شهدت الساحة الأوكرانية تصعيدًا عسكريًا خطيرًا، حيث أعلنت وزارة الطاقة الأوكرانية أن روسيا نفذت هجومًا واسعًا استهدف منشآت البنية التحتية للطاقة في كييف. وأكد رئيس الإدارة العسكرية في كييف إصابة خمسة أشخاص جراء الهجوم، فيما أفاد مراسل "القاهرة الإخبارية" بوقوع انفجارات ضخمة، اندلاع حرائق في عدد من المباني السكنية، وانقطاع التيار الكهربائي عن محطات المترو في العاصمة. في المقابل، أعلن الجيش الأوكراني استهداف مصنع للطيران في مدينة تاغينروغ الروسية، كما هاجمت مسيرات أوكرانية مباني سكنية في مدينة نوفوروسيسك الروسية. بدورها، أعلنت وزارة الدفاع الروسية سيطرة قواتها على بلدة زاتيشيا في مقاطعة زابوروجيا، مؤكدة إسقاط 31 مسيرة أوكرانية في أجوائها. اقرأ ايضا تكريم عمار الشريعي بلمسة أوركسترا بريطانية تصعيد روسي رسالة رفض للمقترحات الأوروبية وخلال شاشه القاهرة الاخبارية حلل الدكتور حسام البقيعي، خبير العلاقات الدولية، أن التصعيد الروسي الأخير يُعد "رفضًا تامًا" للتعديلات الأوروبية التي أدخلتها دول مثل فرنسا وألمانيا وبريطانيا على خطة السلام الأمريكية في اجتماع جنيف. وأشار إلى أن الخطة الأمريكية الأصلية كانت تتضمن شروطًا صعبة على أوكرانيا، أبرزها اعتراف أوكرانيا بالسيادة الروسية على الأراضي المستولى عليها وتحجيم الجيش الأوكراني ل 600 ألف جندي. لكن التعديلات الأوروبية، التي جاءت بعد استبعادهم من إعداد الخطة، طالبت بإشراك الاتحاد الأوروبي في كل المفاوضات، وجعلت مسألة الأراضي "موضع تفاوض" وليس تنازلاً، ورفعت عدد الجيش الأوكراني في وقت السلم إلى 800 ألف جندي. قطار التسوية يتباطأ لكنه لن يتوقف قبل الربيع القادم بالرغم من هذا التصعيد، أشار الدكتور البقيعي إلى أن هناك رغبة أمريكية وروسية وأوروبية في إنهاء الحرب، خاصة وأن تكلفتها "لا تتحملها أوروبا في الوقت الحالي"، وأن روسيا حققت الكثير من أهدافها. وأوضح أن الولاياتالمتحدة حددت الخميس المقبل كمهلة للرد على خطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب. ووصف الخبير مسار التسوية بأنه "قد يبطئ بعض الشيء لكنه ماضٍ في طريقه"، متوقعاً استنادًا إلى تصريحات الرئيس الفنلندي أنه من الممكن التوصل إلى التسويات قبل الربيع القادم. وقد رحب الاتحاد الأوروبي بتطورات محادثات السلام الإيجابية، داعيًا إلى احترام سيادة أوكرانيا ورفض تغيير حدودها بالقوة. نقاط خلاف مستمرة وتنسيق بين واشنطن وكييف أكد البيت الأبيض أن هناك رغبة أمريكية قوية في إنهاء الحرب، نافيًا انتقادات توجه إلى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وتتهمه بالانحياز إلى روسيا. وأشار البيت الأبيض إلى استمرار العمل لتجاوز بعض "النقاط الخلافية" في الخطة المقترحة، مؤكدًا أن الوفد الأوكراني أبلغه بأن الخطة تعكس مصالحهم الوطنية. في المقابل، وصف يوري أوشاكوف، مساعد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، خطة أوروبا الخاصة ب أوكرانيا بأنها "غير بناءة ولا تناسب روسيا"، مؤكداً أن روسيا تلقت إشارة من الولاياتالمتحدة لعقد اجتماع مباشر ومناقشة الخطة، وإن كانت لا توجد اتفاقات محددة بعد.