الغربية : ماجدة شلبي «خطفوه وقتلوه وألقوا جثته في البحر»، بهذه الكلمات الموجعة، وبدموع حارقة، بدأت الحاجة هدى حديثها عن حفيدها آدم، الطفل البالغ من العمر 12عامًا، بعد أن تم اختطافه وقتله على يد أصدقاء والده. لم تكن جدة آدم تعلم أن ذلك اليوم الهادئ سيتحول إلى كابوس يطاردهم طوال حياتهم، بعدما فقدت حفيدها الذي تولت تربيته ورعايته هو وشقيقته هدى، البالغة من العمر 16 عامًا، نظرًا لسفر والديهما للعمل بالخارج، تفاصيل أكثر عن تلك الواقعة التي شهدتها مدينة زفتى التابعة لمحافظة الغربية في السطور التالية. أقنع آدم جدته بالخروج لشراء بعض المستلزمات التي يحتاجها للرحلة المدرسية التي كان من المفترض أن يشارك فيها في اليوم التالي، وافقت السيدة المسنة على مضض، كأن نفسها تحدثها بالأسوأ، لأنه فعلا، خرج ولم يعد. فور خروجه من المنزل، صادفه أصدقاء والده، وأقنعوه بأنهم ذاهبون لتحصيل مبلغ من المال يخصهم من أحد الأشخاص، ولا مانع من مرافقته لهم للتنزه، خاصة أنهم أصدقاء والده وجيرانه وليسوا غرباء عنه، صدّقهم آدم وذهب معهم، دون أن يدرك أنه يسير إلى مثواه الأخير، وأن خطواته معهم كانت خطوات الموت. مرت الساعات، والجد والجدة في حيرة وقلق، بسبب عدم عودة آدم، وفي المنزل الهادئ بدأ القلق يطرق الأبواب، والساعات تمر، والهاتف صامت والباب لا يُفتح، وهاتف آدم مغلق. فدية الطفل صاحب ال12 عامًا لم يعد، تملكهم الشك، وفعلا، بدأوا البحث عنه في كل مكان، سألوا الأقارب والمعارف، لكن دون جدوى، ثم جاء صوت قاسٍ من رقم آدم، لكن هذه المرة لم يكن هو، كان أحد خاطفيه، وطالبهم بدفع فدية قدرها 350 ألف جنيه مقابل إعادة حفيدهم، مهددين بقتله إن لم يتم الدفع، ثم أُغلق الهاتف، ولم يتمكنوا من الوصول إلى هؤلاء الأشخاص مرة أخرى. على الفور، هرع الجد والجدة إلى مركز شرطة زفتى، وحررا محضرًا بالواقعة، وعليه، باشر المقدم عبد الحكيم درويش، رئيس مباحث المركز، فحص البلاغ، وتم تفريغ كاميرات المراقبة التي كشفت عن الأشخاص الثلاثة المتورطين في خطف الطفل، ليتم القبض عليهم في الحال. آلة حادة وغرق وخلال التفتيش، فوجئ رجال المباحث بوجود هاتف آدم بحوزتهم، وبمواجهتهم والضغط عليهم، اعترفوا بخطف آدم بغرض الضغط على أهله وطلب فدية مقابل إطلاق سراحه، إلا أنهم كانوا قد بيتوا النية لقتله سواء حصلوا على المبلغ أو لم يحصلوا عليه، نظرًا لأنه يعرفهم جيدًا وكان سيُرشد عنهم. استدرجوه حتى وصلوا به إلى محافظة دمياط، وتحديدًا إلى رأس البر، ومع مرور الوقت وحلول الظلام، وخلو الشاطئ تمامًا من الأشخاص، ضربوه على رأسه بآلة حادة حتى فارق الحياة، ثم ألقوا جثمانه في البحر، وعادوا إلى منازلهم، وبدأوا في التفاوض مع أهله مستخدمين هاتف آدم لإيهامهم بأنه ما زال على قيد الحياة. «مكالمة أراحت القلب لكنها شقته نصفين»، هكذا وصف الجد المكالمة التي تلقاها من رجال مباحث مركز زفتى بعد تسعة أيام من اختطاف حفيده، حين أخبروه بأنهم عثروا عليه، لكنه للأسف جثة هامدة. وبعد اعتراف المتهمين بجريمتهم، تواصل رجال مباحث مركز زفتى مع مديرية أمن دمياط، التي أفادت بأنها استلمت منذ يومين جثة طفل غريق مجهول الهوية، موجودة بمستشفى دمياط العام، وعليه، توجه الجد والجدة والأهل، وتم التعرف على جثمان آدم، الطفل البريء، واستلامه ودفنه بمقابر العائلة، ليُسدل الستار على واحدة من أبشع الجرائم التي ارتكبها أصدقاء الأب بدافع الطمع. نجاة هدى المثير للأمر، اعترافهم بأن خطتهم بدأت منذ ثلاثة أشهر، وكانت في البداية تستهدف اختطاف شقيقته هدى وتصويرها في أوضاع مخلة وابتزاز والدها لاحقًا، إلا أنهم فشلوا في مخططهم لقلة خروج هدى من المنزل، فارتكبوا هذه الجريمة الشنيعة. طالب الجد والجدة، وسط دموع لن تجف حتى يلحقوا به على حد وصفهم، بالقصاص العادل والسريع، حتى تهدأ نار قلوبهم على حفيدهم الذي كان أقرب إليهم من أبنائهم. وكان اللواء أسامة نصر، مدير أمن الغربية، قد تلقى إخطارًا من مأمور مركز شرطة زفتى، يفيد بتلقي بلاغ من جدة الطفل بخطف حفيدها المدعو (آدم. رضا)، البالغ من العمر 12 عامًا. على الفور، انتقلت قوات الأمن بقيادة الرائد عبد الحكيم درويش، رئيس مباحث مركز شرطة زفتى، وأسفرت التحريات الأولية عن تحديد وضبط مرتكبي الواقعة، وهم (إسلام. ا) و(عادل. ب) و(أحمد. خ)، وتبين أنهم مقيمون بعزبة حسان. وبمواجهتهم أقروا بارتكاب الواقعة، وكشفوا عن مكان الطفل بعد التخلص منه وإلقائه في بحر رأس البر لإخفاء الجريمة، وذلك بغرض طلب فدية من أهله. تولت سيارة الإسعاف نقل جثمان الطفل إلى مشرحة مستشفى زفتى العام، تحت تصرف النيابة العامة، التي قامت بمعاينة موقع الجريمة، وصرحت بدفن الطفل. اقرأ أيضا: مباحث الغربية تضبط المتهم بقتل شاب وإصابة شقيقه بكفرالزيات لخلافات بينهم