افتتح السفير الايطالي في مصر، الأحد 21 أكتوبر، كلاوديو باتشيفيكو المعرض الدائم للقطع الأثرية الغارقة النادرة. وكان تم العثور عليها أثناء عمليات الحفر بجزيرة نلسون على يد فريق العمل بقيادة د.باولو جاللو – أستاذ المصريات بجامعة الدراسات بتورينو و مدير البعثة الأثرية بالإسكندرية وذلك بمتحف الآثار بمكتبة الإسكندرية. وتعمل البعثة الايطالية في مصر منذ عام 1997 ومن أهم انجازاتها الكشف عن القطع الأثرية الغارقة بجزيرة نيلسون في منطقة أبي قير وهي المستعمرة الإغريقية التي بقيت كاملة منذ عهد لاسكندر الأكبر. وقد أسس الموقع لمستعمرة سكنية مستقرة كما يتضح من المباني (الخزانات الكبيرة لجمع المياه، معبد ، أسوار لحماية المستعمرة)، ولكن بعد بضع عشرات من السنين هجر السكان المستعمرة بسرعة كما يتضح من مستلزمات الحياة اليومية الكثيرة التي تركت في البيوت ( آنية، نول نسيج، أقواس ..الخ) . وقد كشفت البعثة الأثرية CMAIA أيضا عن مدينة موتى أسفل المنازل الإغريقية وهى مدينة الموتى الفرعونية الوحيدة المعروفة في ساحل مدينة الإسكندرية و التي تنتمي إلى الحقبة الفرعونية المتأخرة من الأسرة السادسة والعشرين إلى الأسرة الثلاثين. تعرض القطع الأثرية الهامة في حاويتين كبيرتين، تظهر ما عثرت عليه البعثة الايطالية من الحقبتين التاريخيتين المختلفتين أثناء عملية التنقيب: فمن ناحية يتم عرض ما وجد في المستعمرة الإغريقية والتي يمكن التأريخ لها في الفترة من أواخر القرن الرابع وأوائل القرن الثالث قبل الميلاد بكل ما تتضمن من متاع وأثاث. من ناحية أخرى كل ما يتعلق بمدينة الموتى وطقوس الدفن في الأسرة الفرعونية المتأخرة بمختلف الأثاث الجنائزي.. لذا لا يهدف العرض إلى إظهار ما تم العثور عليه من قطع أثرية مزودة بالشرح وإنما يسمح للزائر من خلال إعادة عرض الحقبتين بقراءة القطع الأثرية عبر رحلة مزدوجة أي ما يدل في كل قطعة على تاريخ الحقبة وفائدتها.. لذا فيمكن للجمهور العادي قراءة وفهم كل قطعة. ويعد المعرض الدائم الذي تعرض قطعه الأثرية في حاويات عرض زجاجية ثمرة لاستخدام أعلى التقنيات التكنولوجية بصالة المتحف المصري بمكتبة الإسكندرية. وقد أسهم في إقامة المعرض وزارة الخارجية الايطالية الإدارة العامة لتنشيط منظومة الدولة، المعهد الثقافي الايطالي بالقاهرة وشركة إديسون العالمية والتي تعمل في منطقة أبي قير. وتعد إقامة متحف للقطع الأثرية الهامة التي عثرت عليها البعثة الأثرية الايطالية فضلا عن التعريف بأخر مدن للموتى في الحقبة الفرعونية وأوائل المستعمرات الإغريقية بعد الإسكندر الأكبر فرصة للاحتفاء بإسهامات الدارسين الايطاليين الهامة في إحياء وتطوير علم الآثار اليوناني- الروماني في الإسكندرية منذ أكثر من قرن.