من المؤكد أن القيم والأخلاق الراقية هى أحد أهم أعمدة البناء لأى أمه تسعى للتطور والتقدم وإقامة مستقبل أفضل لأبنائها وهى أساس للتماسك المجتمعى فهى تعزز الوصول لعلاقات صحية مترابطة كما تخلق بيئة أكثر إيجابية، والمصريون من أكثر شعوب العالم تمسكا بعاداتهم وتقاليدهم وأصولهم وقيمهم النبيلة ولكن وللأسف الشديد تراجعت هذه التقاليد والقيم فى مجتمعنا مؤخرا بشكل كبير، وأقول تراجعت وليس غابت لأن البعض مازال يحترم العادات والتقاليد التى تربينا عليها بل يؤديها بكل الحب والمودة. ومع تراجع أخلاقنا الجميلة ظهرت العديد من السلوكيات والتصرفات المؤسفة والجديدة على مجتمعنا التى تؤثر سلبا على المواطنين ومنها التنمر والتحرش والعنف خاصة بين الطلاب بالمدارس والشباب فى النوادى وطفت على السطح الجرائم الغريبة والعنف غير المبرر والنزاعات بين أفراد الأسرة على الميراث تصل إلى حد القضايا والتزوير والقتل ناهيك عن الألفاظ البذيئة والمفردات الهابطة التى تتداول فى الشارع والأدهى والأمر الفيديوهات المنتشرة على وسائل التواصل الاجتماعى التى أقل ما توصف به أنها خادشة للحياء وبعيدة تماما عن الأخلاق المحترمة... أين احترام الصغير للكبير وآداب التعامل مع الغير؟ لماذا غابت صلة الرحم وتراجع الأخلاص فى العمل وإلى أين ذهب التكاتف والتراحم وقت الشدائد وجبر الخواطر؟ وهنا أؤكد أن التربية السليمة وتعلم الأصول والتقاليد والأخلاق الجميلة من صميم عمل الأسرة ودعونا جميعا نقتدى برسولنا الكريم محمد صلى الله عليه وسلم عندما قال «إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق» وما أجمل قول أمير الشعراء أحمد شوقى «إنما الأمم الأخلاق ما بقيت فإن همو ذهبت أخلاقهم ذهبوا».