نصر فتحي اللوزي إن إصدار قرار إغلاق المحال التجارية والمقاهي في العاشرة مساء تأخر كثيرا كثيرا كثيرا ... واسمحوا لي أن أناقش هذا القرار بشيء من التفصيل : لقد تفشت ظاهرة عدم احترام الأبناء للأباء بسبب ابتعاد الأب عن الأسرة ابتعادا يكاد يكون شبه تام ... يقضي الأب معظم وقته ليلا في الجلوس بالمقاهي في الوقت الذي يجب أن يكون بين أبناءه يتمتعوا سويا بدفء الأسرة وينعم الأولاد بالاستماع إلى آراء الأباء وتوجهياتهم فينشأ الأبناء نشاة سوية وهي أولى خطوات بناء الإنسان . إن المقاهي ليلا هي الميدان الذي به يتم تخطيط تنفيذ الجرائم التي انتشرت والتي يصرخ بسببها المجتمع فضاع الأمن على أيدي البلطجية الذين ليس لهم مأوى ليلا سوى المقاهي. إن تجار المخدرات دائما على حرص دائم من مداهمة الشرطة لمنازلهم وأوكارهم فهربوا من رقابة عيون الشرطة وتقييد حركتهم لذا هربوا إلى المقاهي التي دائما تكون هي وكر تجارة المخدرات بكل أنواعها شراء وبيعا وأيضا تعاطيا . إن المنازل المجاورة للمقاهي تعاني من وضع الكراسي والترابيزات حتى منتصف الشارع وسرق أصحاب المقاهي حق المشاه ... بالإضافة إلى الضوضاء الصادرة من شاشات العرض التي خرجت من داخل المقهي إلى عرض الطريق فحرمت كبار السن والمرضى وذوي الحالات الخاصة من الحصول على الراحة ... أيضا تلك الضوضاء أصبحت حائلا بين الطلبة والطالبات وتحصيل الدروس ... ناهيك عن الألفاظ التي تخدش حياء الرجل فما بالك بالمرأة ... أيضا شدة الضوضاء أثناء المباريات سواء كانت المحلية أو الأجنبية وما يصدر من الشباب من تهريج وعدم احترام آدمية الأخرين ... ويزداد الطين بلة بصوت الطاولة والدومينو وما يصاحبها من ألفاظ يخجل منها أي إنسان . إن الطاقات الشبابية المهدرة على المقاهي ليلا يجب الاحتفاظ بها واستثمارها بما يعود على الوطن بزيادة الإنتاج . إن المقاهي هي أحد أهم عوامل إهدار الطاقة الكهربائية ليلا ولك أن تتخيل أن المقاهي تدخل في مباراة منافسة بين بعضها البعض لجذب الزبائن فتضع لمبات وكشافات ذات أشكال مختلفة فتصبح المقهى في منتصف الليل وكأنها في منتصف النهار ... إنه إهدار للطاقة الكهربائية في غير موضعها في الوقت الذي يتكرر انقطاع التيار الكهربائي لشدة التحميل على المحولات الكهربائية العمومية . إن المقاهي هي واحدة من الأسباب التي تؤدي في كثير من الأحيان إلى عدم وصول المياه إلى الأدوار العليا حيث يقف صبي المقهى في كثير من الأوقات ومعه خرطوم يرش به المياه أمام المقهى ليلا ونهارا . إن جميع الدول سواء منها الأسيوية وأيضا الأوربية تغلق المحلات التجارية والمقاهي في التاسعة مساء ... لذا في الصباح يخرج سكان كل بلدة إلى محال عملهم وهم في حالة إقبال بحب وبقوة ونشاط ليترجموا حبهم لبلدهم بالعمل الجاد المستمد من الراحة الكاملة في الليل ... بينما نحن (أي المصريين) غير ذلك . إذا كنا نحب مصر يجب على الجميع ترجمة هذا الحب إلى إنتاج ... والإنتاج لن يأتي بالوقوف كسالى أمام آلات الإنتاج ... إنما يأتي بالعزيمة القوية والنشاط المتواصل طوال اليوم وهذا لن يتأتى إلا بالحصول على الراحة الكاملة أثناء الليل . إن إصدار قانون غلق المحال التجارية والمقاهي في العاشرة مساء قرارا يجب سرعة إصداره ومراقبة تنفيذه حتى يظل سيفا قاطعا لأوكار الانحرافات بكل أشكالها وحفاظا على راحة تعساء الحظ المجاورين لكل مقهى . ولن يخفى على السادة المسؤولين استثناء محلا تجاريا واحدا وصيدلية واحدة يحددان بالاسم مع تحديد ساعات العمل فتحا وإغلاقا حتى نقضي على عشوائية تنفيذ القرار. إن بإصدار قانون غلق المحال التجارية والمقاهي في العاشرة مساء هو الترجمة الحقيقية لحب مصر وضمان استتباب الأمن وسيولة المرور والمحافظة على عدم إهدار الطاقة وأيضا العمل على زيادة الإنتاج ومحاربة أوكار البلطجة بطريقة هادئة والقضاء على تجارة المخدرات والمحافظة على حرية كل السكان المجاورين للمقاهي وياليت القرار يتضمن عدم وضع شاشات العرض خارج المقاهي . أسرعوا بإصدار القرار من أجل إعادة بناء مصر وإعادة بناء الإنسان المصري ... حفظكم الله