يبين هويتهم، فلا يرتدون أقنعة مثل مجموعات «البلاك بلوك»، أو ملابس معينة مثل الألتراس، بل يعملون فى صمت، استعدادا للتصدى لأى اعتداءات على المتظاهرين فى 30 يونيو من قبل الإخوان، لكن السمة الأساسية لهؤلاء أنهم أقوياء ولا يخافون، بسبب تربيتهم فى هذه المناطق الشعبية، ومهمتهم تأمين أى مظاهرة وتأمين الثوار، وفى حال حدوث أى عنف، تتصدى مجموعة كل منطقة لحمايتها. * كيف عرفت بهذه المجموعات رغم أنهم فى أماكن متفرقة؟ - عن طريق المقاهى التى أتردد عليها بحكم عملى فى المخابرات العامة أعواما كثيرة؛ فقد ترددت على حى السيدة زينب عدة مرات، تجاوزت عشرين مرة، حتى علمت أن المنطقة من المناطق التى تضم مجموعة ال15، بالاشتراك مع مناطق أخرى مجاورة لها. * وهل وجدت تجاوبا فى إخبارك بحقيقة هذه المجموعات؟ - الغريب أنه رغم تمتعى بعلاقات قوية ومعارف فى المنطقة، فإن الأهالى كانوا مترددين فى بداية الأمر فى الحديث عن هذه المجموعات خوفا عليها، وبعد أن اطمأنوا إلىّ، حكوا لى كيف بدأت وما أقواها، خاصة أن مجموعة 15 فى حى السيدة زينب وسوق السلاح والدويقة والقلعة هى الأكثر تضررا من الإخوان فى أحداث المقطم حول مكتب الإرشاد. * هل تكونت مجموعة ال15 خارج القاهرة والجيزة؟ - فى الدقهلية؛ لأن المنصورة من المدن التى قتل الإخوان منها شبابا كثيرين فى منطقة المجزر. * ما خريطة تلك المجموعات بالتفصيل؟ وما اسم كل مجموعة؟ - مناطق الكوربة وروكسى وصلاح الدين وميدان الإسماعيلية والتجنيد وابن سندر، وتعمل تحت مسمى كتائب الاتحادية، وفى مناطق الدويقة والقلعة والجمالية وسوق السلاح والسيدة عائشة وعين الصيرة مجموعات الناصر صلاح الدين، ومناطق عابدين وماسبيرو والإسعاف والسيدة زينب ورمسيس وتعرف بمجموعات على بن أبى طالب، ومناطق العباسية ومنشية الصدر والزاوية الحمراء وكوبرى القبة والسواح وتعرف بمجموعات سعد بن أبى وقاص، ومناطق المؤسسة وخلوصى والمرج والسلام، وهى مجموعات بلال بن رباح، ومناطق المطرية وعين شمس وأحمد عصمت والنزهة الجديدة، واسمها مجموعات حمزة بن عبدالمطلب، ومناطق روض الفرج ودوران شبرا وأحمد حلمى والخازندار، وأطلقوا عليها مجموعات الخازندار، ومناطق إمبابة وبولاق وضواحيهما وتسمى مجموعات خالد بن الوليد، إلى جانب مناطق فيصل والهرم والبحر الأعظم وتحميها مجموعات الفاروق. وفى محافظة الدقهلية، خاصة فى مدينتى المنصورةوطلخا، توجد أربع مجموعات: الأولى من شباب كفر البدماص وعزبة الشال وتسمى «الأسود»، والثانية من شباب جديلة وتوريل الجديدة وتسمى «الفهود»، والثالثة من منطقتى المجزر والجلاء وتسمى «النمور»، والرابعة من مناطق طلخا وميت عنتر والكرما وتسمى «الأفيال».90% من الشعب غير راضين عن حكم «الإخوان».. والرئيس سمح ل«بديع» و«الشاطر» بحكم مصر * برأيك، لماذا لجأت هذه المجموعات لأسماء ذات طابع دينى، رغم أنها تشكلت لمناهضة نظام دينى؟ - سألت السؤال نفسه، فقال لى الأهالى فى أكثر من منطقة: إن أعضاء المجموعات اشترطوا الأسماء الإسلامية وأسماء الصحابة ليبينوا للإخوان أنهم هم الإسلاميون الحقيقيون، وأن الإخوان مجرد «خوارج» عن الدين. اللواء ثروت جودة يتحدث ل"الوطن"