ذكرت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية أن انتشار الجماعات الجهادية المتشددة فى جميع أنحاء العالم العربي يشكل تهديدا جديدا لاستقرار المنطقة ويقدم تحديات جديدة للديمقراطيات الناشئة. وقالت الصحيفة في تقرير نشرته الثلاثاء16 أكتوبر على موقعها الإلكتروني -إنه من صحراء سيناء في مصر وحتى شرق ليبيا وميادين الحرب الأهلية السورية، أصبحت عملية الدفع نحو مزيد من الديمقراطية ممكنه بفعل الثورات في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا والتي أطلقت أيضا حريات جديدة يستخدمها المتشددون في تقديم المواعظ وممارسة الأنشطة وعمليات التجنيد. وأضافت الصحيفة أن صعود الجهاديين المتشددين في المنطقة هو أحد أسباب تردد صناع السياسات في الغرب في تسليح المعارضة السورية في الوقت الذي يحتدم فيه النزاع المستمر بالبلاد منذ 19 شهرا. وأشارت الصحيفة إلى أنه بحسب محللين فإن معظم الجماعات الجديدة ظهر ردا على مصاعب محلية، وأن هناك مؤشرات قليلة على أنها أقامت علاقات تنظيمية لها أهداف بحركة الإرهاب العالمية "القاعدة" أو حتى مطامع انتقالية. ونقلت الصحيفة عن آرون زيلين وهو خبير في الحركات الجهادية بمعهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى قوله " إن الاحتمالية الآن لعولمة تلك الجماعات تعد موجودة بسبب حقيقة أن هناك تشابه أيديولوجى كبير"، مشيرا إلى أن الاحتمالية تصبح أكبر إذا كانت هناك معاملة باحتقار لهذه الجماعات على أنها جزء من الجهاد العالمي للقاعدة وإذا تم تهمشهم في مجتمعاتهم بشكل أكبر. ولفتت الصحيفة إلى أن وزيرة الخارجية الأمريكية هيلارى كلينتون اعترفت بحجم التهديد الذي تمثله مثل تلك الحركات في كلمة يوم الجمعة الماضي حددت الأطر العامة للتحديات التي تواجه صناع السياسة الأمريكية في شمال أفريقيا. وأوضحت الصحيفة أن من بين الجماعات التي تسبب القلق الأكثر بالنسبة للمسئولين الغربيين هي جبهة النصرة النشيطة بشكل متزايد والتي طفت على السطح هذا العام لتؤكد المسئولية عن سلسلة من التفجيرات الانتحارية الغامضة في دمشق وحلب وتطور أداءها لتشارك بحماس فى المعركة ضد الرئيس السوري بشار الأسد. وقالت الصحيفة إنه بالنسبة لليبيا وفى الوقت الذي تقوم فيه الدولة من جديد عقب 42 عاما من حكم قمعي للعقيد معمر القذافى، يحاول الجهاديين والميليشيات الإسلامية تقرير ما إذا كانوا سيتأقلمون مع الوضع الراهن الذي ظهر أو يحاربونه. وأضافت الصحيفة أن جناحا لأنصار الشريعة في تونس ترسخ تحت قيادة سيف الله بن حسين أحد أتباع القاعدة والذي يستخدم أبو إياد التونسي كاسم مستعار، مشيرة إلى أن أعضاء الجماعة احتشدوا أمام السفارة الأمريكية فى تونس بعد يومين من هجوم بنغازي لكن الجماعة لم تنفذ هجمات معقدة أو تشكل تحالفات مع جماعات أكبر. ونوهت الصحيفة إلى أنه بالنسبة لليمن وبحسب مسئولين أمريكيين فإن القاعدة في شبه الجزيرة العربية بدأت فى استخدام أنصار الشريعة كاسم مستعار فيما أضافت وزارة الخارجية الأمريكية الشهر الماضي الاسم المستعار إلى قائمتها للمنظمات الإرهابية.