في ظل ما تواجهه مصر من تحديات تتعلق بالحفاظ على وعي المواطن وصحته، يبرز خطر جديد لا يقل تأثيرًا عن أي تهديد صحي مباشر: فوضى المحتوى الطبي المنتشر عبر منصات التواصل الاجتماعي، والتي تتضمن نصائح علاجية ووصفات صحية يتداولها غير المتخصصين دون سند علمي أو إشراف طبي. اقرأ أيضا | الزنجبيل والشمندر.. وصفات طبيعية للنوم الهادئ وصحة المعدة ومن منطلق الدور الوطني للإعلام المسؤول، يأتي هذا التقرير لتسليط الضوء على خطورة تلك الظاهرة، ونقل آراء الخبراء والمؤسسات الصحية، مع تقديم دلائل واضحة لكيفية كشف المحتوى المضلّل. أطباء وخبراء يحذرون: «السوشيال ميديا أصبحت بوابة مفتوحة للأخطاء الطبية» حذّرت منظمات دولية مثل منظمة الصحة العالمية (WHO) والمركز الأمريكي لمكافحة الأمراض (CDC) من ظاهرة "المعلومات الصحية المضللة"، مؤكدين أنها أحد أخطر أسباب زيادة حالات سوء التشخيص والعلاج الخاطئ حول العالم. وعلى المستوى المحلي، سبق لعدد من الأطباء والاستشاريين في مصر—ضمن ندوات طبية رسمية وتصريحات لبرامج تلفزيونية—التأكيد على مخاطر الاعتماد على مقاطع الفيديو المنتشرة على الإنترنت، ومن أبرز ما أشاروا إليه: * انتشار وصفات لعلاج الأمراض المزمنة قد تؤدي لتدهور الحالة الصحية. * إيقاف المرضى لأدويتهم بعد الاستماع لنصائح غير علمية من مؤثرين غير متخصصين. * الترويج لمكملات أو أعشاب غير مرخصة على أنها علاجات بديلة. * نشر الهلع والذعر عبر مبالغات أو معلومات غير دقيقة حول أمراض أو أوبئة. وأكد أطباء مصريون من تخصصات الباطنة والصحة العامة أن المحتوى الطبي يجب أن يصدر فقط من جهات رسمية أو خبراء موثقين، لأن "المعلومة الخاطئة قد تكون أخطر من المرض نفسه". وزارة الصحة والهيئات الرسمية: «الرجوع للمصادر المعتمدة هو خط الدفاع الأول» أعلنت وزارة الصحة والسكان في مناسبات متعددة، من بينها بيانات رسمية وحملات توعية، أن الحصول على المعلومة الطبية من السوشيال ميديا يمثل خطرًا كبيرًا على الصحة العامة، وأن الوزارة تتابع باستمرار حملات لتصحيح المفاهيم الطبية الخاطئة الشائعة. وأكّدت الوزارة أن أي نصيحة صحية يجب أن تستقى من: * الموقع الرسمي لوزارة الصحة. * المبادرات الرئاسية للصحة العامة. * الأطباء المتخصصين المعتمدين من النقابات المهنية. * المنظمات الصحية الدولية ذات المصداقية. لماذا تنتشر الأخطاء الصحية بسهولة على مواقع التواصل؟ وفقًا لدراسات منشورة في Journal of Medical Internet Research، فإن المعلومات الصحية المغلوطة تنتشر أسرع من المعلومات الصحيحة بنسبة قد تصل إلى 70%، لأن: لغة المحتوى المبسّطة والجذابة تُغري المشاهدين. غياب الرقابة العلمية على الفيديوهات. سعي بعض المؤثرين للشهرة والمشاهدة على حساب صحة الجمهور. ضعف الوعي الطبي لدى بعض المستخدمين يدفعهم لتصديق أي محتوى يبدو "مقنعًا". كيف تكشف المحتوى الصحي المضلل؟ 1. تحقق من هوية صاحب المحتوى هل هو طبيب؟ ما تخصصه؟ هل لديه ترخيص مزاولة مهنة؟ 2. راجع مصادر المعلومات يجب أن تكون واضحة ومبنية على دراسات محكمة، لا مجرد "تجارب شخصية". 3. احذر من الوصفات السحرية مثل "علاج السكر في 5 أيام" أو "تخسيس 10 كيلو في أسبوع"—هذه إشارات على التضليل. 4. راجع موقع وزارة الصحة أو الهيئات المعتمدة الحقيقة الطبية ليست رأيًا فرديًا، بل مبادئ علمية تثبتها الأبحاث. 5. لا توقف أي دواء دون الرجوع لطبيبك إحدى أكثر الأخطاء التي تسبب مضاعفات خطيرة. مصر في مواجهة الشائعات: الوعي مسؤولية وطنية إن الحفاظ على الوعي الصحي ليس مسؤولية المؤسسات وحدها، بل هو واجب وطني لكل مواطن يملك هاتفًا يستطيع من خلاله نشر معلومة قد تنقذ حياة... أو تعرضها للخطر. ومع انتشار منصات التواصل، يصبح التفكير النقدي والتحقق من المصدر هو خط الدفاع الأول لحماية المجتمع من الشائعات التي قد تضر بالصحة العامة وتفتح الباب أمام الفوضى الطبية. وتؤكد «بوابة أخبار اليوم» في هذا التقرير أن المعلومة الصحية مسؤولية، وأن تداولها دون علم جريمة في حق المجتمع قبل أن تكون خطأ مهنيًا. المحتوى الطبي على السوشيال ميديا قد يكون مضللاً وخطيرًا إذا لم يصدر من متخصصين. منظمات دولية وأطباء مصريون حذروا من خطورة الاعتماد على فيديوهات غير موثوقة. وزارة الصحة تؤكد دائمًا ضرورة الرجوع للمصادر الرسمية. الوعي هو السلاح الحقيقي لمواجهة الشائعات الصحية.