فى إطار الحرص البالغ لمصر على الحفاظ على أمنها القومى وسلامة واستقرار الأمن القومى العربى بصفة عامة، يكون من المهم والطبيعى على المستويين الوطنى والقومى، أن ينتاب مصر على وجه الخصوص والعالم العربى على وجه العموم، القلق العميق للتطورات بالغة الخطر التى وصلت إليها الأمور فى السودان الشقيق، فى ظل الأحداث المؤسفة والحرب المشتعلة هناك. من الطبيعى فى هذا السياق أن يكون القلق والاهتمام المصرى تجاه هذه الأخطار وتلك الأحداث أكثر عمقًا، نظرًا لما للسودان الشقيق من مكانة ووضع خاص بالنسبة لمصر الدولة والشعب على مر الزمان.. انطلاقًا من ذلك يأتى الدعم المصرى الكامل للشعب السودانى لتجاوز المرحلة الدقيقة التى يمر بها حاليًا فى مكانه ووقته الصحيح. وفى هذا الإطار يأتى البيان المصرى الصادر بمناسبة زيارة الرئيس السودانى للقاهرة معبرًا تعبيرًا قويًا ومباشرًا، على الثوابت المصرية الراسخة والواضحة لدعم وحدة السودان وسيادته وأمنه واستقراره. حيث أكدت مصر بكل الوضوح أن هناك خطوطًا حمراء لا يمكن السماح بتجاوزها أو التهاون بشأنها بخصوص السودان الشقيق، نظرًا لأن ذلك يمس مباشرة الأمن القومى المصرى، الذى يرتبط ارتباطًا مباشرًا وثيقًا بالأمن القومى السودانى. وشددت مصر بقوة فى بيانها على أن الحفاظ على وحدة السودان وسلامة أراضيه، وعدم العبث بمقدرات الشعب السودانى، هو أحد أهم هذه الخطوط الحمراء،..، بما فى ذلك عدم السماح بانفصال أى جزء من الأراضى السودانية. وفى ذلك تؤكد مصر بكل الوضوح رفضها رفضاً قاطعاً إنشاء أى كيانات موازية فى السودان أو الاعتراف بها، حيث إن ذلك يمس وحدة السودان وسلامة أراضيه. وشددت مصر على أن الحفاظ على مؤسسات الدولة السودانية، ومنع المساس بهذه المؤسسات خط أحمر آخر.. وأكدت على حقها الكامل فى اتخاذ كل الإجراءات والتدابير اللازمة، التى يكفلها القانون الدولى واتفاقية الدفاع المشترك بين البلدين الشقيقين، لضمان عدم السماح بالمساس بهذه الخطوط الحمراء أو تجاوزها. وفى إطار السعى المصرى الدائم والمتواصل لتحقيق الأمن والسلام فى السودان الشقيق، أكدت فى بيانها على حرصها الكامل على استمرار العمل فى إطار الرباعية الدولية للتوصل إلى هدنة إنسانية فى السودان تقود إلى وقف إطلاق النار،..، كما أكدت على دعمها الكامل لرؤية الرئيس الأمريكى ترامب لتحقيق الأمن والاستقرار والسلام فى السودان.