نظمت مكتبة الإسكندرية والجمعية المصرية التركية للصداقة والثقافة الأحد 11 نوفمبر، ندوة ثقافية علمية حول موضوع "القضية الكبرى لأمتنا: من إنسان الأفق إلى المجتمع المثالي". شارك في الندوة كل من مستشار مدير مكتبة الإسكندرية د.صلاح سليمان، ورئيس مجلس إدارة جامعة الفاتح د.مصطفى أوزجان؛ والمشرف العام على مجلة "حراء" التركية والمشرف على أكاديمية البحوث والانترنت باسطنبول د. نوزاد صواش، ورئيس قسم الفلسفة والعقيدة بكلية دار العلوم بجامعة القاهرة د.محمد الشرقاوي، ومدير معهد المناهج بالجزائر د.محمد بابا عمي. وقال د.صلاح سليمان إن الهدف من الندوة هو مناقشة كيفية النهوض بالأمة الإسلامية على اتساعها والبشرية الإنسانية بشكل عام، مبينًا أنه لن يصلح مجتمع أو أمة بدون إصلاح الإنسان، وغرس مبادئ الأخلاق الكريمة لديه، والمزج بين العقل والقلب، والاهتمام بالعلوم التي تتبنى الانسان بعقله وتلتقي بعاطفته ومتطلباته. وتطرق سليمان إلى دور مكتبة الإسكندرية في هذا الإطار، مبينًا أن المكتبة تأخذ على عاتقها الجانب الإصلاحي في كل مناحي الحياة؛ من العلم والمعرفة والثقافة المسئولة وبناء الإنسان، من خلال عدد كبير من البرامج والمشروعات، وبالتركيز بشكل خاص على الشباب. وأضاف أن مكتبة الإسكندرية بدأت منذ حوالي ثلاثة سنوات مشروع "إعادة إصدار مختارات من التراث الإسلامي الحديث في القرنين الثالث عشر والرابع عشر الهجريين/ التاسع عشر والعشريين الميلاديين"، والذي يهدف إلى التعريف بأهم كتابات التجديد والنهضة وأعلامها، وإحياء التراث الإسلامي الحديث، والمحافظة عليه، والمساهمة في نقله للأجيال المتعاقبة. وتحدث د.محمد الشرقاوي عن المشروع الإصلاحي للمفكر التركي محمد فتح الله كولن، مبينًا أن المشروع إصلاحي فكري فلسفي متكامل، وأن عبقرية كولن تنبع من فكرة التجديد. وأكد الشرقاوي على أهمية الاعتماد على التجديد كآلية لبناء الحضارة في كل وقت وحين، والاهتمام به في الفكرة والثقافة والفلسفة، والتطبيق على أرض الواقع، والتوجه لبناء الإنسان. وفي كلمته، تحدث مصطفى أوزجان عن المشروع الإصلاحي للرسول الكريم عليه الصلاة والسلام، مبينًا أنه لم يبدأ بالاقتصاد والإدارة، لكنه بدأ بفتح القلوب، ومخاطبة فطرة الخير الموجودة داخل الإنسان، وتربية العقول، وتزكية النفوس، وتصفية القلوب. وأضاف أنه في القرون الثلاثة الأخيرة انتشرت في كل أنحاء العالم أفكار مادية أنكرت الروح والقلب وانتشرت كالمرض في كل أنحاء الأرض، مشيرًا إلى أن الإسلام لم يتم تمثيله بالشكل المطلوب من المسلمين، وذلك في مقابل انتشار هذه التيارات الوافدة والنماذج التي اعتمدت على الأنانية والفردية وقامت على أساس المنفعة. وشدد على أن هذه النماذج والأيديولوجات الوافدة قد أفلست، وأن البشرية كافة تبحث عن نموذج إنساني جديد يؤمن أن الناس سواسية ويقبل الآخر، كل في موقعه، مبينًا أن الإسلام هو الذي قدم المنظومة الوحيدة التي تصالح العقل والقلب والبدن، وتقدم رؤية تربوية متكاملة توازن بين الثلاثة عناصر. من جانبه، تحدث د.محمد بابا عمي عن مدارس الخدمة في تجربة عبد الله كولن، والموجودة في عدد كبير من الدول، مبينًا أنها تعد نموذجًا جديدًا للإصلاح. وشدد على أن الأمة العربية بحاجة إلى نماذج من ذاتها لكي تستطيع تخطي المرحلة المقبلة. وفي الختام، قام الدكتور نوزاد صواش بتقديم عرض حول المدارس الجديدة في تركيا، مبينًا أنها تعد تجليات لبعض القيم التي تحتاج إليها المجتمعات لتحقيق الإصلاح. وأوضح أن هذه المدارس ليس لها منافس الآن في تركيا، وأنها وضعت معيارًا جديدًا لمستوى التعليم، وتقوم على تنمية المهارات وتعليم اللغات واستخدام التكنولوجيا الحديثة في الدراسة.