اهتمت بعض كبريات الصحف الغربية الصادرة، الثلاثاء 30 أكتوبر، بأصداء قرار مجلس الأمن الدولي بشأن التدخل العسكري لاستعادة شمال مالي ممن أسمتهم ب"الإسلاميين المسلحين" والمحاولات الأمريكية والفرنسية الساعية لحشد التأييد والدعم الدوليين اللازمين لتفعيل هذا القرار. فمن جانبها، سلطت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية، في تعليق لها نشرته، الثلاثاء 30 أكتوبر، على موقعها الإلكتروني، الضوء على الزيارة التي تقوم بها حاليا وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون إلى الجزائر لكسب دعمها وتأييدها للقرار الدولي من أجل استعادة الأمن المتدهور في مالي منذ الانقلاب العسكري الذي أطاح بالرئيس توماني توري. وأشارت إلى أن مسئولين أوروبيين وأمريكيين رجحوا أن يكون فرع تنظيم القاعدة في شمال أفريقيا قد ساهم في تنفيذ الهجوم الصاروخي الذي استهدف القنصلية الأمريكية بمدينة بني غازي الليبية الشهر الماضي بفضل. استخدام الأماكن الآمنة التي توفرها الميليشيات المسلحة في شمال مالي لجمع الأموال والتخطيط لشن أنشطة إرهابية في المنطقة. وأوضحت الصحيفة أن كلينتون حاولت خلال محادثاتها مع الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة كسب دعم الجزائر لإرسال قوة إقليمية تقوم بتدخل عسكري في جارتها الجنوبية. وأشار إلى قرار المجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا "إكواس" بإرسال3000 جندي إلى مالي حال تفعيل القرار ألأممي، مع توقعات تفيد بتلقيها الدعم اللوجستي والمخابراتي من قبل الولاياتالمتحدة وفرنسا. ونقلت الصحيفة عن مسئولون أمريكيون اعتقادهم بأن المجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا "إكواس" لن تستطيع القيام بهذه المهمة الصعبة بمفردها، وأن تلقي مساعدات من دولة غير عضو بالمجموعة مثل الجزائر التي لها باع طويل في قتال الجماعات الإسلامية المتطرفة، سيكون عنصرا حاسما لنجاح أية عملية في مالي. وأشارت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية إلى أن مسئولون أمريكيون لفتوا إلى أن الجزائر لديها أجهزة استخبارات أكثر شمولا وقوة في المنطقة، معتبرين أن دعمها لمهمة من هذا القبيل يمكن أن يكون أمرا حاسما لتوحيد المجتمع الدولي، حيث قال مسئول أمريكي رفيع المستوى "إن الجزائر تتمتع بقدرات فريدة لا تتمتع بها أية دولة من جيرانها". وقالت الصحيفة "إن مسئولين من جنوب أفريقيا وتشاد كانوا قد لوحوا بإمكانية أن ترسل حكومتاهما قوات عسكرية إلى شمال مالي دون أن يوضحوا الترتيبات المنتظر اتخاذها في هذا الصدد، في حين أعلن مسئولون أمريكيون أن الجزائر خففت نبرة اعتراضها على القيام بتدخل عسكري في مالي خشية أن يؤدي هذا الأمر إلى زعزعة الاستقرار في مناطقها الحدودية". ومن جانبه، أكد عضو بإحدى الجماعات الإسلامية ذات صلة بفرع تنظيم القاعدة في مالي - في تصريحات خاصة أدلى بها لصحيفة "الجارديان" البريطانية - أن الإسلاميين في مالي سينفذون هجمات انتقامية في العاصمة "باماكو" حال قيام المجتمع الدولي بأي تدخل عسكري في البلاد. وقال المتحدث باسم جماعة حركة التوحيد والجهاد في غرب أفريقيا عمر ولد حماها "إن الجماعة نجحت في تجنيد ألف من المحاربين الجدد، محذرا من أن التدخل العسكري الدولي من شأنه استفزاز الحركة الجهادية الدولية". وأضاف "أن مخططات القيام بتدخل عسكري في مالي لن تقلل من عزمنا أو إصرارنا على مواصلة الجهاد.. فنحن قادرون على هزيمة الجيوش القادمة بمساعدة المواطنين العاديين، وحلفاؤنا موجودون في كافة أرجاء أفريقيا". وأكد خبراء دوليون، تعليقا على تصريحات حماها، ضرورة عدم الاستهانة بهذه التصريحات قائلين "إنه برغم كون التهديدات بشن هجمات ضد العاصمة باماكو ظاهرية فقط، إلا أنه يتعين عدم استبعاد احتمالات وقوع تفجيرات في خارج منطقة شمال مالي".