مذبحة القيادات.. مسمار جديد في نعش التعليم المصري    إدراج 29 جامعة مصرية في نسخة تصنيف QS للاستدامة    سعر الدينار الكويتي اليوم الجمعة 21 نوفمبر 2025 أمام الجنيه    البيضاء تواصل الانخفاض، أسعار الفراخ اليوم الجمعة 21 نوفمبر 2025    رئيس الوزراء: الحكومة تولى اهتماما كبيرا بتمكين القطاع الخاص ليكون المحرك الرئيسى للنمو الاقتصادى    أمين الأعلى للآثار: 350 بعثة محلية وأجنبية لاكتشاف وترميم الآثار المصرية    محكمة أمريكية تأمر بوقف نشر الحرس الوطنى بواشنطن فى تحدى ل ترامب    تليجراف: ستارمر على وشك الموافقة على إنشاء سفارة صينية عملاقة جديدة فى لندن    طاقم جكام مباراة الزمالك وزيسكو يصل القاهرة    إصابة غريبة ل كول بالمر تبعده عن تشيلسي    وصول حكام مباراة الزمالك وزيسكو إلى القاهرة    ضبط 367 قضية مخدرات و229 قطعة سلاح نارى فى حملة موسعة    حبس 3 متهمين بسرقة أجهزة إشارة بالسكة الحديد فى قنا    الجيزة تبدأ تطبيق منظومة نقل حديثة بديلة للتوك توك.. سيارات بالكهرباء والغاز    منير محمد فوزى: لم نتخذ إجراءات قانونية ضد كريم الحو وادعاءاته.. اعتدنا عليها    شيرين كرامة بعد فوزها بجائزة جيل المستقبل: شعرت أن فى شىء يُحضر لى    السفير ياسر شعبان: إقبال جيد من الجالية المصرية فى عُمان على تصويت الانتخابات    مديريتا أمن البحيرة وأسيوط تنظمان حملة للتبرع بالدم    تطورات جديدة في ملف تجديد عقود ثنائي الزمالك    بقيادة ميسي.. إنتر ميامي يفتتح ملعبه الجديد بمواجهة أوستن    "المهن التمثيلية" تحذر من انتحال اسم صناع مسلسل "كلهم بيحبوا مودي"    بورسعيد الأعلى، جدول تأخيرات السكة الحديد اليوم الجمعة    الاحتلال الإسرائيلي يواصل الانتهاكات وشلال الشهداء لا يتوقف    غدا .. وزارة التضامن تعلن أسعار برامج حج الجمعيات الأهلية    حملة مكبرة لإزالة الإشغالات وتعديات الباعة الجائلين بشوارع منفلوط فى أسيوط    "متبقيات المبيدات" ينفذ برنامجه التدريبي الدولي السابع لمتخصصين من تنزانيا    كواليس جلسة هاني أبوريدة ووزير الرياضة    أهلي جدة يستضيف القادسية لمواصلة الانتصارات بالدوري السعودي    مجلس الأمن الأوكراني: نتوقع مراعاة الولايات المتحدة ضرورة مشاركتنا في العمل بشأن خطة السلام    في عيد ميلادها.. جارة القمر فيروز كما لم تعرفها من قبل.. تعتني بابنها المعاق وترفض إيداعه مصحة خاصة    فيديو| ضحايا ودمار هائل في باكستان إثر انفجار بمصنع كيميائي    الجالية المصرية بالأردن تدلي بأصواتها في المرحلة الثانية لانتخابات النواب    الرئيس الفنزويلي يأمر بنشر أسلحة ثقيلة وصواريخ على سواحل الكاريبي ردا على تحركات عسكرية أمريكية    مصادر: انتهاء استعدادات الداخلية لتأمين المرحلة الثانية من انتخابات مجلس النواب 2025    شهيدان بنيران الاحتلال خلال اقتحام القوات بلدة كفر عقب شمال القدس المحتلة    رئيس الطائفة الإنجيلية يشارك في الاحتفال بمرور 1700 على مجمع نيقية    أخبار مصر: مصير طعون إلغاء الانتخابات، تفاصيل اعتداء 4 عاملين بمدرسة دولية على 6 تلاميذ، أبرز بنود خطة السلام في أوكرانيا    10 ملايين جنيه حصيلة البيع بجلسة مزاد سيارات جمارك مطار القاهرة وتفتيش الركاب    بورصة وول ستريت تشهد تقلبات كبيرة    ضجة بعد تحذير جنرال فرنسي من خسارة الأبناء ضد هجوم روسي محتمل    تحذير جوي بشأن طقس اليوم الجمعة.. خد بالك من الطريق    الصحة العالمية: اللاجئون والنساء أكثر عُرضة للإصابة ب«سرطان عنق الرحم»    أستاذ طب الأطفال: فيروس الورم الحليمي مسؤول عن 95% من حالات المرض    دراسة تكشف عن علاقة النوم العميق بعلاج مشكلة تؤثر في 15% من سكان العالم    زد يفاوض كهربا للعودة للدوري المصري عبر بوابته (خاص)    محمد منصور: عملت جرسونا وكنت أنتظر البقشيش لسداد ديوني.. واليوم أوظف 60 ألفا حول العالم    أوقاف القاهرة تنظّم ندوة توعوية بالحديقة الثقافية للأطفال بالسيدة زينب    محمد صبحي: اوعوا تفتكروا إني اتعالجت على نفقة الدولة ولم أفرح بترشيحي لجائزة الدولة التقديرية (فيديو)    دعاء يوم الجمعة.. ردد الآن هذا الدعاء المبارك    ما الأفضل للمرأة في يوم الجمعة: الصلاة في المسجد أم في البيت؟    بسبب أعمال المونوريل.. غلق كلي لمحور 26 يوليو في اتجاه طريق الواحات    خاص| عبد الله المغازي: تشدد تعليمات «الوطنية للانتخابات» يعزز الشفافية    المتحف المصري يفتح أبوابه لحوار بصري يجمع بين العراقة ورؤى التصميم المعاصر    فضل سورة الكهف يوم الجمعة وأثر قراءتها على المسلم    التنسيقية: فتح باب التصويت للمصريين بالخارج في أستراليا بالمرحلة الثانية لانتخابات مجلس النواب    القرنفل.. طقس يومي صغير بفوائد كبيرة    هل التأمين على الحياة حلال أم حرام؟.. أمين الفتوى يجيب بقناة الناس    هل عدم زيارة المدينة يؤثر على صحة العمرة؟.. أمين الفتوى يوضح بقناة الناس    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



مصر قاطرة العالم العربى ودورها يعكس ثقلها الدولى
عبدالله الرحبى سفير سلطنة عمان بالقاهرة ل «الأخبار» :

عندما تجتمع الخبرة الدبلوماسية والتاريخ الصحفى مع مسئول فتوقع أن الحوار معه سيكون مختلفاً وهو ما تعودنا عليه فى لقاءاتنا السابقة مع السفير عبدالله الرحبى سفير سلطنة عُمان فى مصر ومندوبها الدائم لدى الجامعة العربية فقد بدأ حياته صحفياً حتى وصل رئيسًا لمجلس إدارة مؤسسة عمان ورئيساً لتحرير للصحيفة وهى الأولى من حيث الأهمية والتأثير هناك وكان ذلك طريقه للدخول الى عالم الدبلوماسية والتى نقلته الى عدد من المحطات الاخرى الثقافية ثم الدبلوماسية فكان ملحقًا ثقافيًا فى سفارة عمان فى الاردن ثم مندوباً دائماً فى الامم المتحدة فى جنيف وفى الأردن قبل أن يستقر به المقام كسفير فى مصر بكل ما تمثله من خبراتٍ جديدة مُكتسبة خاصة إذا أضُيف اليها العمل مندوباً للسلطنة فى الجامعة العربية.
لم يتوقف الحوار على مسار العلاقات الثنائية بين مصر وسلطنة عُمان والتى وصلت الى مستوى غير مسبوق على كافة الأصعدة السياسية والاقتصادية والثقافية خاصة من القواسم المشتركة التى تجمع قيادة البلدين واستمرار التنسيق على مستوى وزيرى الخارجية ، بل كنا حريصين على طرح قضايا أخرى خاصة مع دخول أطراف جديدة على خط الملف النووى الإيرانى وعلاقات طهران بالغرب وفى القلب منه واشنطن، بالإضافة الى قضايا أخرى.. وهذا نص الحوار:
كيف ترى الدور المصرى فى تحقيق الاستقرار فى المنطقة بعد تزايد أزماتها بصورة غير مسبوقة؟
سلطنة عُمان تقدر الدور المصرى باعتبار مصر هى القاطرة العربية .. وسلطنة عُمان على الدوام تؤمن بالدور المصرى .. والحقيقة أن المفاوضات التى أدارتها مصر مع الشقيقة قطر وبقية الأطراف حول وقف إطلاق النار فى غزة يعكس حجم التحديات التى تتحملها مصر إزاء قضية فلسطين .. بالفعل كانت هناك نتائج إيجابية لمؤتمر شرم الشيخ لكن ما زالت هناك تجاوزات من جانب دولة الاحتلال ضد الشعب الفلسطينى .. نأمل فى أن تكون الخطة الأمريكية متوافقة مع الخطة التى قدمتها مصر والخطة العربية الإسلامية ونتمنى أن نرى المؤتمر الداعى للإعمار يأتى بعد ثبات رؤية واضحة لإعادة الإعمار .. نأمل فى أن يعيش الفلسطينى على أرضه وينعم بخيراتها .. نحن نؤمن أنه إذا لم يتم إنهاء السبب الرئيسى ألا وهو الاحتلال فلا يوجد استقرار فى المنطقة .
إلى أى مدى وصل التنسيق بين مصر وسلطنة عُمان حول قضايا المنطقة .. وكيف ترى الدور المصرى فى التعاطى مع تلك الأزمات؟
التحديات فى المنطقة كبيرة، وما أفرزته الحرب على غزة والتغير فى المزاج العالمى وانهيار منظومة الأمم المتحدة للقانون الدولى واستباحة القانون الدولى الإنسانى يتطلب تضافر الجهود بين البلدين للتشاور والتنسيق المشترك ، وجمهورية مصر العربية مُحاطة بالكثير من التحديات .. والدور المصرى الذى قامت به القاهرة فى وقف الحرب فى غزة يعكس ثقل مصر العالمى .. ولقد شاركت سلطنة عُمان فى مؤتمر شرم الشيخ تقديراً للدور المصرى ورغبة فى إنهاء تلك الحرب الظالمة ضد الأشقاء فى فلسطين المحتلة .. أقولها صراحة القضية ليست قضية 7 أكتوبر، بل هى نتيجة تراكمات من الظلم والقهر من احتلال غاصب يسلب الحقوق المشروعة للشعب الفلسطينى.. لم يجد الشعب الفلسطينى قدراً من الطموحات والآمال لاستعادة دولته .. بعد كل الأحداث اكتشفنا أن العالم لم ينتبه الى تلك القضية على الصعيد العالمى إلا بعد المجازر وحرب الإبادة الجماعية وقتل الأطفال والنساء والشيوخ ، حيث بدأ يعرف الوجه الآخر لدولة الاحتلال وأعلنت عدد من الدول الأوروبية اعترافها بدولة فلسطين .. سلطنة عُمان ومصر تتشاركان فى الكثير من وجهات النظر حول مجمل قضايا المنطقة وهناك تواصل مستمر على صعيد القيادة السياسية بين البلدين وأيضاً هناك تنسيق مشترك بين وزيرى خارجية مصر وسلطنة عُمان .. هناك تنسيق مشترك ومستمر حول القضايا الشائكة ..
إعادة إعمار غزة .. هل هناك رؤية للمشاركة من قبِل سلطنة عُمان؟
سلطنة عُمان لن تتردد فى المشاركة فى إعادة إعمار غزة .. سوف تكون داعمة لمصر فى هذا المؤتمر المزمع عقده قريباً.. وسوف ندعم الاستقرار فى المنطقة وإعطاء الشعب الفلسطينى حقوقه المشروعة .. ورغم التوافق العربى والإسلامى على خطة مصر للتعافى المُبكر. وإعادة الإعمار الذى تم إقراره فى قمة مارس العربية وبعدها على المستوى الإسلامى، لكن حتى الآن لم تتحد معالم أو الرؤية الواضحة لهذا المؤتمر .. هناك خلافات حول هذا المؤتمر .. من سيتحمل تكلفة إعادة الإعمار .. نقول: إن من دمر هذه الأرض ينبغى أن يُحاسب.. وإذا لم يُحاسب وإذا لم يتحمل تكلفة الدمار سوف يمارس طغيانه مرة أخرى .. ومن ثم لابد أن يكون هناك قرار دولى حاسم لوقف العدوان مرة أخرى على غزة أو الأراضى الفلسطينية.. حتى الآن سلطنة عُمان لم تدعُ للمؤتمر وبلا شك عمان لم تتردد فى دعم مايحقق طموحات الاخوة الفلسطينيين.
وماذا عن الدبلوماسية الاقتصادية التى تنادى بها سلطنة عُمان ضمن رؤيتها 2040؟
هذا مصطلح نعمل عليه وفق توجيهات وزارة الخارجية العُمانية والتكليفات التى تلقتها سفارات السلطنة فى الخارج حول دعم هذا التوجه من خلال تشجيع الاستثمارات الأجنبية داخل السلطنة ، ولقد تم تنفيذ الفكرة فى الشقيقة جمهورية مصر العربية من خلال تشجيع الشركات المصرية على الاستثمار فى سلطنة عُمان لما تمتلكه السلطنة من فرص استثمارية واعدة وما تتمتع به من استقرار وفرص جاذبة للاستثمار فى كافة المجالات وهو ما يعكس قوة الإرادة السياسية فى تنفيذ رؤية عُمان 2040
وماذا عن دور السفارة فى هذا المجال؟
بكل تأكيد كلما بذلنا جهدًا يقابل ذلك بنتائج ايجابية، وهذا ما تم بالفعل حيث كان كما ذكرت أن من ضمن تكليفات وزارة الخارجية العُمانية أن تولى السفارات العُمانية فى الخارج ملف الدبلوماسية الاقتصادية اهتماماً كبيراً وذلك من خلال تعريف المستثمر المصرى بالإمكانات المتاحة التى تمتلكها السلطنة والتسهيلات المُتاحة لدينا .. ومنذ توليت منصبى سفيراً للسلطنة بجمهورية مصر العربية ومن خلال الانفتاح على الآخر وتعاطينا مع وسائل الإعلام المختلفة وتنظيم لقاءات متتالية مع رجال الأعمال المصريين تم شرح كافة فرص الاستثمار المُتاحة لدينا فى سلطنة عُمان وكانت هناك استجابة كبيرة من رجال الأعمال المصريين للاستثمار لدينا .. وخلال تلك الأنشطة من السفارة تم توقيع عددٍ من الاتفاقيات الاستثمارية بين شركات مصرية وعُمانية فى مجالات متعددة.
شاركت سلطنة عُمان بوفد رفيع المستوى فى حفل افتتاح المتحف المصرى الكبير .. كيف ترى هذا الحدث؟
افتتاح المتحف المصرى الكبير هو حدث تاريخى وحضارى ليس فقط من الناحية الثقافية أو السياحية، بل أيضاً فى أبعاده السياسية والدبلوماسية، وهو ما يعكس رؤية مصر فى تقديم تراثها الإنسانى بطريقة تجمع بين الأصالة والتجديد ، كما أن المتحف المصرى الكبير يبرز مكانة مصر الريادية فى حفظ التراث الإنسانى وصون الذاكرة الحضارية للبشرية ، ونحن فى سلطنة عُمان نرى أن هذا المتحف ليس مجرد متحف محلى، بل محطة تاريخية فى مسار التعاون الثقافى والسياحى بين عُمان ومصر، وهو ما يعكس دلالة حجم المشاركة العُمانية فى افتتاح المتحف ، حيث شاركت السلطنة فى الافتتاح بوفد رفيع المستوى برئاسة وزير الثقافة والرياضة والشباب ذى يزن بن هيثم، استجابة لدعوة من الرئيس المصري، مما يدل على الأهمية الكبيرة التى توليها عُمان لهذا الحدث، وأقولها صراحة إن هناك تقديراً كبيراً من سلطنة عُمان لمصر كدولة تراثية وحضارية مهمة ، والمتحف كمثال على كيف يمكن للدول العربية استخدام التراث لبناء هوية معاصرة تنبض بالفخر والتجديد ، وسلطنة عُمان تساهم فى دعم رؤية مصر بأن تراثها القديم ليس فقط تاريخًا داخليًا، بل إرث إنسانى ينتمى إلى العالم كله.
وهل تراجعت الوساطة العُمانية فى حل بعض الأزمات فى المنطقة نتيجة دخول أكثر من طرف على خط الوساطة خاصة على صعيد الملف النووى وقد كان لها الفضل فى التوصل الى اتفاق 2015؟
لا .. ليس بهذا الطرح ، لكننا يمكن القول إن الوساطة العُمانية فى حلحلة الكثير من الملفات الشائكة تستند فى مجملها إلى تهيئة ظروف مناسبة لإتمام نجاح تلك المهمة الكبيرة والتى تتطلب قدراً من الحكمة والعقل .. وأن تكون تلك الوساطة جاهزة وناضجة، كما كنا حريصين عندما قامت السلطنة بالوساطة فى سنوات سابقة لم يسبق ذلك ضجيج إعلامى حتى تؤكد للعالم أنها تقوم بالوساطة لحل الخلافات أو الأزمات فى أكثر من مكان، لكنها كانت تعمل فى صمت دبلوماسى رصين يحافظ على مجريات تلك الوساطة حتى يُكتب لها النجاح.
هل تشير بذلك إلى الوساطة العُمانية فى أزمة إيران مع الدول ال 15 أم غير ذلك؟
هذا صحيح، أقصد هذا الأمر ، فخلال 10 سنوات من الوساطة العُمانية فى أزمة إيران مع الدول ال 15، وفى نهاية المطاف وبجهود من سلطنة عُمان كُللت تلك الوساطة بالنجاح وتم توقيع اتفاقية فى روما عام 2015، لكن أعتقد لكل وقت ظروفه الخاصة ، والآن ربما تكون الأجواء غير مناسبة لاستمرار الوساطة فى بعض الملفات .
هل نعتبر ذلك تراجعاً مؤقتاً لحين تهيئة الظروف المناسبة؟
لا ، ليس بالمعنى الحرفى، بل سلطنة عمان تختار الظروف والتوقيت المناسب للحوار، لكن الكل متمسك بوجهة نظره.. وإذا كانت الظروف مواتية ومناسبة ، فإن سلطنة عُمان لن تتردد لحظة فى القيام بواجبها الإنسانى وما تؤمن به من أن دخولها فى أى نشاط من الوساطة فإنه يرجع لها بالدرجة الأولى ، فمثلاً ما يحدث فى إيران واليمن من توترات أو ما يحدث فى المنطقة بشكل عام سوف يؤثر علينا جميعاً سواء بطريقة مباشرة أو غير مباشرة .. وسلطنة عُمان لا تنكر على أحد أن يقوم بدور الوساطة لحل الأزمات .. الدبلوماسية العُمانية ليست خياراً مؤقتاً ، بل هى منهجية عمل راسخة، نحن نفضل العمل خلف الكواليس بعيداً عن الأضواء أو الضوضاء الإعلامية التى قد تربك مسار التفاوض فى بعض الأحيان .. ونحن نعى جيداً متى نتدخل أو نلتزم الصمت ، فالأمر يخضع لحسابات دقيقة .. نتدخل عندما تكون الأمور ناضجة للحوار ونلتزم الصمت الحكيم عندما يكون الكلام سبباً لزيادة التوتر لا التهدئة .
ولماذا توقفت الوساطة العُمانية فى الأشهر الأخيرة؟
نحن الآن فى حالة صمت .. لأننا نرى أن كل طرف فى الأزمة متمسك برأيه وأقولها صراحة مسألة الوساطة بين أمريكا والدول الأوروبية من جانب وإيران من الجانب الآخر غير مواتية الآن .. وسلطنة عُمان ليست فى سباق على من يقوم بدور الوساطة .. فى الأزمة الإيرانية الأخيرة تدخلنا قبل الضربة على إيران وكان هناك موعد لاستكمال الحوار التفاوضى وأعلن ذلك معالى وزير الخارجية لسلطنة عمان السيد بدر البوسعيدى ولاكن مع الاسف حدثت الضربة وهذا ما يخالف القواعد الدبلوماسية فى الاتفاق .. هنا نقول إن سلطنة عُمان ترحب بأى دور وساطة تأتى بنتائج طيبة وإيجابية .. والوساطة لحل أزمات المنطقة ليست حكراً على أحد. وعُمان تؤمن بأن الحوار يتطلب أن يكون جميع الأطراف على توافق عليه لضمان نجاحه ، والحوار التفاوضى حول قضية معينة لا ينبغى أن يكون بفرض الهيمنة والقوة والحقيقة عندما دخلت جمهورية مصر العربية فى الوساطة حول ملف الطاقة الذرية فى إيران وما شهدته القاهرة من توقيع اتفاق بين إيران والوكالة الدولية للطاقة الذرية .. رحبت سلطنة عُمان بذلك بل كان هناك بيان من السلطنة يرحب بهذا الاتفاق ... والحقيقة أن سلطنة عُمان تثق فى الدور المصرى لأنه يسير فى نفس السياق للدور العُمانى وهناك توافق وانسجام تام بين جلالة السلطان هيثم بن طارق واخيه الرئيس عبدالفتاح السيسى كما هناك توافق تام بين وزيرى خارجية البلدين فى مجمل القضايا ذات الاهتمام المشترك وانعكس ذلك فى انعقاد اللجنة المصرية - العمانية المشتركة عقب ضرب إيران.. وأشار وزير الخارجية العُمانى بعد هذا الاجتماع الى ضرورة تنازل كل طرف فى بعض الأمور حتى يتم التوافق على إيجاد حلول جذرية للخلافات.
إذا توقفنا عند بعض الأزمات فى المنطقة ومنها: الأزمة السودانية .. ماذا عن الرؤية العُمانية لحل الأزمة هناك وكيف ترى الدور المصرى فى تلك الأزمة؟.
نحن نقدر الدور المصرى فى السودان باعتبار الأخيرة هى العمق الجنوبى للأمن القومى المصرى .. ومن حق مصر أن يكون لها دور فى حل الأزمة السودانية ودور مهم ومحورى وأساسى فى تلك الأزمة .. ما يحدث فى السودان هو ماسأة حقيقية ترفضها سلطنة عُمان وتأمل فى أن تنتهى تلك الإشكالية وأن تسهم دول العالم فى وقف القتال .. سلطنة عُمان ضد أى ميليشيات فى أى دولة وضد دعم تلك الميليشات بأى طريقة ما .. لا أحد يقبل أن يتم دعم أى ميليشيات فى بلده .. دائماً نؤكد أن سقوط الدولة المركزية سوف يترك فراغاً كبيراً وهناك أمثلة كبيرة .. ندعو الأمم المتحدة إلى أن تقوم بدورها فى هذا الجانب ..
وسلطنة عُمان اعربت فى أكثر من محفل دولى أن المأساة الإنسانية فى السودان ترقى لما يحدث فى غزة .. نعم بدأت الأمم المتحدة بالتحدث لما تقوم به ميليشيات الدعم السريع فى السودان .. وسلطنة عمان تدعو الى وحدة التراب السودانى ولا نرضى بالتقسيم فى أى بلد عربى.
وما رؤيتكم للجامعة العربية وخاصة فيما يتعلق بترشيح نبيل فهمى أميناً عاماً لها؟
نحن فى سلطنة عُمان نقدر الدور المصرى ورغبة مصر فى ترشيح نبيل فهمى لمنصب الأمين العام لجامعة الدول العربية خلفاً للسيد أحمد أبو الغيط والذى نقدر جهده الكبير خلال توليه رئاسة الأمانة العامة لجامعة الدول العربية .. ونحن نؤمن أن أى مؤسسة يعمل بها بشر لابد أن تخضع لتطوير وتحديث آليات العمل بها وإصلاح أركانها ، لكن لابد من إرادة عربية للدفع بالجامعة العربية للأمام .. هنا نتساءل ما الجديد لكى نقوم كدول عربية نحو التطوير والتحديث هذا يحتاج الى إرادة عربية فى كيفية إصلاح العمل فى الجامعة العربية .. إذا أرادت هذه الدول أن تقوم بدورها أعتقد أن كل شىء متاح .. نرى الاتحاد الإفريقى أكثر فاعلية .. نرى الاتحاد الأوروبى أكثر فاعلية .. الجامعة العربية هى أقدم منظمة دولية وهنا نطرح التساؤل المهم ..
الجامعة العربية فيها الكثير من الإيجابيات بعيداً عن الجانب السياسى ولم يبقَ لنا كأمة عربية غير الجامعة العربية كمظلة عربية تجمعنا .. ونحن فى سلطنة عُمان حريصون على أن تبقى تلك المظلة كصوت واحد للأمة العربية .. أعداء الأمة العربية لا يرغبون فى أن تستمر الجامعة العربية بل يريدون إزالتها من الوجود ..
عندما طُرح الحديث عن الأمين العام وأنه لابد من تداول هذا المنصب بين جميع الدول العربية .. هذا أمر ليس ملحاً الآن وليست عنصراً أساسياً الآن.. ولكن نقول إن مصر هى دولة المقر وبها من الكوادر أن تقود العمل العربى فى الجامعة العربية إذا ما توافرت الإرادة العربية وبعض الأمور الأخرى من الممكن أن يتم مناقشتها بقدر من المحبة والرغبة الشديدة فى الإصلاح.. التحديات أصبحت كبيرة ونحتاج الى تضامن عربى من خلال الجامعة العربية .
هل نحن نحتاج إلى رؤية عربية مشتركة لمواجهة التحديات؟
تطوير الجامعة العربية وتحديثها لابد أن يكون وفق رؤية مشتركة ، وهذه الرؤية لابد أن نتفق عليها جميعاً .. هناك مشاريع لتطوير الجامعة طُرحت فى أكثر من قمة سابقة .. والقمة القادمة التى تستضيفها السعودية أكيد ستناقش هذه الأمور .. وأكيد الوزراء قدموا توجهاتهم من خلال قرارات صدرت .. وهناك اجتماعات نأمل فى أن تؤدى الى نتائج إيجابية .
هل نحن نحتاج الى لم الشمل العربى؟
لا .. نحتاج فقط إلى تضامن عربى ونفكر فى مصالحنا الجماعية وليست مصلحة كل دولة منفردة .. المصلحة المشتركة هى الأهم ولن تقوم لنا قائمة إذا لم يكن هناك تضامن عربى فى كافة المسارات السياسية والاقتصادية والاجتماعية .. نحن نملك الخير والثروات الطبيعية ولدينا طموحات وآمال مشتركة .. نحن استبدلنا مصطلح الشرق الأوسط بديلاً عن مصطلح الوطن العربى .. ومنذ ذلك الوقت بدأ التصدع يحدث .. نحن نحتاج الى التضامن العربى ويكون لنا وطن عربى ووحدة عربية .
وماذا عن رؤية سلطنة عُمان 2040؟
رؤية سلطنة عُمان 2040 بدأت منذ عام 2020 بعد تولى السلطان هيثم بن طارق سلطان عُمان مقاليد الحكم ، نحن الآن على مشارف الانتهاء من العام الخامس لتولى السلطان هيثم مقاليد الحكم ولقد تحققت الكثير من الإنجازات على أرض الواقع ، حيث تركزت رؤية سلطنة عُمان 2040 على تنويع مصادر الدخل فى السلطنة فقد تجاوزت مساهمة الانشطة غير النفطية الى 65 من الناتج المحلى الاجمالى وانخفض الدين العام الى نحو 35 ٪ وهى مؤشرات تؤكد قوة وصلابة الاقتصاد العمانى واعطى ثقة للمؤسسات الدولية، بعيدًا عن الاعتماد التقليدى على النفط ، والاقتصاد العُمانى لديه فرص كبيرة فى قطاعات مثل: الصناعة، البنية التحتية، النقل، اللوجستيات، والسياحة التى تلعب دوراً محورياً فى زيادة الدخل القومى ، بخلاف تحقيق الاكتفاء الذاتى فى العديد من السلع الغذائية .
وهل هناك سبب مُحدد لتغيير السلطنة لتاريخ احتفالها السنوى باليوم الوطنى؟
صحيح الاحتفال يأتى فى يوم 20 نوفمبر من كل عام بتأسيس قيام الدولة البوسعيدية عام 1744 اى منذ 281 سنة .. وذلك بعد صدور المرسوم السلطانى على الاحتفال باليوم الوطنى لتكريم سلاطين عُمان الذين أسهموا فى وحدة سلطنة عُمان وهى مناسبة لتكريم الإنجازات التى تحققت منذ عام 1970 على يد المغفور له جلالة السلطان قابوس .. واليوم يتولى القيادة جلالة السلطان هيثم بن طارق .. برؤيته المتجددة والقائمة على التوازن بين الأصالة والتحديث واستشراق المستقبل.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.