إذا أردنا توصيفاً صحيحاً وموضوعياً لمنتدى التعاون الروسى الإفريقى الذى عقد دورته الثانية فى مصر خلال الأيام الماضية، فلابد أن نقول إنه حدث كبير ونقلة ايجابية فى مسيرة التنمية الإفريقية والتعاون المشترك بين الدول الإفريقية وروسيا على المستوى الاقتصادى. ومن المعلوم أن التعاون المصرى الروسى فى المجالات التنموية والاقتصادية يشهد تطورات إيجابية ويحتل موقعاً متميزاً فى ظل علاقات الصداقة الوطيدة بين البلدين والشعبين،..، وهو ما يدعم التعاون الروسى الإفريقى فى مجالات التنمية والمصالح المتبادلة بين روسيا ودول القارة الإفريقية. والحقيقة التى يعكسها الواقع الإقليمى والدولى حالياً تؤكد أن المنتدى الروسى الإفريقى يعد من الفعاليات الايجابية على الساحة الدولية، فى مجالات التنمية وتقوية التعاون الاقتصادى المشترك بين روسيا والدول الإفريقية. وتعتبر العلاقات القوية بين مصر وروسيا وما بينهما من صداقة تاريخية وشراكة متطورة، ركيزة أساسية وقاعدة انطلاق لتنفيذ المشروعات التنموية المشتركة فى ظل الموقع المتميز لمصر على الساحة الإفريقية، والثقة الكبيرة التى تتمتع بها بين كل الأشقاء الأفارقة. وفى هذا الإطار كان المنتدى محفلًا إيجابيًا ومنصة فاعلة للبحث والنقل وتبادل الآراء والرؤى بين الوزراء والمسئولين المشاركين فيه حول مجمل المستجدات والتطورات الإقليمية والدولية، والتحديات التى تواجه التنمية والتقدم الاقتصادى فى القارة الإفريقية، والوسائل الفاعلة لتحقيق السلام والأمن الدوليين فى ربوع القارة. من هنا جاءت إشادة مصر بالنتائج التى تمخضت عنها أعمال المؤتمر الوزارى الثانى لمنتدى الشراكة روسيا - إفريقيا إشادة مستحقة،...، كما جاء تأكيدها على أهمية المؤتمر للنظر فى سبل تعميق ودعم الشراكة بين الدول الإفريقية وروسيا الاتحادية، ودور المنتدى فى تعزيز السلم والاستقرار بالقارة الإفريقية تأكيداً لازماً ومستحقاً أيضاً. فى هذا السياق كانت مصر حريصة على التأكيد خلال المنتدى على الرؤية المصرية للتنمية فى إفريقيا، التى ترتكز على خمسة محاور رئيسية هى،..، دعم تنفيذ الممرات الاستراتيجية والمناطق اللوجستية، وتعزيز التعاون فى مجال الطاقة والربط الكهربائى، ودعم التنمية الزراعية وتحقيق الأمن الغذائى، وتعزيز التجارة البينية الإفريقية، والتعاون فى مجال الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات والذكاء الاصطناعى،...، وكان ذلك حرصاً واجباً وضرورياً لوضع النقاط فى موضعها الصحيح والواضح.