أكدت صحيفتا "الراية" و "الشرق" القطريتان أن مصر تقف على مفترق طرق جديد يستدعي من جميع الأطراف السياسية في الحكم وفي المعارضة تحكيم العقل . وأضافت الصحيفة يجب الدفع باتجاه طاولة حوار وطنية جامعة تبحث الأزمة السياسية في البلاد وتخرج بتوافق وطني يحمي مصر وشعبها وثورتها العظيمة التي تستحق من الجميع حمايتها والبناء عليها لتحقيق نهضة البلاد وأمنها واستقرارها وتقدمها. وأوضحت الصحيفتان أن الحالة المؤسفة التي تعيشها مصر منذ صدور الإعلان الدستوري تدعو إلى القلق على مستقبل الثورة التي كان لها الفضل في إعادة مصر إلى دورها الريادي داخل أسرتها العربية. وذكرت صحيفة "الراية" أن مستقبل مصر وأمنها واستقرارها أصبح على المحك وعلى جميع الأطراف السياسية في البلاد أن ترتقي إلى مستوى المسئولية الوطنية فتبادر إلى طرح صيغ توافقية تخرج البلاد من أزمتها السياسية وتحقق مطالب الثورة والشعب المصري بدولة يسود فيها العدل والقانون وتحترم فيها الديمقراطية وسيادة القانون ومبدأ التداول السلمي للسلطة. وأكدت أن المهمة الملقاة على عاتق الجميع سواء في الحكم أو المعارضة في إعادة بناء مصر مهمة صعبة وثقيلة وتحتاج إلى النوايا الحسنة وتضافر جهود الجميع ليخرج البناء قويا وصلبا يرضى عنه الشعب المصري. وأشارت إلى أن ثمة سلسلة مبادرات جرى الإعلان عنها من بعض الأطراف السياسية في مصر للخروج من الأزمة السياسية التي احتدمت بعد الإعلان الدستوري الذي أعلنه الرئيس محمد مرسي رغم التأكيد على الطبيعة المؤقتة للإعلان ، موضحة أن الجامع بين هذه المبادرات هو الدعوة للحوار بين جميع القوى السياسية للخروج من الأزمة. وبينت "الراية" القطرية أن موافقة جميع القوى السياسية على الجلوس على طاولة الحوار لبحث الأزمة أصبح قرارا مطلوبا بشدة بعد الانقسام الذي شهده الشارع المصري على خلفية الإعلان الدستوري فالحوار وحده هو الطريق الوحيد والآمن للحفاظ على الأمن والاستقرار في البلاد وتجنب تحول الأزمة إلى صراع سياسي مفتوح سيكون الخاسر فيه مصر وشعبها ولن يخرج منه أحد فائزا. وخلصت في افتتاحيتها الاثنين 26 نوفمبر - إلى أن الكرة الآن في ملعب الأطراف السياسية المصرية على مختلف انتماءاتها وتوجهاتها السياسية التي قامت ولا تزال بالتظاهر في الميادين والشوارع سواء تأييدا لقرارات الرئيس والإعلان الدستوري أو رفضا له والمطالبة بإلغائه وتقرر طرح أفكارها على طاولة حوار وطني جامع يخرج بحلول توافقية تحظى برضا الشعب وتنال موافقته ،مؤكدة أن طاولة الحوار غير المشروط هي المخرج الحقيقي لهذه الأزمة لكي يتفرغ الشعب المصري لمعركة البناء والتنمية والتطور.