مصطفى التركى 26 أكتوبر 2025 من الراجل للطفل عنوان المرسل إليه: نفسه. أنا مش لاقى نفسى رجعونى أحبى؛ أكلوا لحمى، نَضَّفوا اسنانهم من نسيرى ب خِلّة. فى السلام بالإيد سرقوا بصمتى. وفى الحضن شوكهم عدى فى روحى كإنه سيف يموّت لما يتسحب م الجسم مش لما ينغرز. سكة سفر يشيب شعرى فيها تطقطق شعرة شعرة مع كل لوحة فى الطريق تقع خصلة ومع كل دخلة كمين تشتعل خصلة. الألم، وحى الغلبان، تكبر الآه؛ يعيش وهمه. الألم، وحش الغلبان، تكبر الآه؛ يلتهمه. ما تخافش يا أنا؛ قرّب. لأ خاف. إهرب. اتعلمت أبقى زى الناس، وأنا الطيب، أنا اللى كانوا بيستشهدوا بصدقى، وبيخلّونى أنشد أسماء الله الحسنى فى الإذاعة المدرسية، وبيضحكوا بنات الفصل على خجلى. خاف يا أنا، يا صغيّر، وديع، خلعت وشى وركّبت الرخام، تمثال يونانى بينطق بالعينين المنحوتين. الدموع، باعرف أطلّعها فى وقتها، لكل مقام مقال. البرود سِمَتِى. الهدوء كانس جسمي. والجرى على الزوّاق. حبيبتى الأولى قطّعِت جوابى قَطّعِت قلبى. حبيبتى التانية مَشِّت إيدها على دقنى سابت وحمة. حبيبتى التالتة عينها بتلمع زى السنان الدهب. حبيبتى الرابعة كانت تحط مناديل خلف الكعب خوفًا من حَد الجزمة. حبيبتى الخامسة كانت هتبقى لولا أبوها كان خايف أدمّرها. حبيبتى السادسة أخدِت كل حاجة منى: الوقت، صحتى النفسية، عقلى، قلبى، روحى، أحلى قصيدة... وفى الآخر جرجرتنى فى الكلام عشان تاخد منى غلطة. أنا باعرف أهرب بالسرد، وباعرف أمثل بالأقنعة، فى الحياة اليومية وفوق السطور. اثبتلى إنى قلت حاجة صح. اثبتلى إنى قلت حاجة غلط. قال الطبيب الألم النفسى أعنف من الألم الجسدى وأشد من انقسام الخلايا بشكل هستيرى يقصد المرض الوِحِش اللى ما يتسماش وأنا بطّلت أحكى عن تعبي وصفت قلت وسبت بصمتى وبقيت مراية وسط الغلابة. توقيع: المراية.