الآن.. وقد انتهى المهرجان الكروى الدولى، وأسدل الستار على وقائع وأحداث العرس الرياضى الرائع فى «مونديال قطر 2022» الذى أدخل البهجة وآثار المتعة لدى عشاق الساحرة المستديرة «كرة القدم» فى العالم كله طوال الأسابيع الماضية،...، هناك حقيقة يجب ألا تغيب عنا فى غمرة الإثارة والانفعال. هذه الحقيقة تتمثل فى ضرورة الإدراك الواعى، بأن المونديال أو المسابقة الشهيرة والصاخبة لكأس العالم، ليس مجرد مسرح للمتعة وساحة للتعبير التلقائى والصادق عن الانفعالات الانسانية بالفرح فى حالة الفوز أو الحزن والألم فى حالة الهزيمة الكروية. ولكنها أيضا مدرسة انسانية للصراع الشريف والفرص المتكافئة والعادلة، لتحقيق الطموحات والوصول للأهداف وبلوغ الغايات وإدراك الفوز عن استحقاق وجدارة، كما أنها ميدان جامع للتعرف على طبائع المجتمعات وثقافات الشعوب، وهى أيضا ممارسة واقعية لتقبل النتائج العادلة والقبول بالآخر دون تحيز أو عنصرية. وهناك حقيقة أخرى لابد أن ندركها بوضوح، وأن نتوقف أمامها بالتأمل والتدقيق والدراسة المتأنية والشاملة، بحثا عن العلاج الصحيح والعاجل نظراً لأهميتها البالغة وما تستوجبه من إصلاح شامل. هذه الحقيقة هى حالة الحزن التى انتابتنا جميعاً ومشاعر الإحباط التى ألمت بكل منا نتيجة الغيبة عن المشاركة فى المونديال، فى ظل الواقع السيئ الذى وصلت إليه أحوال الكرة المصرية، وما لحق بها من عثرات وسلبيات، وما وصلت إليه من أوضاع مؤسفة، أقل ما يمكن أن يقال عنها، إنها لا ترقى إلى المستوى الذى يجب أن تكون عليه إقليمياً ودولياَ. وفى يقينى أنه من الخطأ البالغ تصور أن هذه الحالة هى التعبير الصحيح والمستحق والدائم، لوضع وقيمة مصر على الخريطة الرياضية لكرة القدم إقليمياً ودولياً،...، كما أن من الخطأ الجسيم تصور أنها تمثل نهاية المطاف لنا فى عالم كرة القدم على المستويين القارى والعالمى.. ذلك غير صحيح جملة وتفصيلاً ولا يجب ولا يصح القبول به أو السكوت عليه. وللحديث بقية.