هى بالتأكيد ليست مجرد رغبة فى الإفتاء أو التنظير بغير علم أو تخصص فى شئون كرة القدم، ولكنها محاولة لقراءة موضوعية لواقع الحال على الساحة الرياضية، بعد ما جرى وكان فى بطولة «كأس العرب» المُقامة بالعاصمة القطرية «الدوحة»، وخروجنا المؤلم والمهين من دور المجموعات للبطولة. وفى ذلك أرى أننا يجب ألا نسمح لمشاعر الغضب وموجات الإحباط وردود الفعل الساخطة، التى تملكتنا جميعاً جراء الواقعة المؤسفة لهزيمة المنتخب الثانى، والمستوى البائس وبالغ الضعف الذى ظهر به خلال المباريات التى خاضها أن تسيطر علينا وأن تقودنا إلى ضباب الرؤية والاستغراق فى جلد الذات. وفى يقينى أنه من الخطأ تصور أن هذه الواقعة المريرة، هى الترجمة الصحيحة لوضع وقيمة مصر على الخريطة الرياضية لكرة القدم العربية، أو أنها تمثل نهاية المطاف لنا فى عالم كرة القدم العربية،..، ذلك تصور خاطئ وغير صحيح على الإطلاق. وفى يقينى كذلك أنه من الخطأ تصور أن تلك الواقعة المؤسفة رغم مرارتها الشديدة، هى خاتمة سوداء للمشوار المصرى على طريق التواجد الإيجابى والحضور الفاعل فى الميدان الرياضى العربى لكرة القدم. وفى هذا السياق أرى ضرورة أن نسعى للخروج الإيجابى والسريع من حالة الغضب الشديد والسخط البالغ، التى تملكتنا جميعاً جراء المستوى المتواضع لمنتخبنا الثانى خلال المباريات، والتى أدت للخروج الحزين والمؤسف من البطولة. وعلينا أن نبدأ وفوراً فى البحث الجاد والدراسة العلمية الواعية، للأسباب التى أدت بنا إلى ما نحن عليه اليوم من انهيار شبه تام لمنظومة كرة القدم المصرية،..، التى أصبحت فى حالة من التدهور والسوء بشهادة كل الخبراء،..، فى زمن تحولت فيه رياضة كرة القدم من مجرد رياضة للتسلية أو المتعة إلى صناعة كاملة وشاملة قائمة على أسس فنية وعلمية متطورة، فى كل الأركان الرئيسية والأعمدة الأساسية لهذه الصناعة والتى تشمل وتضم المدربين واللاعبين واكتشاف الموهوبين ورعايتهم ودعم الأندية وتوفير البنية الأساسية الحديثة من الملاعب والتجهيزات ورعاية الفرق والمنتخبات على المستويات الفنية والمالية والإدارية.. وفى هذا الإطار علينا أن نضع هدفاً واضحاً نعمل لتحقيقه والوصول إليه من هذه الدراسة، وهو بناء منظومة مصرية صحيحة وقوية لكرة القدم، بعيدة عن العشوائية والمجاملات وغياب الكفاءة والفساد المالى أو الإدارى. «وللحديث بقية»