في عالم تزداد فيه آثار تغيّرات المناخ قسوة، وتشتد فيه معاناة الكائنات الحية من الجفاف ونقص الموارد، تبرز قصص استثنائية تُظهر أن الإنسانية ما زالت نابضة بالحياة. من بين هذه القصص الملهمة قصة رجل بسيط من كينيا، لم يكن يملك الكثير، لكنه امتلك قلبًا قادرًا على تغيير الواقع، باتريك كيلونزو مواليا، المعروف بلقب "رجل الماء في تسافو"، أصبح رمزًا عالميًا للرحمة عندما كرّس حياته لسقاية الحيوانات العطشى وإنقاذها من الهلاك. اقرأ أيضًا | اكتشافات جديدة تثير الدهشة.. حيوانات البرية تتعاطى الكحول| صور وفيديو 1 - بداية الحكاية: في عام 2016، واجهت منطقة تسافو في كينيا موجة جفاف غير مسبوقة، أدت إلى جفاف البرك الطبيعية ونفوق أعداد كبيرة من الحيوانات البرية مثل الأفيال والحمير الوحشية. وسط هذا المشهد المؤلم، قرر رجل واحد أن يقف في وجه الكارثة. 2 - بداية المبادرة باتريك كيلونزو مواليا، المزارع البسيط، شاهد بأمّ عينه الحيوانات وهي تبحث بلا جدوى عن الماء لم يستطع تجاهل الأمر، فاستأجر شاحنة بماله الخاص وبدأ رحلة أسبوعية محفوفة بالمشقة لنقل الماء إلى البرك الجافة في حديقة تسافو الغربية. 3 - رحلة الماء الصعبة كان باتريك يقود شاحنته لمسافة تتراوح بين 50 و70 كيلومترًا في طرق وعرة وحرارة مرتفعة. وكانت كل رحلة تحمل معها أكثر من 11 ألف لتر من الماء، يفرغها في البرك التي تنتظرها الحيوانات بلهفة. 4 - علاقة خاصة بين الرجل والحيوانات ومع مرور الوقت، حدث شيء استثنائي: تعرفت الحيوانات على صوت محرك شاحنة باتريك كانت تجتمع حول البرك حتى قبل وصوله، دون خوف، وكأنها تدرك أن الماء قادم وأن الرجل الطيب لن يتركها تموت عطشًا. كان باتريك يشعر بسعادة غامرة عندما يرى الحيوانات تشرب وتعود للحياة. 1 - تحديات صحية لم توقف رسالته رغم معاناة باتريك من فشل كلوي مزمن لسنوات طويلة، لم يتوقف عن عمله الإنساني كان يقود الشاحنة ويواصل مهمته رغم الألم والتعب، مؤمنًا بأن ما يفعله واجب لا يمكن التخلي عنه. 2 - انتشار القصة ودعم عالمي انتشرت قصته عالميًا، وجذب تعاطف ودعم الكثيرين ساعده ذلك في شراء شاحنة خاصة به، وبناء برك مياه دائمة، وتركيب مضخات تعمل بالطاقة الشمسية، تحولت مبادرته البسيطة إلى مشروع مستدام يخدم الحياة البرية في المنطقة. 3 - الرحيل وإرث لا يموت في عام 2024، توفي باتريك كيلونزو مواليا عن عمر 51 عامًا بعد صراع طويل مع المرض، لكن رسالته بقيت حيّة؛ فقد تعهدت عائلته وفريقه بإكمال العمل الذي بدأه، ليستمر الماء في الوصول إلى الحيوانات التي أحبها. قصة باتريك تبرهن أن الرحمة لا تحتاج إلى قوة أو سلطة، بل إلى قلب يؤمن بأن بإمكانه تغيير العالم، رجل واحد استطاع أن ينقذ حياة آلاف الحيوانات، ويُلهم الملايين بإنسانيته.