ريجان وغورباتشوف نجحا فى تحقيق انفراجة بينهما عبر سلسلة من الوجبات . آية.. والمتربصون! بسلاسة وجمال وقوة فى الأداء والإلقاء، تُقدِّم المذيعة آية عبد الرحمن برنامج «دولة التلاوة» فى خطوة لدعم المواهب القرآنية وإحياء فنون التلاوة المصرية الأصيلة. لفتت آية الأنظار بأدائها وكذلك بالزى المحتشم وارتدائها الحجاب أثناء ظهورها على الشاشة. مع ذلك، لم تفلت من براثن المتربصين، ممن يمارسون هواية التشدد والتنمر ويجدون فى الإساءة وسيلة للظهور والهيمنة على عقول الآخرين. آية عبد الرحمن مذيعة متمكّنة وواجهة ثقافية للبرنامج، ويمكن القول إنها نجحت فى برنامج «دولة التلاوة» فى تحقيق التوازن المطلوب بين هيبة القرآن الكريم وجاذبية التنافس. لدينا فى تاريخنا الإعلامى أسماء معروفة ونماذج مضيئة لمذيعات قدَّمن هذا الدور باقتدار، مثل د.هاجر سعد الدين، أول سيدة تترأس إذاعة القرآن الكريم، وهى صاحبة برامج فقهية مؤثرة، أبرزها «فقه المرأة»، والإعلامية كاريمان حمزة، رائدة البرامج الدينية التليفزيونية، التى قدَّمت أكثر من 1500 حلقة من برنامج «الرضا والنور»، حيث استضافت كبار علماء الأمة، وعلى رأسهم الشيخ محمد متولى الشعراوي. لماذا، إذن، يستعرض التطرف عضلاته ويمارس العنف الفكرى والديني؟ هل هذا الأداء الرصين والزى المحتشم يؤذى العين أويثير الحواس أم أنه على قلوبٍ أقفالها؟ آية عبد الرحمن ليست وحدها، ففى اليمن حكاية آخرى مماثلة. فقد خصص الداعية المعروف بآرائه المثيرة للجدل عبد الله العدينى وهو عضو البرلمان اليمنى عن حزب الإصلاح- فرع «الإخوان المسلمين» خطبة الجمعة فى جامع النور وسط مدينة تعز، فى إطار سيطرة الحكومة الشرعية للحديث عن تبرج النساء واستدل بقناة «الجمهورية»، مطالبًا عضو مجلس القيادة الرئاسى طارق محمد عبد الله صالح (التابعة له) بإيقاف ما سماه «العبث» فى القناة، مما عدّه صحفيون وحقوقيون خطابًا تحريضيًا وتهديدًا مباشرًا لسلامة المذيعة عهد ياسين التى تُقدِّم برنامج «ترند ويك» حين ظهرت حاسرة الرأس وهى مرتدية فستانًا، فيما رآه بعضهم لا يتواءم مع تقاليد المجتمع المحافظ. ونشر الداعية البارز منشورًا عبر حسابه الرسمى فى موقع «فيسبوك» هاجم ياسين خلاله ووصف مظهرها ب»الاستفزاز للمجتمع اليمنى ومحاولة لطمس الهوية الإسلامية». هذا الأمر أعاد السجال ما دأب عليه البعض حول الدعوات المتكررة لملابس المذيعات ومقدمات البرامج ومظهرهن، ليشعل موجة من الجدل المحتدم عبر مواقع التواصل، مما أثار خشية من تفاقم حملات التحريض التى عادة ما تستهوى المجتمع المحافظ فى ظل التوترات الطائفية والسياسية والأوضاع الأمنية المنفلتة جراء الصراع فى اليمن مع تزايد حالات الاغتيالات التى لم تستثنِ أحدًا فى البلاد خلال العقد الماضى رجالًا ونساءً. نقابة الصحفيين اليمنيين ردت بدورها على هذا الهجوم، وقالت إن الخطاب الذى أصدره عبد الله العدينى ضد إحدى الصحفيات فى قناة «الجمهورية»، «يمثل تحريضًا خطرًا على الكراهية واستهدافًا مباشرًا للعاملين فى المجال الإعلامي». فيما عدّه ناشطون سلوكًا عفا عليه الزمن ومحاولة لمواصلة الوصاية الاجتماعية على الناس، ولا سيما النساء. التطرف لن يقودنا خطوة واحدة إلى الأمام، وسلفنة العقل الجمعى خطرٌ على الوعى المجتمعي. استقيموا يرحمكم الله! رقصة مادورو رقص الرئيس الفنزويلى نيكولاس مادورو على إيقاع ريمكس موسيقى يحمل شعاراته الداعية للسلام، خلال تجمع طلابى فى كاراكاس، فى أحدث رسالة تحدٍ يوجهها لواشنطن، فى وقت تجوب فيه السفن الحربية الأمريكية المياه القريبة من السواحل الفنزويلية. رقصة مادورو أشعلت مواقع التواصل الاجتماعي، وسط تصاعد التوتر فى الكاريبي. وأظهر فيديو من الاحتفال باليوم الوطنى للطالب الجامعي، مادورو وهو يتمايل على الموسيقى، مقلدًا فيما يبدو حركات الرقص الشهيرة للرئيس الأمريكى دونالد ترامب، لكن بإيقاع أكثر ارتخاءً. وأشارت الصحيفة إلى أن المقطع الموسيقى الإلكترونى تضمن عبارات مأخوذة من خطابات سابقة لمادورو يدعو فيها إلى السلام ويرفض الحرب، فى وقت تزداد فيه حدة التوتر بين فنزويلاوالولاياتالمتحدة. اسم الريمكس الموسيقى هو: «سلام، نعم. حرب، لا». وفى إحدى اللقطات ظهر مادورو وهو يلوّح بيديه بحركات تشبه مسدسات الأصابع فى إيماءة مرحة التقطتها الكاميرات. مادورو تحدَّث عن «قطاعات نفوذ» فى الولاياتالمتحدة، من دون أن يسميها «تريد من الرئيس الأمريكى دونالد ترامب أن يرتكب أكبر خطأ فى حياته ويتدخل عسكريًا فى فنزويلا. ستكون هذه هى النهاية السياسية لقيادته (...)، وهم يضغطون عليه». هل هذه الحرب الأمريكية المتوقعة تستهدف بالفعل عصابات تهريب المخدرات؟ إن كان الامر كذلك، فإن الأولوية فى الحرب يجب أن تكون ضد المكسيك أو كولومبيا مثلًا. البعض هنا يشير إلى النفط، باعتباره المفتاح السرى لبوابة الحرب الأمريكية المحتملة. فنزويلا بلد نفطى مهم، وواشنطن لا تطيق تمرد إحدى دول ما تسميها «الفناء الخلفي» للولايات المتحدة؛ لذا تخطط للتحرك ضد فنزويلا ورئيسها مادورو، سواء بضربات عسكرية انتقائية أو بتحرك يهدف إلى الإطاحة به. الحرب على المخدرات تبدو هنا واجهة لحرب أخرى لها أغراضها الخفية. دبلوماسية الطعام على الرغم من أن مصطلح «دبلوماسية الطعام» يعود إلى عقودٍ مضت، فإنه شهد انتشارًا أوسع خلال الأعوام الأخيرة، بوصفه أداة من أدوات القوة الناعمة الدبلوماسية. إن «دبلوماسية الطعام»، التى تشير إلى الحملات العالمية للدبلوماسية الناعمة التى تهدف من ناحية إلى تقريب وجهات النظر وإزالة الخلافات عبر جلوس قادة الدول المختلفة وكبار مسؤوليها إلى موائد الطعام وما يحيط بذلك من أجواء ودية، تتجسَّد من ناحية أخرى فى زيادة الاهتمام بفن الطهى والمنتجات الخاصة بالدولة من أجل رفع مكانتها، وإظهار نوع من النيات الحسنة، والاستمتاع بالمكاسب الاقتصادية والتجارية غير المتوقعة. لكل رئيس أسلوبه الخاص فى الاستضافة. على سبيل المثال، عندما استضاف جيمى كارتر كلًا من مناحيم بيجن وأنور السادات فى كامب ديفيد عام 1978، جرى تحذيره من أن إقرار السلام بين الجانبين يكاد يكون مستحيلًا. وأثناء تنقله بين الجانبين، حرصت روزالين كارتر على ترتيب أطباق الطعام فى مناطق مختلفة - فوندو الجبن هنا، والفراولة المغطاة بالشوكولاته هناك، والمشروبات فى الفناء - على أمل أن يختلط المندوبون الصغار من البلدين. وبالفعل، نجح الأمر. وإذا كان بوسع المندوبين أن يكسروا الخبز وأن يتحدّثوا بسلام معًا، «فما الذى يمنع قادتهم عن ذلك؟»، تساءلت روزالين كارتر فى مذكراتها التى تحمل عنوان «السيدة الأولى من السهول». وفى النهاية أنجزوا المهمة المطلوبة بالفعل، وجرى التوقيع بالأحرف الأولى على اتفاقيات كامب ديفيد. وكتبت روزالين كارتر متعجبة: «لقد أصبح المستحيل ممكنًا». وفى مارس 1979، استضافت عائلة كارتر بيجن والسادات و1340 ضيفًا فى حفل عشاء فى الحديقة الجنوبية. وفى عام 1987، استضافت عائلة الرئيس الأمريكى رونالد ريجان مأدبة عشاء أكثر تحفظًا لعائلة الزعيم السوفيتى ميخائيل غورباتشوف بعد أن أدت معاهدة الأسلحة النووية متوسطة المدى إلى ذوبان الجليد خلال حقبة الحرب الباردة. ويشير جاك ماتلوك، المتخصص فى الشؤون السوفيتية، إلى أن ريجان وغورباتشوف نجحا فى تحقيق انفراجة بينهما عبر سلسلة من الوجبات. كما كان عشاء الرئيس الأميركى ريتشارد نيكسون عام 1972 مع رئيس الوزراء الصينى تشو إنلاي، نموذجًا آخر على دبلوماسية الطعام؛ إذ اشتهرت صورة نيكسون وهو يستخدم عيدان تناول الطعام بمهارة نادرة للغاية، على غير المعتاد بين الزعماء الغربيين فى ذلك الوقت، الأمر الذى جعل العشاء لا يقل أهمية عن دبلوماسية كرة الطاولة الأكثر شهرة فى تدشين العلاقات الدبلوماسية بين الولاياتالمتحدة والصين، بحسب ما يقول فابيو باراسكولي، أستاذ دراسات الطعام فى جامعة نيويورك ومؤلف كتاب «الغذاء والهوية والسياسة» .