صدق رسولنا الكريم محمد -عليه الصلاة وأزكى السلام- عندما قال: «إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق»، فالأخلاق المحترمة والقيم النبيلة هى أحد المحاور الأساسية لبناء المجتمعات المتقدمة الراقية، التى يقاس بها مدى تحضر شعوبها وهى التى تترجم إلى الواقع العملى فى تصرفاتهم وحياتهم اليومية فى صورة عادات وتقاليد وسلوكيات محترمة تعزز التماسك المجتمعى الصحي، والمصريون من اكثر شعوب العالم، التى تفتخر بعاداتها وتقاليدها وقيمها النبيلة ولكن وللاسف الشديد تراجعت مؤخرا بشكل كبير حتى إننى اتساءل اين احترام الشباب للكبار.. لماذا نفتقد هذه الايام لصلة الرحم والتواصل بين الجيران والاصدقاء.. ما هذا الكم الهائل من القضايا، التى تنظرها المحاكم بسبب اختلاف الأسرة الواحدة للحصول على الميراث او لصراعات بين الأزواج والضحايا هم الأبناء. العديد من التصرفات المؤسفة الدخيلة على المجتمع المصرى وتؤثر سلبا على المواطنين، التى طفت على السطح مؤخرا ومنها العنف بين طلاب المدارس والجامعات والتنمر وحالات التحرش الجنسى المتزايدة.. ناهيك عن جرائم القتل غير المبررة. وهنا أؤكد ان المسئولية تقع بالدرجة الاولى على الأسرة، التى تربى حيث يجب أن يتعلم الطفل معانى «العيب»، «الاحترام»، «الرحمة»، «الانتماء»، «الأصول»، ثم تأتى مسئولية المدارس والجامعات ودورها الكبير فى اعداد الطلاب وتوجيههم والحرص عليهم بما يتناسب مع عاداتنا وتقاليدنا مع الاهتمام بغرس قيم الانتماء والإخلاص وحب العمل وعشق الوطن.. ثم تأتى مسئولية الإعلام والقوة الناعمة بصفة عامة، التى أرى أنه ينبغى أن يكون على قدر المسئولية فى التوجيه والتوعية.. أما دور الحكومة، فهو كبير فى تغليظ العقوبات على مرتكبى كل اشكال الجرائم والخروج عن القانون والمألوف فى المجتمع حتى يكون المتهم عبرة لغيره ممن تسول له نفسه ارتكاب مثل هذه الأفعال وحتى نبعد المقولة الشهيرة «مَن آمن العقاب أساء الأدب».