بدأت جموع ضيوف الرحمن منذ فجر أول أيام عيد الأضحى المبارك، الجمعة 26 أكتوبر، أداء نسك رمي الجمرات في مشعر منى برمي الجمرة الكبرى بسبع حصيات. وتم رمي الجمرات في انتظام سلس وحركة هادئة من ضيوف الرحمن وانسيابية في تنقل الحجيج من مواقع إقامتهم في منى وفق خطة التفويج المعدة لذلك. كما كان هناك تناسق ضيوف الرحمن في رميهم للجمرة دون تزاحم أو تدافع في الأدوار الأربعة لجسر الجمرات , مع توفر كل الخدمات الأمنية والصحية والاسعافية والنظافة والخدمات الأمنية والدفاع المدني إلى جانب رجال الأمن القائمين على تنظيم حركة الحجيج في ساحات جسر الجمرات وعلى مداخله ومخارجه . واتسمت حركة الحجيج نحو جسر الجمرات والساحات المحيطة بها بالتدفق المتدرج والآمن على دفعات وتوزعت على الأدوار حسب التنظيم المعد، والعودة لمواقع إقامتهم بانسيابية ومرونة، فيما اتسمت الطرق في مشعر منى إجمالا بالمرونة في الحركة المرورية للسيارات وتنقل الحجيج . وقد أقبل الملايين من حجاج بيت الله الحرام جماعات وأفرادا إلى مشعر منى راجلين وركبانا مع إشراقة صباح هذا اليوم العاشر من شهر ذي الحجة، مهللين مكبرين تملؤ قلوبهم الفرحة والسرور بعد أن من الله عليهم بالوقوف على صعيد عرفات، وقد أدوا الركن الأعظم من أركان الحج ثم باتوا ليلتهم في المشعر الحرام " مزدلفة " تحفهم عناية الله تعالى ورعايته وهم يعيشون الأجواء الإيمانية وسط خدمات متكاملة تحيطهم من كل جانب ، يقوم عليها إخوان لهم من أبناء هذه البلاد الطاهرة التي تعتز بخدمة ضيوف الرحمن والحرمين الشريفين والأمة الإسلامية في كل مكان. وفور وصول الحجاج إلى مشعر منى شرعوا برمي جمرة العقبة, إتباعا لسنة الرسول صلى الله عليه وسلم , ومن ثم يطوفون بالبيت العتيق ويؤدون نسكي الحلق أو التقصير والنحر. ويأتي رمي الجمار تذكيرا بعداوة الشيطان الذي اعترض لنبي الله إبراهيم وابنه إسماعيل في هذه الأماكن , فيعرفون بذلك عداوته ويحذرون منه. وبعد أن يفرغ الحاج من رمي جمرة العقبة شرع له في هذا اليوم أعمال يوم النحر حيث يبدأ بنحر هديه , ثم بحلق رأسه , ثم الطواف بالبيت العتيق والسعي بين الصفا والمروة. بعد ذلك يستمر الحجاج في إكمال مناسكهم فيبقون أيام التشريق في منى يذكرون الله ويكثرون من ذكره وشكره , ويكملون رمي الجمرات الثلاث يبدؤون بالصغرى ثم الوسطى فالكبرى كل منها بسبع حصيات.