تحذير طبي| حسام موافي يكشف عن مرض مناعي خطير يهدد النساء أكثر من الرجال

في عالم الطب، تبقى بعض الأمراض غامضة رغم التقدم العلمي الهائل، ومن بينها مرض مناعي خطير يتسلل بصمت إلى حياة كثير من النساء.
وفي حديث طبي حديث، دقّ الدكتور حسام موافي، أستاذ الحالات الحرجة بكلية طب قصر العيني، ناقوس الخطر محذرًا من مرض الذئبة الحمراء؛ ذلك المرض الذي لا يكتفي بمهاجمة عضو واحد، بل قد يطول أجهزة الجسم المختلفة، ويصيب النساء بشكل يفوق الرجال بصورة لافتة.
اقرأ أيضا| «فوتوسيشن».. لدعم «مرضى الذئبة الحمراء» صور
- ما سر هذا المرض؟ ولماذا يهدد النساء تحديدًا؟ وكيف يمكن التعامل معه قبل أن تتفاقم مضاعفاته؟
في السطور التالية، تقرير شامل يعيد صياغة أهم ما قاله الدكتور موافي حول الذئبة الحمراء، وأبرز المخاطر المرتبطة بها، وكيفية اكتشافها مبكرًا قبل أن تهدد حياة المريضة.
- ما هي الذئبة الحمراء؟
أوضح الدكتور حسام موافي أن الذئبة الحمراء تُعد أحد أخطر الأمراض المناعية الذاتية، حيث يفقد الجهاز المناعي قدرته على التمييز بين الخلايا الطبيعية والأجسام الغريبة، فيبدأ بمهاجمة أنسجة الجسم وأعضائه، وكأنه في حالة حرب مستمرة مع جسم الإنسان نفسه.
- انتشار المرض بين النساء
شدّد «موافي» على أن الذئبة الحمراء تنتشر بين النساء بصورة كبيرة، قائلاً: "من كل 6 مصابين بالذئبة الحمراء، هناك 5 سيدات مقابل رجل واحد".
هذه النسبة المرتفعة تجعل المرض يُصنَّف ضمن أبرز التهديدات الصحية للنساء، خصوصًا في سن الإنجاب.
لماذا تصاب النساء أكثر؟
كشف «موافي»، أن السبب لا يزال لغزًا طبيًا لم يُحسم بعد، فالعلم لم يصل إلى تفسير قاطع لسبب إصابة النساء بنسبة تفوق الرجال بكثير، ورغم أن الأمراض المناعية الأخرى مثل الروماتويد أو التصلب الجلدي تُصيب الجنسين، إلا أن الذئبة الحمراء تُعتبر الحالة المناعية الوحيدة التي تهدد النساء بهذا الشكل الواضح.
كيف يؤثر المرض على الجسم؟
يحذّر «موافي» من أن الذئبة ليست مجرد طفح جلدي أو إرهاق مزمن، بل قد تصبح مرضًا شاملاً يضرب أجهزة متعددة داخل الجسم، مثل:
القلب
الرئتين
المفاصل
الجلد
الكلى
ويُعد تأثير الذئبة على الكلى من أخطر المضاعفات لأنها قد تؤدي إلى فشل كلوي إذا لم تُكتشف مبكرًا.
- علامة خطيرة: انخفاض ضغط الدم
وأوضح الدكتور موافي أن أحد أبرز المؤشرات على تضرر الكلى لدى مريضات الذئبة هو انخفاض ضغط الدم، فعندما يهاجم الجهاز المناعي الكليتين، تفقدان قدرتهما على أداء وظائفهما بكفاءة، وعلى رأسها إعادة امتصاص الصوديوم، مما يؤدي إلى نقصه في الدم، وبالتالي ينخفض ضغط الدم بشكل ملحوظ، هذه العلامة تستوجب التدخل السريع وإجراء التحاليل والفحوصات المناسبة.
كيف يتم علاج الذئبة الحمراء؟
أكد «موافي»، أن علاج الذئبة يعتمد على الأدوية المثبطة للمناعة، بهدف تهدئة نشاط الجهاز المناعي ومنع استمرار هجومه على أعضاء الجسم.
ونصح جميع المريضات بضرورة:
الالتزام التام بالدواء
المتابعة الدورية مع الطبيب
إجراء الفحوصات اللازمة بانتظام
لأن أي إهمال قد يؤدي إلى تفاقم الحالة أو حدوث مضاعفات خطيرة.
تحذير الدكتور حسام موافي ليس عابرًا، فالذئبة الحمراء مرض قد يبدأ بأعراض بسيطة، لكنه قادر على إلحاق أضرار كبيرة بأعضاء متعددة في الجسم، خاصة لدى النساء.
ومع أن أسباب انتشار المرض بين السيدات لازالت غير واضحة، فإن الاكتشاف المبكر والالتزام بالعلاج يمثلان حجر الأساس لحماية المريضة وتجنب المضاعفات.