يمكن القول -حتى الآن -إن عام 2025 لم يكن سيئًا، ومع اقتراب أيامه الأخيرة، يبقى الأمل أن تنقضى بخير وسلام، وأن يكون ما تحقق فيه خطوة على طريق أكثر استقرارًا للمنطقة. أبرز ما شهده العام كان مؤتمر السلام فى شرم الشيخ، ووقف إطلاق النار فى غزة بعد عامين من حرب الإبادة التى تعرض لها الشعب الفلسطيني، وإعادة التأكيد على دور مصر المحورى، ليس فقط كوسيط، بل كلاعب رئيسى يمتلك من الثقل السياسى والتاريخى للتأثير فى مسار الأحداث الإقليمية، وأثبتت مصر أنها ليست على هامش المشهد بل فى قلبه، وتتحرك بدافع المسئولية، والحفاظ على الأمن والاستقرار فى محيط مضطرب. وتظل أمنية المصريين أن تبقى مصر آمنة مطمئنة، وأن يحفظها الله من كل سوء، والدعاء الدائم أن يظل ترابها آمناً، وشعبها مطمئناً، ومستقبلها أكثر قوة واستقراراً، مصر ليست مجرد وطن، بل هى الأمان والملاذ الذى نلجأ إليه حين تضيق بنا الدنيا. نتمنى أن تبقى مصر شامخة، مرفوعة الرأس بين الأمم، قادرة على حماية نفسها وصون كرامتها، وواثقة فى طريقها مهما اشتدت التحديات وتغيّرت الظروف، لقد عايشنا سنوات صعبة، عرفنا فيها الخوف وانفلات الأمن وغياب الطمأنينة، فأدركنا قيمة الوطن، وشعرنا أن أعظم ما يمكن أن يمتلكه الإنسان هو وطن مستقر يحميه ويمنحه الإحساس بالأمان. الدولة القوية هى التى تعتمد على نفسها، وتحمى قرارها الوطنى، ولا تحتاج إلى مدّ يدها لا لعدو ولا لصديق، وفى عالم لا يحترم إلا الأقوياء، يصبح بناء القوة ضرورة لا رفاهية، وقوة مصر ضمانة حقيقية لحماية شعبها ومستقبلها. من هنا تأتى أهمية الاستمرار فى بناء القوة الشاملة، اقتصاد قوى يخلق فرص عمل ويمنح المواطنين حياة كريمة، وجيش قوى يحمى الحدود ويصون الاستقرار، وعلم نافع يدفع عجلة التقدم بلا توقف، ونهضة حقيقية لا تُبنى بالشعارات، بل بالعمل والتخطيط والاعتماد على أسس صلبة. ورغم كل ما نمر به، تبقى مصر مثل البيت الكبير، قد يضيق الحال أحيانًا، وقد نغضب من ظروف الحياة، لكننا لا نستطيع فراقه، نشتاق إليه حتى ونحن داخله، فهو الوطن الذى لم يعرف الاستسلام، ولم يقبل الاحتلال، واسترد أرضه بالصبر والتضحية، وستظل سيناء شاهدًا على حب المصريين لأرضهم واستعدادهم للدفاع عنها مهما كان الثمن. مصر بلد السلام وترفض العنف والدماء، وحين حاولت جماعة متطرفة اختطافه، وقف الشعب المصرى صفًا واحدًا، دفاعًا عن وطنه ووحدته ،مصر لكل المصريين، وليست ملكًا لفئة أو جماعة. وفى ختام عام 2025 يبقى الدعاء أن يحفظ الله مصر وشعبها، وأن يمنحهم القدرة على تجاوز الصعوبات، وأن يظل الوطن فى كل الظروف، أغلى من أى شىء، ومع العام القادم، نتمنى أن تبقى مصر دائمًا وطنًا آمنًا ومستقرًا وقادرًا على مواجهة المستقبل.