قال بحث شامل أعدته مؤسسة البحوث الاجتماعية والاقتصادية والسياسية التركية "تساف"، إنه رغم النظرة الإيجابية لتركيا في منطقة الشرق الأوسط، إلا أن النظرة السلبية بدأت تسود خلال العامين الماضيين في هذه المنطقة. وذكر البحث، الذي تصدرت نتائجه اهتمامات غالبية وسائل الإعلام التركية المقرؤة والمرئية الجمعة 2 نوفمبر، أن 69% من الآراء التي تم استطلاعها في 16 دولة منها مصر وسوريا والعراق تنظر إيجابا لتركيا، مقابل 78% خلال العام الماضي، مشيرا إلى أن الأغلبية في العراق وسوريا تنظر إلى تركيا بعين العدو ولكن الدول الأخرى تنظر إليها بأنها الدولة الصديقة. وأكدت نتائج البحث أن النظرة الإيجابية هي أن أغلبية آراء 16 دولة ترى أن تركيا لا تزال العامل الرئيسي في المنطقة وتعتبر نموذجا يحتذي به، وأما النظرة السلبية فهي أن الدعم والتعاطف مع تركيا بدأ في الانخفاض الملحوظ مقارنة مع نسبة الأعوام الماضية. وخلص معدو الدراسة أسباب تراجع النظرة الايجابية عن تركيا في منطقة الشرق الأوسط، إلى عدة أسباب منها تخلى تركيا عن موقفها القديم المحايد والمتوازن في مواجهة الأحداث بالمنطقة وخاصة في سوريا والعراق، بالإضافة إلى هناك العديد من شعوب المنطقة أكدوا أن الحكومة التركية تتبع سياسة طائفية وهذه الانطباعات تولدت جراء سلوكيات ومواقف أنقرة. وأشارت نتائج البحث إلى أن تركيا برزت خلال الأعوام الماضية على أنها النموذج الذي يحتذي بالمنطقة ولكن هويتها السياسية والإيديولوجية غيرت هذه النظرة، موضحا أن تركيا لا تزال الدولة المهمة والمؤثرة في المنطقة ويجب عليها ألا تفقد هذا التراكم وتتجنب المواقف السلبية، وتبتعد عن كافة السلوكيات والمواقف التي قد تدهور صورتها الإيجابية.