حافظ الفيلم على صدق التجربة وربما لذلك حظى بمشاركة ودعم العديد من كبار نجوم هوليوود سعدت بخبر قرب عرض فيلم «صوت هند رجب»، فى دور العرض المصرية الذى ألهب أكف الحاضرين فى أول عرض عالمى له بمهرجان فينيسيا فى سبتمبر الماضى وحصد منه جائزة الأسد الفضى «أفضل فيلم»، إذ لم تتسن لى مشاهدته فى ختام عروض مهرجان القاهرة السينمائى الأخير، وكنت أتمنى أن يشاهده الجمهور المصرى مبكرًا عن ذلك ولكن كما يقول المثل الإنجليزى أن تصل متأخرًا قليلًا خير من ألا تأتى على الإطلاق. كذلك سعدت بالتتويج الجديد المرتقب له بترشّحه لجائزة جولدن جلوب لعام 2026 ضمن فئة أفضل فيلم بلغة أجنبية (غير ناطق بالإنجليزية). الفيلم الدرامى الرائع صرخة إنسانية ضد الاحتلال الإسرائيلى لمؤلفته ومخرجته التونسية كوثر بن هنية. يروى مأساة الطفلة الفلسطينية الشهيدة هند رجب البالغة من العمر خمس سنوات التى اغتالتها قوات الاحتلال خلال الغزو الإسرائيلى المستمر للقطاع هى وأفراد من عائلتها. وصفته صحيفة الجارديان البريطانية بأنه تحفة فنية وثائقية قوية عاطفية وحادة تفضح جريمة الاحتلال. تبدأ قصة هند التى كانت تعيش فى قطاع غزة بتلقى متطوعى الهلال الأحمر اتصالًا طارئًا فى 29 يناير 2024، من الطفلة (هند رجب) وهى فى الخامسة من عمرها عالقة فى سيارة تحت نيران الاحتلال خلال الغزو الإسرائيلى المستمر لقطاع غزة، تتوسل لإنقاذها، بعد أن استهدفت دبابات إسرائيلية سيارة كانت تقل هند مع 6 من أقاربها أثناء محاولتهم النزوح فى حى تل الهوى بغزة وقتلتهم جميعًا. نجت هند وابنة خالتها ليان واتصلتا بالهلال الأحمر الفلسطينى طالبتين النجدة، وأجرت ليان حمادة، البالغة من العمر 15 عامًا، اتصالًا يائسًا آنذاك، للمساعدة عبر خدمات الطوارئ، سجلته جمعية «الهلال الأحمر الفلسطينى»، ونشرته على وسائل التواصل الاجتماعى، وسمع فيه صوت طلقات نارية أسفرت عن مقتل ليان أثناء إجرائها الاتصال. وسُمع صوت هند فى مكالمة مؤثرة وهى تطلب المساعدة. وبينما يحاولون إبقاء هند على الخط، ويبذلون قصارى جهدهم لإحضار سيارة إسعاف إليها، تطلق دبابات الاحتلال نيرانها على فريق الإسعاف ليعثر بعد أيام، على جثث هند وأقاربها وجثث مسعفين من الهلال الأحمر تم إرسالهم لإنقاذها، مقتولين فى السيارة، بعد انسحاب قوات الاحتلال. وقد كشفت تحقيقات صحفية أن دبابات إسرائيلية أطلقت النار على السيارة، وأن الهجوم قد يرقى لجريمة حرب، رغم نفى إسرائيل لوجود قوات فى المنطقة، حسب تقرير لصحيفة واشنطن بوست. الفيلم الذى أبرز من خلال قصة هند رجب القصة المأسوية لشعب بأكمله يعانى من إبادة جماعية ترتكبها حكومة إسرائيلية مجرمة تتصرف بإفلات من العقاب، دحض السردية الإسرائيلية اللامبالية حين اعتمد على مقاطع صوتية حقيقية لاتصالات هاتفية لهند كشفت عن عجز العاملين فى الهلال الأحمر عن إنقاذها واستشهاد بعضهم الآخر خلال المحاولة. كذلك أبرز الفيلم أيضًا قضية أن إسرائيل والداعمين لها يعتبرون أن استشهاد الآلاف من أطفال غزة مجرد أضرار جانبية. حافظ الفيلم على صدق التجربة وربما لذلك حظى بمشاركة ودعم العديد من كبار نجوم هوليوود ومنهم النجم الأمريكى براد بيت، وخواكين فينيكس، وورونى مارا كمنتجين منفذين، وعلقت على ذلك مخرجته كوثر بن هنية بأملها فى أن تُحدث مشاركة هؤلاء النجوم فرقاً». بالإضافة لجائزة أفضل فيلم فى مهرجان فينيسيا، حصد فيلم «صوت هند رجب» عدة جوائز فرعية وخاصة، مثل جائزة لجنة التحكيم الكبرى وجائزة أركا سينما جيوفانى لأفضل فيلم فى البندقية وجائزة يونسكو إنريكو فولتشينونى وجائزة الصليب الأحمر الإيطالى وجائزة أوديب ريكس وجائزة ليونتشينو دورو وجائزة سوريسو ديفرسو فينيسيا لأفضل فيلم أجنبى وجائزة يونيميد.