01/12/2011 04:20:50 م عزت السعدني استيقظ حبيبي لاتمت من منا يستطيع للحظة زمان واحدة ان يتحمل رؤية هذا المشهد المروع الذي اطل بوجهه الكئيب علي الدنيا كلها و الذي شاهدناه علي شاشات التلفزيون في كل انحاء العالم دون ان ينهار في مكانه و هو يبكي بدلا من الدموع دماً ؟ من منا يستطيع للحظة زمان واحدة ان يتحمل مشهد أم سورية تحتضن طفلها الصغير الراقد بلا حراك علي سريره والدم يغطيه بعد ان اغتالته يد الحكام في سوريا برصاصات الاسي الام تحتضن طفلها وهي تناديه اصحي استيقظ حبيبي افتح عيونك انا امك تناديك قد حضرت اليك انهض استيقظ تنفس اجبني يا ولدي تهزه بيدها وهي تحاول ان تعيده الي الحياة تناديه بعبارات تقطع نياط القلوب و تدمر الصدور وتفتح نهر الدموع ليغرق الكرة الارضية بحالها : انا امك حبيبي قم انهض هيا بنا لا تقول لي انك لن تصحو استيقظ حبيبي قول : نعم يا امي انا حي انا اتنفس خديني يا امي اخرجيني من هنا قولي يا حبيبي انك نائم لم تمت يارب ارحمني و اعد وليدي الي الحياة ثم تنهار الام وهي تحتضن طفلها الذي اغتالته رصاصات الغدر في سوريا كيف هان علي من كان يمسك بسلاح الغدر ان يصوبه نحو هذا الملاك الصغير ؟ كيف طاوعه قلبه ان يضغط علي الزناد ؟ كيف سمح لاصابعه الضغط علي الزناد ؟ الم يري هذا الطفل البريء في تلسكوب بندقية الشيطان التي يمسك بها ؟ كيف هانت عليه البراءة ليقتلها و يحرق دم هذه الام التي فجعت في وحيدها ؟ لقد انهارت اسرتي بكاملها زوجتي ابنتي حفيدتي سالي و ملأت الدموع كل العيون و كاننا في مأتم للبراءة بل نحن بالفعل في سرادق العزاء تالمنا من هذا المشهد البالغ القسوة في كل القلوب واحزن كل امهات الارض ! يا سيدي الحاكم الذي يظن انه قادراً مقتدراً الذي اسمك بشار الاسد كل امهات الارض تسألك هل دم هذا الطفل الذي لا ذنب له هو سبب بقاءك علي كرسيك ؟ هل يعجبك و يرضيك ان تجلس فخوراً فرحاً علي كرسي ملوث بدم هذا الطفل الذي لا يعرف لماذا قتلوه و لسوف يسال الملائكة عندما يصعد اليهم في جنة عرضها السموات و الارض : لماذا اتوا بي الي هنا ؟ اين امي ؟ اريد ان ارتمي علي صدرها قولوا لها لاتبكي يا امي فقد قتلوني غدراً من اجل كرسي الحكم قولوا لامي لا تحزني يا امي كم اوحشني حضن صدرك كم سيوحشني منك الحنان وفرحة العيون بلقائي و دغدغة الوجدان وطعم اللبن من صدرك قولي لاخوتي لا تحزنوا لقد ذهبت حتي تعيشوا انتم لقد صعدت الي السماء الي احضان الملائكة لكي تعودا احرارا كما كنتم وكما ستظلون حتي يرث الارض و ما عليها قولي لابي لا تحزن انا ادعو لك عند الرب لكن يخلصكم من غدر حكم جائر يا من اسمه بشار الاسد الذي يجلس علي راس الحكم في سوريا الحبيبة انت لا تذكر بالطبع يوم تقابلنا معا في دمشق و عني اذكرك في عزاء اخيك باسل الذي لقي مصرعه في حادث سيارة وجلسنا سويا وانت تحكي ذكرياتك علي اخيك في طفولتكما و اذكر امك قالت لي ايامها : الاطفال هم زهور الحياة من يقطفهم كمن قطف كل زهور الارض وحرم الدنيا من رياحينها قلت هذا الكلام يا رئيس سوريا الحبيبة ونحن نكتب كتابا عن اخيك الراحل باسل الاسد هل تذكر؟ و ها انه اليوم تدوس ازهار سوريا بالنعال و تأمر بقتل الاطفال مع الكبار هل تعرف كم قتلت والاطفال حتي الان 250 طفلا واكثر من خمسة الاف شاب في مظاهرات الحرية في كل مدن سوريا الحبيبة كيف طاوعك قلبك ان تترك جنودك يصوبون بنادقهم لكل من ينادي بالحرية ؟ لو انك شاهدت هذه الام التي تحاول أن تعيد طفلها الذي قتله جندك إلي الحياة ... ربما تغير رأيك ... ربما يصحي ضميرك وتأمرهم بان ينكسوا بنادقهم ويلبسوا السواد ويعددوا من حيث جاءوا .!