يرتبط استخدام أجهزة تسمير البشرة بزيادة خطر الإصابة بسرطان الجلد بمقدار 3 أضعاف تقريبًا، ولأول مرة، أظهر العلماء كيف تتسبب هذه الأجهزة في تلف الحمض النووي المرتبط بسرطان الجلد في جميع أنحاء سطح الجلد تقريبًا، وفقًا لدراسة جديدة أجرتها كلية الطب بجامعة نورث وسترن وجامعة كاليفورنيا في سان فرانسيسكو. يودي سرطان الجلد الميلانيني، وهو أخطر أنواع سرطان الجلد، بحياة حوالي 11 ألف شخص في الولاياتالمتحدة كل عام وعلى الرغم من التحذيرات التي صدرت على مدى عقود، إلا أن الآلية البيولوجية الدقيقة وراء خطر الإصابة بالسرطان من أجهزة التسمير ظلت غير واضحة وقد استغلت صناعة التسمير الداخلي، التي تشهد انتعاشا ملحوظا، هذا الغموض للترويج لفكرة أن أجهزة التسمير ليست أكثر ضرراً من أشعة الشمس. وتتحدى هذه الدراسة الجديدة "بشكل قاطع" تلك الادعاءات من خلال إظهار كيف أن أجهزة تسمير البشرة، على المستوى الجزيئي، تُحدث طفرات في خلايا الجلد تتجاوز بكثير مدى وصول ضوء الشمس العادي، وفقًا للمؤلفين. حتى في الجلد الطبيعي لمرضى التسمير الداخلي، في المناطق التي لا توجد بها شامات، وجد العلماء تغيرات في الحمض النووي تُعد طفرات تمهيدية تُهيئ للإصابة بسرطان الجلد الميلانيني. تسلسل الحمض النووي لاختبار هذه الفرضية، استخدم العلماء تقنيات جينومية جديدة لإجراء تسلسل الحمض النووي للخلايا المفردة على الخلايا الميلانينية (خلايا الجلد المنتجة للصبغة حيث يبدأ الورم الميلانيني) من ثلاث مجموعات من متبرعي الجلد. ضمت المجموعة الأولى 11 مريضًا لديهم تاريخ طويل من استخدام أجهزة تسمير البشرة. أما المجموعة الثانية، فضمت تسعة مرضى لم يسبق لهم استخدام أجهزة تسمير البشرة، ولكنهم كانوا متطابقين في العمر والجنس وعوامل خطر الإصابة بالسرطان. وقدمت مجموعة ثالثة مكونة من ستة متبرعين بجثث متبرعين أنسجة جلدية إضافية لاستكمال عينات المجموعة الضابطة. قام العلماء بتحليل تسلسل 182 خلية ميلانينية فردية، ووجدوا أن خلايا الجلد لدى مستخدمي أجهزة التسمير تحمل ما يقارب ضعف عدد الطفرات الموجودة لدى المجموعة الضابطة، وأنها أكثر عرضة لاحتواء طفرات مرتبطة بسرطان الجلد، كما ظهرت هذه الطفرات لدى مستخدمي أجهزة التسمير في مناطق من الجسم عادةً ما تكون محمية من أشعة الشمس، مما يؤكد أن أجهزة التسمير تُحدث ضرراً أكبر في الحمض النووي.