ضياء جميل خرجوا من بيوتهم سعيًا وراء لقمة العيش الشريفة، وكانت مركباتهم هي وسيلتهم الوحيدة في الحصول عليها، إلا أن بعض ضعاف النفوس معدومي الضمير استكثروا عليهم هذه النعمة وطمعوا في الاستيلاء عليها ولم يكتفوا بسرقة المركبات بل سلبوهم أرواحهم أيضا. خسة وندالة أقل ما يمكن أن يوصف به مجرم معدوم القلب والضمير أغواه الشيطان بقتل شاب أثناء سعيه للبحث عن قوت يومه. شاهدنا في الأيام الماضية عدة وقائع قتل من أجل سرقة سيارة أو توك توك ولكن يقظة الأجهزة الأمنية سريعا ما كشفت المستور وقادت الجناة لمصيرهم المظلم والمستحق خلف القضبان، تفاصيل أكثر إثارة في السطور التالية. تلقى اللواء جعفر عمران مدير الإدارة العامة لشرطة النجدة بلاغًا من الأهالي باختفاء سائق أوبر يدعى هاني من حلوان بعدما أخبرهم في آخر اتصال بسفره إلى مدينة الإسكندرية لتوصيل أحد الأشخاص وانقطعت الاتصالات بينهم. تشكل فريق بحث برئاسة اللواء طارق راشد مساعد وزير الداخلية لقطاع أمن القاهرة لكشف ملابسات الواقعة والتى أكدت؛ استدراج عاطل يقيم فى حلوان الضحية بحجة توصيله لمحافظة الاسكندرية وخنقه داخل شقة هناك واستعان بشقيقه وحملا الجثة داخل حقيبة السيارة، وعادا إلى القاهرة مرة أخرى وألقياه من أعلى منطقة جبلية بمدينة 15 مايو، لإخفاء الجثة ثم باعا سيارته، تمكن رجال المباحث من ضبط المتهمين وأكد المتهم الرئيسى فى الواقعة بأنه تخلص من السائق بعدما استدرجه إلى شقة سكنية بمحافظة الاسكندرية بعد توصيله بحجة الراحة من المشوار واحتساء مشروب وخنقه ولم يستطع السائق المقاومة نظرًا لوجود عجز بقدمه اليسرى وذلك بغرض سرقة سيارته وبعدها حاول إخفاء الجثمان لكنه لم يستطع حمله فقرر التواصل مع شقيقه الذي استقل سيارة أجرة وسافر للإسكندرية لمساعدته في إخفاء الجثة حيث تم لفه داخل غطاء السيارة ووضعها في حقيبة السيارة المملوكة للمجني عليه ونقلها إلى مكان التخلص منها، واضاف المتهم الرئيسى في اعترافاته أمام رجال المباحث؛ أنه بعد الاستعانة بشقيقه وصلا إلى مدينة 15 مايو وألقياه من أعلى قمة جبل بالمنطقة الصحراوية وأخفيا السيارة في إحدى المجاورات بمدينة 15 مايو، تمهيدًا لبيعها كما باع المتهم هاتف المجني عليه لأحد محلات المحمول بدائرة قسم شرطة الموسكي وتم الإرشاد عنه وضبط الهاتف المحمول وأمرت النيابة بحبس المتهمين 4 أيام على ذمة التحقيق. سائق المطرية تلقى المقدم أحمد جمعة رئيس مباحث قسم شرطة المطرية بلاغًا من إحدى السيدات بتغيب زوجها عقب خروجه من مسكنهما وبالفحص تحت إشراف العميد أحمد يحيى مفتش المباحث، أمكن تحديد وضبط مرتكبى الواقعة، شخصان يقيمان بدائرة القسم، وبمواجهتهما أمام العميد محمد غيته مأمور قسم شرطة المطرية اعترفا بارتكاب الواقعة وأقرا باستدراج المتغيب نظرًا لصداقته بأحدهما بدعوى توصيلهما لإحدى المناطق بالسيارة «مستأجرة يعمل عليها كسائق وعقب وصولهما قاما أحدهما بتخدير المجنى عليه بواسطة «عبوة عصير بها أقراص منومة» ولدى فقدانه الوعى دفعاه من أعلى إحدى المناطق الجبلية بدائرة قسم شرطة المقطم واستوليا على السيارة وهاتفه المحمول، وبإرشادهما عثر على جثة المجنى عليه وضبطت السيارة المستولى عليها بمكان إخفائها والهاتف المحمول المستولى عليه لدى عميل سيئ النية (يقيم بدائرة قسم شرطة مصر القديمة) تم ضبطه، واتخذت الإجراءات القانونية. 90ألف جنيه لم يكن عبدالرحمن مختار المعروف بين أهالي منطقته بعبده الصعيدي يعلم أن ليلة احتفاله بعقيقة ابنته ستكون الأخيرة في حياته. خرج الرجل من منزله مبتسمًا يحمل في جيبه مبلغ 90 ألف جنيه جزء منها لتغطية نفقات المناسبة والآخر لإرساله إلى أسرته في بلدته بالصعيد لكنه لم يدر أن هناك من يراقبه وأن خطته لإتمام واجباته العائلية ستنتهي بدمائه على الطريق الدائري.. داخل أحد المحال التجارية وقف عبده الصعيدي يتحدث مع نجل عمه أحمد أثناء تحويل مالي بينما كان في الجوار شابان يتبادلان النظرات لم يكن وجودهما مصادفة، فقد لاحظا المبلغ الذي يحمله الرجل وسرعان ما تسلل الطمع إلى عقولهما.. لم يحتاجا إلى وقت طويل لاتخاذ القرار خرجا سريعا وتواصلا مع 4 آخرين من معارفهما جميعهم اعتادوا التحرك في مجموعات. بعضهم لديه سجل إجرامي وبعضهم الآخر لم يكن سوى شاب يبحث عن أي فرصة لجني المال بأي طريقة.. لم يكن اختيار المكان عشوائيًا فقد عرف الجناة أن الطريق الدائري بمنطقة كعابيش سيكون نقطة يسهل فيها السيطرة على الضحية. أوقفوا هناك دراجاتهم النارية تصطف بزاوية تمنع أي سيارة من المرور بسهولة.. لم يستغرق الأمر سوى دقائق حتى ظهرت سيارة عبده الصعيدي ومع اقترابه تقدم أحدهم مشيرًا إليه بالتوقف واعتقد الرجل في البداية أنه موقف تفتيش عادي لكنه سريعاما أدرك الخطر حين اقترب منه شاب يحمل سكينا ولمعت أنصال أخرى في أيدي بقية المجموعة.. «انزل من العربية وهات الفلوس»! قالها المهاجم الأول بصوت حاسم لكن عبده الصعيدي لم يكن من النوع الذي يرضخ بسهولة حاول المناورة أدار عجلة القيادة في محاولة للهروب لكن المتهمين كانوا أسرع حطم أحدهم زجاج السيارة بينما سحب آخر الباب بقوة وفي لحظة واحدة وبدأت الفوضى.. لم يتردد عبده الصعيدي في المقاومة وجه لكمات لمن اقتربوا منه لكنه كان وحيدا أمام ستة أشخاص مدججين بالسكاكين والمطاوى تلقى الضربة الأولى في ذراعه تبعها طعنة في جانبه الأيسر لكنه استمر في التشبث بحقيبة المال وصرخ أحدهم غاضبا خلص عليه وخد الحاجة ليتقدم أحدهم ويوجه طعنة قاتلة إلى صدر الرجل أسقطته أرضا ثم فروا هاربين. وبإخطار اللواء محمد شرقاوي مدير الإدارة العامة لمباحث الجيزة أمر بتشكيل فريق بحث لكشف غموض الحادث.. وبتفريغ كاميرات المراقبة تمكن رجال المباحث من تحديد هوية المتهمين وعقب تقنين الإجراءات وبعمل العديد من الأكمنة الثابتة والمتحركة تمكن رجال المباحث من ضبط المتهمين وبمواجهتهم اعترفوا بارتكاب الواقعة. توك توك تلقت الأجهزة الأمنية بمديرية أمن الإسكندرية إخطارًا من إدارة شرطة النجدة يفيد انقلاب توك توك والعثور على جثة شاب مصاب بطعنات وجروح فى الصدر وعلى الفور انتقل ضباط القسم رفقة سيارة الإسعاف إلى موقع البلاغ وتبين من الفحص، أن الجثة للمدعو «على.أ .ع»، 25 سنة سائق توك توك يقيم بشارع فجر الإسلام بمنطقة سيدى بشر بحي المنتزه أول بالإسكندرية وتبين أن المتهم تاجر سمك للمجني عليه بزعم توصيله بمركبة التوك توك إلى الطريق الدولي حتى وصلا إلى إحدى المناطق النائية وباغته وسدد له طعنتين في القلب والصدر بسلاح أبيض خنجر قاصدا قتله وسرقة المركبة التوك توك، وكشفت التحريات أن المجني عليه قبل أن يفقد الوعي إثر النزيف تمكن من لف التوك توك فانقلب على الطريق الدولي وتجمع المارة وهرب القاتل قبل أن يتمكن ضباط المباحث من القبض عليه وتحرر محضر بالواقعة والعرض على جهات التحقيق. سائق كفر الشيخ نجح فريق البحث الجنائي بمديرية أمن كفر الشيخ في كشف لغز العثور على جثمان شخص تم الإبلاغ عن اختفائه وذلك عقب عثور أهالي قرية متبول التابعة لمركز كفر الشيخ على جثمان في مصرف مائي بالقرية وتبين أن مرتكب الجريمة شاب يبلغ من العمر 27 عامًا عاطل بدافع سرقة التوك توك الخاص به؛ حيث توصلت جهود فريق البحث الجنائي إلى أن آخر الأشخاص الذين ظهروا مع سائق ال»توك توك» هو المدعو «مصطفى.ح.م.أ»، 27 عامًا، عاطل، غير محدد له محل إقامة، وذلك بعد تقابله مع المجني عليه يوم تغيبه في مدينة سيدي سالم، وطلب منه توصيله إلى قرية متبول التابعة لمركز كفر الشيخ، وذلك بغرض استدراجه لسرقة مركبته النارية «توك توك»، وبمواجهته بما أسفرت عنه جهود فريق البحث الجنائي، أقر بحقيقتها وأقر المتهم في اعترافاته أمام فريق البحث الجنائي أنه عندما اصطحب المجني عليه سائق ال»توك توك» إلى مكان العثور على جثته بمصرف زراعي بناحية قرية متبول، منحه مشروب عصير يحتوي على «مادة مخدرة»، ووفقًا لذلك سقط المجني عليه مغشيًا عليه، وألقى بجثته في المصرف وبإرشاد المتهم عن المركبة البخارية «توك توك» تم ضبطها بعدما تصرف المتهم ببيعها مقابل 35 ألف جنيه، تحرر محضر بالواقعة وأحيل المتهم إلى النيابة العامة التي قررت حبسه وإحالته لمحاكمة عاجلة أمام محكمة الجنايات. غياب القيم ولكن! يحلل الدكتور جمال فرويز أستاذ الطب النفسي هذه الجرائم قائلًا: وقوع مثل الجرائم هو نتيجة انحدار ثقافي كبير وازدواجية دينية مابين الشكل الديني الخارجي وما بين عدم التزام ديني داخلي لهؤلاء القتلة، هذا بجانب الانهيار الأخلاقي والسلوكي والقيمي والاجتماعي الممتد إلى الأسرة منذ الصغر فغياب القيم طبيعى أن تنتج لنا أبناء مشوهين أخلاقيًا، كما أن هذا الانهيار الأخلاقى جعل القاتل لا يرى نفسه أنه أخطأ، بل يرتكب جريمته بدم بارد ويعطي لنفسه المبررات الواهية أضف إلى كل هذا الألعاب الالكترونية الموجودة على الهواتف المحمولة التي تمثل العامل الأول والاساسي في انهيار القيم والمعرفة وتفشي الجرائم بشتى صورها الدموية، رغم أن طبيعة الشخصية المصرية هي شخصية طيبة نهرية تميل إلى الحب والخير والسلام وما يحدث من عنف ليس من سماتها؛ فجميعها مكتسبه وليست راسخة في الشخصية المصرية وطالما مكتسبة يمكن إزالتها بسهولة.ص اقرأ أيضا: سقوط «لص الموبايلات» وضبط تشكيل عصابي تخصص في سرقة السيارات