مقاومة المضادات الحيوية أحد أخطر التحديات الصحية في العالم، إذ تهدد بعودة أمراض بسيطة لتصبح صعبة العلاج، ورغم أن الأمر يبدو للبعض مشكلة طبية بحتة، فإن الحقيقة أن مقاومة البكتيريا للأدوية لا تقتصر على الفرد المصاب فقط، بل يمكن أن تنتقل بسهولة داخل المجتمع، ما يجعل الوقاية مسؤولية مشتركة يجب أن يلتزم بها الجميع. وتشير التوعية الصادرة عن الهيئة المصرية للدواء إلى أن البكتيريا المقاومة للمضادات الحيوية لا تبقى في مكانها، بل يمكنها الانتقال من شخص لآخر ومن بيئة لأخرى، وهو ما يسرع انتشار العدوى ويزيد صعوبة العلاج. وتوضح الهيئة أن مقاومة المضادات قد تنتقل عبر عدة مسارات، أبرزها: – الطعام الملوث أو غير المطهو جيدًا، إذ قد يحتوي على بكتيريا مقاومة تنتقل إلى الإنسان. – الحيوانات التي يساء استخدام المضادات الحيوية معها، ما يجعل بكتيرياها أكثر مقاومة وقد تنتقل للبشر عبر الطعام أو التعامل المباشر. – الاحتكاك المباشر بين الأشخاص، سواء باللمس أو العطس، إذا كان أحدهم يحمل بكتيريا مقاومة. – المياه أو البيئة المحيطة، التي قد تُلوث ببكتيريا مقاومة نتيجة التخلص غير الآمن من الأدوية أو المخلفات. اقرأ أيضا| وزارة الصحة تحذر من إساءة استخدام المضادات الحيوية لهذا السبب وتؤكد الهيئة أن هذه المسارات تثبت أن مقاومة المضادات ليست مشكلة فردية، بل قضية صحية عامة تتطلب التزامًا جماعيًا لحماية المجتمع، فكل سلوك خاطئ في استخدام الأدوية قد يساهم في زيادة قدرة البكتيريا على مقاومة العلاج، ما يهدد فعالية المضادات الحيوية التي يعتمد عليها الطب الحديث. وفي ضوء ذلك، تدعو الجهات الصحية إلى ترشيد استخدام المضادات، وعدم تناولها دون وصف طبي، والالتزام بالجرعات المقررة، وتطبيق قواعد النظافة وسلامة الغذاء، للحفاظ على فعالية هذه الأدوية وإنقاذ الأرواح.