لم يكن «صاحبى» يتخيّل أن خروجه لشراء بعض احتياجات المنزل سيتحوّل إلى لحظة خوف حقيقية وجرح غائر سيلازمه لأيام ويتذكره طوال حياته، ما كانت إلا دقائق معدودة ليجد نفسه محاصرًا بقطيع من الكلاب التى هاجمته فجأة وأصابته بجروح استدعت التوجه للمستشفى لتلقى المصل اللازم. هذا الموقف ليس استثناءً، بل أصبح مشهدًا متكرراً فى كثير من المناطق، وهو ما يكشف عن أزمة حقيقية تتعلق بسلامة المواطنين لا سيما الأطفال، وبغياب إدارة فعّالة لملف كلاب الشوارع، وأنا لا أتحدث عن الكلاب ككائنات يجب التخلص منها، بل عن ضرورة وجود حل عملى ومنظم يحمى المواطنين دون الإخلال بالتوازن البيئى وحقوق الحيوان. إن التعامل مع هذه الأزمة يتطلب استراتيجية واضحة من الحكومة، تشمل تطبيق برامج التعقيم والتطعيم، وتوفير أماكن إيواء مناسبة، ومراقبة صحية حقيقية تقلل من السلوكيات العدوانية الناتجة غالبًا عن الجوع أو المرض، كذلك إطلاق حملة توعية شاملة للمواطنين حول كيفية التعامل الآمن مع الكلاب الضالة، إلى جانب توفير خط ساخن فعّال يعمل على مدار الساعة لتلقى الشكاوى والتعامل الفورى مع أى حالة عقر. أدعو الدولة والأجهزة المختصة إلى التحرك السريع، ليس فقط منعًا لتكرار هذا النوع من الحوادث المؤلمة، بل حفاظًا على صورة مجتمع قادر على إدارة ملف إنسانى وحضارى بهذا الحجم، فسلامة المواطنين ليست محل نقاش. لقد أصبحت المشكلة أكبر من مجرد شكوى.. إنها قضية مجتمعية تحتاج إلى قرار وإرادة وخطة شاملة، وما حدث لصديقى قد يحدث لأى مواطن، ما يجعل الصمت رفاهية لا يملكها أحد.