يضغط الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، للانتقال إلى المرحلة الثانية من خطته لوقف إطلاق النار فى قطاع غزة وإعادة الإعمار، رغم عدم إعادة جثة المحتجز الأخيرة من القطاع، ورفض حركة حماس نزع سلاحها، واستمرار الاحتلال فى خرق اتفاق وقف إطلاق النار. وقال وزير الخارجية الأمريكى ماركو روبيو إن هيكلا جديدا لحكم غزة يضم مجلسا دوليا ومجموعة من التكنوقراط الفلسطينيين سيوضع قريبا، يليه نشر قوات أجنبية، فيما تأمل الولاياتالمتحدة فى ترسيخ وقف إطلاق النار الهش فى الحرب الإسرائيلية على القطاع. اقرأ أيضًا | بعد قرار ترمب الأخير.. الماريجوانا بين الفوائد الطبية والمخاطر الصحية وأضاف روبيو فى مؤتمر صحفى إن الوضع الراهن غير قابل للاستمرار فى غزة، حيث واصلت إسرائيل ضرب أهداف تابعة لحركة «حماس»، بينما أعادت الحركة المسلحة تأكيد سيطرتها على القطاع منذ اتفاق السلام الذى توسطت فيه إدارة الرئيس دونالد ترمب فى أكتوبر الماضي. جاء ذلك بعد يوم من كشف صحيفة «وول ستريت جورنال»، عن مبادرة أمريكية تحمل اسم «مشروع شروق الشمس» لإعادة إعمار القطاع، بتكلفة تقديرية تتجاوز 112 مليار دولار على مدى 10 سنوات. وتهدف المبادرة التى أعدت على يد فريق يضم مقربين من الرئيس الأمريكي، من بينهم ستيف ويتكوف وجاريد كوشنر، إلى إعادة تأهيل القطاع وتطوير البنية التحتية للنقل والطاقة والتكنولوجيا المتقدمة. وعلى الرغم من وقف إطلاق النار الهش فى غزة، واصل جيش الاحتلال هجماته على مناطق لا يزال يحتلها فى أنحاء القطاع، وشملت الهجمات قصفا بالمدفعية وإطلاق نار من مروحيات وآليات وعمليات نسف لمبان، شرقى مدينة غزة ووسط القطاع. جاء ذلك بعد يوم من استهداف الاحتلال مدرسة تؤوى نازحين فى حى التفاح بمدينة غزة خلال إقامة حفل زفاف مما أدى إلى استشهاد 6 فلسطينيين وإصابة 5 آخرين. فيما بدأت طواقم الدفاع المدنى صباح أمس عمليات البحث عن جثامين 55 مواطنا من تحت أنقاض 13 منزلا دمرتها الغارات الإسرائيلية فى خان يونس جنوبى القطاع. وأشارت مصادر طبية فى مستشفيات غزة إلى استشهاد 400 شخص بنيران الاحتلال منذ بدء سريان الاتفاق فى 13 أكتوبر الماضي. من جانبها، قدرت دائرة الأممالمتحدة للأعمال المتعلقة بالألغام أن نحو 15% من القذائف والصواريخ التى أُلقيت على غزة لم تنفجر، مما يعنى بقاء آلاف الأطنان من الذخائر الخطرة مدفونة تحت أنقاض المنازل المدمرة. وتكشف مخلفات الحرب الإسرائيلية فى القطاع عن خطر صامت يلاحق السكان بعد توقف القصف، إذ تحولت الذخائر غير المنفجرة إلى تهديد يومي، يختبئ بين الركام وفى الأزقة، ويطول الأطفال قبل غيرهم. جاء ذلك فى وقت حذرت فيه منظمة أطباء بلا حدود، من أن أطفال القطاع يموتون بردًا، ودعت إسرائيل إلى السماح بتكثيف إدخال المساعدات الإنسانية لتمكين الفلسطينيين من الصمود بمواجهة المنخفضات الجوية. وكما شددت «أطباء بلا حدود» من أن طقس الشتاء القاسي، إلى جانب ظروف المعيشة المتردّية أصلًا، يؤديان إلى تفاقم المخاطر الصحية. ووفقا لصحيفة «هآرتس» العبرية، قدمت منظمة حقوقية إسرائيلية شهادة جديدة على جريمة التهجير القسرى التى نفذها جيش الاحتلال فى غزة منذ 7 أكتوبر 2023، موضحة أنه أجبر سكان القطاع على النزوح 6 مرات، مما دفعهم للعيش فى الملاجئ والخيام وسط القصف الكثيف والأحوال الجوية السيئة لتتفاقم معاناتهم، مخالفًا بذلك القانون الدولي. ووفقًا للصحيفة، خلص تقرير لمنظمة «بتسيلم» الإسرائيلية لحقوق الإنسان، إلى أن 90% من سكان غزة فقدوا منازلهم منذ أكتوبر 2023. ومن القطاع المحاصر إلى الضفة المحتلة، كشف المكتب الوطنى للدفاع عن الأرض ومقاومة الاستيطان، أن الإدارة الأمريكية تتواطأ مع حكومة الاحتلال، وتغضّ الطرف عن مخططاتها الاستيطانية المتواصلة، معتبرًا أن هذا الموقف يشكّل غطاءً سياسياً لتصعيد الاستيطان.