بالتأكيد لم تبح حرب الإبادة البشرية التى شنتها اسرائيل على قطاع غزة عامين كاملين بكل أسرارها بعد.. وبالتأكيد ستكشف الأيام والشهور القادمة المستور وستخرج إلى العلن شهادات وأسرار مخفية ووثائق استخباراتية واتفاقيات دبلوماسية وأمنية وكوارث تدخلات دولية. ستظهر الحقائق تباعا وستفضح من باع ومن خان ومن تآمر ومن تواطأ، وستنطق الأوراق بخيانات يشيب من هولها الولدان تسببت فى سقوط عشرات الآلاف من الضحايا الفلسطينيين الأبرياء ما بين شهيد وجريح ومفقود. سيشهد التاريخ ان مصر تعاملت بشرف فى زمن عز فيه الشرف وأن الرئيس عبدالفتاح السيسى أحبط مخطط تصفية القضية الفلسطينية ووقف بكل قوة رافعا اللاءات الثلاثة: لا للتهجير ولا للتوطين ولا لتصفية القضية الفلسطينية، رغم تعرضه لضغوط رهيبة لكنه صمد وأصر على بقاء الفلسطينيين فى ارضهم وعدم ترحيلهم. ولأن الصدق ما شهد به الأعداء، فقد جاءت شهادة يوسى كوهين رئيس الموساد الإسرائيلى السابق فى كتابه «سيف الحرية» الذى صدر الأسبوع الماضي، لتكشف النقاب عن المؤامرة الاسرائيلية لترحيل أهالى غزة إلى سيناء والتى أحبطها الرئيس عبدالفتاح السيسي. كوهين فجّر المفاجأة وقال فى كتابه: بعد هجمات 7 أكتوبر 2023 التى هزت كيان اسرائيل وضعت خطة لتهجير مليون ونصف المليون فلسطينى من قطاع غزة إلى سيناء تحت مسمى «هجرة إنسانية مؤقتة»، والخطة أعجبت ترامب والقيادات فى إسرائيل وأمريكا، وطلبوا منى تسويقها على الدول العربية والاوروبية، وترددت على عواصم العالم، لكن الرئيس المصرى عبدالفتاح السيسى أفشلها، حيث جاء الرفض المصرى حاسما وقاطعا، حيث رفضت مصر أى حديث عن المساس بسيناء مساحة أو هوية سكانية وهو ما جعل المخطط ينهار قبل ان يولد. أضاف كوهين فى اعترافاته انه حاول بعدها ان يحصل على ضمانات من دول كبرى بأن التهجير سيكون مؤقتا، وأنهم سيعيدون الفلسطينيين للقطاع بعد القضاء على حماس، إلا هذه الدول لم تكن متحمسة بعد الرفض المصرى والعربى القوي. بالتأكيد، اعترافات رئيس الموساد الإسرائيلى ليست عادية لأنها شهادة من قلب المؤسسة الأمنية الإسرائيلية تؤكد أن موقف الرئيس السيسى القوى هو الذى أسقط أخطر مخطط إسرائيلى كان بالتأكيد سيغير شكل القضية وخريطة المنطقة كلها. إنها قصة نظام إقليمى لا تزال مصر طرفًا حاسمًا فيه .