استطاعت المدارس التطبيقية التكنولوجية أن تجذب طلاب التعليم الفني خلال السنوات منذ تدشين أول ثلاث مدارس في عام 2018، ومع وجود خطة لزيادة عدد المدارس العام المقبل إلى 200 مدرسة وخطط مستقبلية لتحويل 1270 مدرسة فنية إلى تكنولوجية، وهو ما يتيح التحاق أعداد كبيرة من الطلاب بها، ونسلط في هذا التقرير الضوء على أوضاع خريجيها ومدى توفير فرص عمل لهم باعتبارها تؤهل مباشرة إلى سوق العمل إلى جانب وجود مسارات أخرى تتعلق باستكمال التعليم الجامعي. ◄ الكهرباء والميكانيكا والتبريد والحاسبات والشبكات والسياحة الأكثر طلبًا ◄ أولياء أمور يطالبون بإتاحة كليات الهندسة دون معادلة جامعية ◄ والدة طالب: إبني اتجه للعمل والدراسة معًا.. وفوجئنا بإلغاء الالتحاق مباشرة بالهندسة ■ نشاط طلابي داخل إحدى المدارس التطبيقية التكنولوجية وبحسب وزارة التربية والتعليم فهناك خطة للحصول على اعتمادات دولية لشهادات التعليم الفنى المصرية، مثل الاعتماد من هيئات دول الاتحاد الأوروبى، وأن المستهدف ليس فقط تلبية احتياجات سوقها المحلى، بل تستهدف أن تصبح مركزًا إقليميًا لتصدير العمالة الفنية الماهرة والمُعتمدة دوليًا، وهو ما يعزز مكانة مصر كقوة اقتصادية مؤثرة فى المنطقة. وقالت والدة طالب تخرج من إحدى المدارس التطبيقية التكنولوجية العام الماضى «اشترطت عدم ذكر اسمها» إن ابنها وجد نفسه فى حيرة بعد أن تخرج من قسم للحاسبات والمعلومات وكان تفكيره ينصب على استكمال الدراسة فى إحدى كليات الهندسة كونه كان من المتفوقين فى الصف الثالث الإعدادى لكن نظام الالتحاق بالكليات لم يكن فى صالحه إذ كان من المتاح الالتحاق بالمعاهد والكليات الهندسية دون شهادة معادلة لكن ذلك تغير لاحقاً. وأوضحت أن ابنها حصل على مجموع 275 من 280 فى المرحلة الإعدادية واختار الالتحاق بالمدرسة التطبيقية التكنولوجية التى تقرب من منزلنا فى محافظة قنا وكان الالتحاق بالثانوية العامة مكلفاً من حيث الانتقال من القرية إلى المدنية للحصول على دروس خصوصية، مشيرة إلى أنها اختارت الالتحاق بالمدرسة التى بها أقسام للذكاء الاصطناعى والاتصالات والبرمجة والشبكات. ■ انتظام الدراسة بإحدى المدارس التطبيقية التكنولولجية وأشارت إلى أنه بعد قبوله بالمدرسة عرفنا من إدارة المدرسة أنه متاح التقديم فى كليات الهندسة والمعاهد الهندسة والكليات التكنولوجية وهو ما دفعنا لتنمية مهارات الطالب من خلال الحصول على كورسات أون لاين فى البرمجة واللغة الانجليزية، قبل أن نفاجأ عند التخرج بأن دخول هذه الكليات يحتاج إلى معادلة وبالتالى أضحت فرص الالتحاق بكلية أو معهد الهندسة صعبة للغاية، رغم أن ما يدرسه الطلاب من مناهج يوازى ما يدرسة طالب كلية هندسة فى السنة الدراسية الثانية أو الثالثة. وأضافت أن ابنها اختار أن يعمل بإحدى شركات الاتصالات إلى جانب استكمال دراسته بإحدى الكليات التكنولوجية لكنه يطمح للعمل مهندسا فى مجال الاتصالات وسيضطر للحصول على مزيد من الشهادات للحصول على الترقى الوظيفى. ■ وزير التعليم محمد عبداللطيف فيما أكدت ولية أمر أخرى أن ابنها اختار الالتحاق بإحدى الكليات التكنولوجية لكن المفاجأة أن ما درسته بالمدرسة يفوق ما يحصل عليه وكان من المفترض فتح مزيد من المجالات للدراسة الجامعية فى كليات الهندسة أو تغير مسمياتهم الوظيفية عند الالتحاق بسوق العمل، مشيرة إلى أن أهمية دخول الطلاب كليات الحاسبات والمعلومات حال كان ذلك تخصصهم الدراسى مثلا دون الحاجة إلى معادلة لا تكون فى صالحهم على الأغلب. وشددت على أن الطلاب يبحثون أيضاً عن فرص عمل بشركات فى الخارج وهو ما تتيحه المدارس التطبيقية التكنولوجية ويبقى ذلك وجهة جيدة لبعض الطلاب الذين يمكنهم العمل فى الخارج غير أن الفرص تبقى شحيحة ولا تتوافر بشكل كبير، مشيرة إلى أن مدرسة ابنها التى كانت فى القاهرة كانت بحاجة إلى أساتذة أكثر تخصصاً إذ إنه جرت الاستعانة بخريحى كليات التجارة لتدريس مادة البرمجة والحاسبات والمعلومات وهو ما قد يؤثر سلباً على تحصيل الطلاب. وفي المقابل أكد مصدر مسئول عن تسهيل الربط بين خريجى المدارس التطبيقية وسوق العمل اشترط عدم ذكر اسمه أن إدارة المدارس التطبيقية التكنولوجية بداخلها وحدة لتيسير الانتقال إلى سوق العمل وهى تقوم بأدوار عديدة بينها توفير فرص عمل للخريجين إلى جانب تنظيم ملتقيات توظيف وهو عبارة عن يوم يحدده الشريك الصناعى ويستهدف جذب عدد من الطلاب فى تخصصات ترتبط بمجالات العمل المحددة إلى جانب عقد ملتقيات توظيف على مستوى واسع بمشاركة عدد كبيرة من الشركاء الصناعيين والشركات الخاصة والحكومية وكذلك عقد تدريبات وورش عمل لتعريف الطلاب بكيفية إعداد سيرة ذاتية احترافية وكيفية الوصول إلى فرص العمل المتاحة. وأشار إلى أن المشكلة تتمثل فى أن عددا كبيرا من الطلاب لديهم طموحات فى استكمال تعليمهم الجامعى وهو ما يشكل عاملا سلبيا بالنسبة لمنظومة التوظيف كما أن المدارس التطبيقية التكنولوجية من المفترض أنها تؤهل مباشرة إلى سوق العمل بخاصة وأن الشريك الصناعى يبقى بحاجة للأيدى المدربة ويختار احتياجاته من بين الطلاب إلى جانب احتياج الشركات والمصانع الأخرى. وذكر أن أكثر المجالات التى تتوافر بها فرص عمل هى الكهرباء والميكانيكا والتبريد والتكييف والحاسبات والمعلومات والشبكات والسياحة والضيافة وفنون الطهى وصيانة وإصلاح السيارات، مشيراً إلى أن بعض الطلاب أمام الفرص المتاحة أمامهم تختار استكمال دراستها الجامعية إلى جانب الالتحاق بوظيفة أثناء الدراسة لكن ذلك يبقى اختياراً سلبياً لأنه يؤثر على جودة العمل والتركيز في الدراسة وفى النهاية يبقى عليهم اختيار مسار محدد. وشدد على أن خطط المدارس التطبيقية التكنولوجية تقوم الآن على إتاحة الفرصة للخريجين للعمل بالخارج ضمن برنامج نقل العمالة إلى ألمانيا وإيطاليا ومن المقرر أن يتم التوسع بهذه البرامج لتشمل دولا أخرى. وأعلنت وزارة التربية والتعليم والتعليم الفني إطلاق برنامج بكالوريا تكنولوجية فى الضيافة بمدارس التكنولوجيا التطبيقية وذلك بعد توقيع بروتوكول تعاون بين شركة «ADD» العقارية لإدارة الفنادق بجمهورية مصر العربية، ومعهد السياحة وإدارة الفنادق في سالزبورج بجمهورية النمسا «ITH- Tourismusschulen Salzburg». وأكد وزير التربية والتعليم أن الاتفاق بداية فصل جديد فى إعداد شباب مصر لاقتصاد عالمي شديد التنافسية، موضحًا أن الدولة خلال السنوات الماضية استثمرت بكثافة في تطوير التعليم الفني والمهني، مشيراً إلى أن مصر تتوسع في إنشاء مدارس التكنولوجيا التطبيقية، واعتمدت نماذج التعليم المزدوج، وعززت التعاون مع القطاع الخاص لتوفير بيئات تدريبية حقيقية داخل المدارس، كما فتحت النظام التعليمى أمام شركاء دوليين يتمتعون بمعايير عالمية راسخة.