تواصل جموع حجاج بيت الله الحرام أداء شعيرة رمي الجمرات في اليوم الثاني من أيام التشريق، مع اقتراب موسم الحج من نهايته، حيث أدى الحجاج هذه الشعيرة المقدسة بعد أن قاموا برمي جمرة العقبة الكبرى في يوم النحر الذي يصادف أول أيام عيد الأضحى المبارك، تلاها رمي الجمرات الثلاث في اليوم الأول من أيام التشريق يوم السبت الماضي. انطلق الحجاج في ساعات الصباح الأولى متجهين صوب جسر الجمرات لتأدية هذا النسك المبارك وفقاً للترتيب الشرعي المحدد، فبدؤوا بالجمرة الصغرى ثم انتقلوا للوسطى وختموا بجمرة العقبة الكبرى، حيث يقوم كل حاج برمي سبع حصيات متتالية مع ترديد التكبير عند إلقاء كل حصاة. تميزت حركة الحجاج في منطقة جسر الجمرات بالسلاسة والتدفق المنتظم، إذ تحركوا عبر المسارات المخصصة بيسر وسهولة، سواء أثناء توجههم لأداء الشعيرة أو خلال رجوعهم إلى أماكن إقامتهم بمشعر منى، أو انتقال من رغب منهم إلى مكةالمكرمة لتأدية طواف الوداع للراغبين في التعجيل. من ناحيته، شدد قائد قوات أمن الحج في المملكة العربية السعودية اللواء عبدالله بن محمد القريش على "الاستعداد التام لتطبيق خطط نفرة الحجاج المتعجلين من منى، وتعزيز الاستعدادات لإدارة وتنظيم الحشود في المسجد الحرام ومنشأة الجمرات في ثاني أيام التشريق"، وفقاً لما نقلته وكالة الأنباء السعودية "واس". وتُعرف أيام التشريق بأنها الأيام الثلاثة التالية لأول يوم من أيام عيد الأضحى المبارك، والتي يمضيها الحجاج في مشعر "منى"، وتُسمى كذلك ب"الأيام المعدودات". وعلى صعيد آخر، أطلقت الهيئة العامة للعناية بشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي في السعودية مبادرة "إحرام مستدام" خلال موسم حج هذا العام، بالشراكة مع المركز الوطني لإدارة النفايات. تسعى هذه المبادرة إلى دعم الاستدامة البيئية داخل المسجد الحرام طوال فترة الحج، وخفض مستويات التلوث البيئي، ونشر الوعي حول أهمية إعادة الاستخدام من خلال تدوير إحرامات الحجاج عقب انتهائهم من أداء النسك، بحسب ما أوردته وكالة الأنباء السعودية "واس". تقوم المبادرة بالاستفادة من الإحرامات والسجاد والحقائب الفائضة عبر عمليات الجمع والفرز لمخلفات منسوجات الحجاج، ومن ثم إعادة تدويرها وتوزيعها. وكانت هيئة الإحصاء السعودية قد أعلنت قبل ثلاثة أيام في بيان رسمي أن إجمالي عدد الحجاج لهذا العام وصل إلى مليون و673 ألف و230 حاجاً من داخل المملكة العربية السعودية وخارجها.