فريق بحثي يشهد تفتح واحدة من أندر زهور العالم وسط أدغال سومطرة| صور وفيديو

وثّق عالم أحياء بريطاني لحظة مؤثّرة أثناء اكتشافه واحدة من أندر الزهور على وجه الأرض، بعد رحلة شاقة داخل غابات سومطرة الغربية في إندونيسيا، حيث لم يتمالك أحد أعضاء الفريق نفسه وانفجر بالبكاء عند رؤية الزهرة النادرة Rafflesia hasseltii وهي تتفتح أمام أعينهم.
الدكتور كريس ثوروغود، أستاذ البيولوجيا بجامعة أكسفورد، قضى أيامًا وليالي في الأدغال بحثًا عن هذه النبتة الغريبة التي لا تنمو إلا في مناطق نائية تحرسها النمور، ولا تزهر سوى لعدة أيام فقط بعد تسعة أشهر من التطوّر داخل البرعم.
اقرأ أيضًا| نباتات نادرة «ترد الروح» لأقدم متحف زراعى بالمنطقة
خلال تصوير اللحظة، ظهر المرشد البيئي الإندونيسي سبتيان أندريكي وهو يبكي تأثرًا بعد أن شاهد الزهرة تتفتح لحظة وصول الفريق. حاول د. ثوروغود تهدئته قائلًا: "لقد فعلناها .. وجدناها يا صديقي".
تنتمي Rafflesia إلى عائلة من النباتات التي تُعد صاحبة أكبر الأزهار في العالم، ومنها Rafflesia arnoldi التي قد يصل قطر زهرتها إلى متر واحد ووزنها إلى 11 كيلوجرامًا. وتشتهر هذه النباتات بلقب "زهرة الجثة" بسبب الرائحة النفّاذة الشبيهة باللحم المتحلل، التي تجذب الذباب والخنافس للمساعدة في نشر اللقاح داخل الغابات المطيرة.
اقرأ أيضًا| من أندر زهور الأوركيد.. «دراكولا فامبيرا» تكشف عن أنيابها في موسكو
لكن Rafflesia hasseltii تُعد أكثر تفرّدًا، إذ تُعرف محليًا باسم "فطر وجه النمر" ولا يمكن رؤيتها إلا في مناطق محدودة تتطلب تصاريح خاصة لدخولها، حتى إن العلماء يقولون إن النمور شاهدتها أكثر من البشر.
الرحلة التي قام بها الفريق، والتي ضمت د. ثوروغود وأندريكي والمرشد المحلي إيوان إيسواندي، جاءت ضمن مهمة بحثية لحماية هذه النباتات المنقرضة. وتشير التقديرات العلمية إلى أن 60% من أنواع Rafflesia مهددة بخطر الانقراض، بينما يقع 67% من مواطنها الأصلية خارج المناطق المحمية.
اقرأ أيضًا| حديقة بحرية تحت الماء لأول مرة في تاريخ معرض تشيلسي للزهور| صور
وأكد د. ثوروغود أن أبطال الاكتشاف الحقيقيين هم المرشدان الإندونيسيان اللذان يمتلكان معرفة دقيقة بالغابة ومساراتها. وبعد نشر الفيديو، انهالت تعليقات المتابعين عبر مواقع التواصل مبدين إعجابهم بالتجربة المؤثرة وبشغف الباحثين تجاه الطبيعة.
ويمثل هذا الاكتشاف تذكيرًا بقيمة الغابات المطيرة التي لا تغطي سوى 2% من مساحة الأرض، رغم أنها موطن لنحو نصف الحياة النباتية والحيوانية. ففي مساحة 10 كيلومترات مربعة فقط يمكن العثور على 1500 نوع من النباتات المزهرة و750 نوعًا من الأشجار، إضافة إلى مئات أنواع الطيور والفراشات.
اقرأ أيضًا| بعد اختفائها قبل 30 سنة.. أعيد اكتشاف نبات مزهر طفيلي نادر في الغابات الصينية
وتعد الغابات المطيرة مصدرًا لثروات طبيعية مثل الأخشاب والكاكاو والبن وبعض النباتات الطبية. وتشير بيانات المعهد الوطني للسرطان في الولايات المتحدة إلى أن 70% من النباتات المفيدة لعلاج السرطان تنمو حصريًا في الغابات المطيرة، رغم أن أقل من 1% من الأنواع الاستوائية خضعت للدراسة الطبية حتى الآن.