السفير العُماني: مصر لم تتوانَ يومًا عن نصرة القضايا العربية السفير العُماني: 31% نمو في التبادل التجاري بين مصر وعُمان خلال 3 سنوات السفير العُماني: الحكمة المصرية أساسية في مواجهة التحديات الإقليمية السفير العُماني: ندعو إلى وقفة عربية موحدة لدعم القضية الفلسطينية السفير العُماني: تنويع الاقتصاد أبرز إنجازات رؤية عُمان 2040 السفير العُماني: علاقات مصر وعُمان تاريخية وتتطور نحو آفاق أوسع السفير العُماني: أدعو الشركات العمانية للاستثمار في مصر.. بها مجالات واعدة السفير العُماني: صمت العالم عن جرائم غزة يتطلب تضامنًا عربيًا فاعلًا تجمع مصر وسلطنة عُمان علاقات تاريخية تمتد لآلاف السنين؛ تعود لعهد الملكة حتشبسوت، واستمر ذلك التواصل في العصر الحديث بين القاهرة ومسقط . توطدت العلاقات المصرية العُمانية حديثًا بالتنسيق المستمر على كافة المستويات السياسية والاقتصادية والثقافية؛ لتعود بالنفع على الشعب المصري والعُماني، جراء التعاون المثمر الذي شهدته كلًا البلدين في ظل القيادة الحكيمة للرئيس عبدالفتاح السيسي والسلطان هيثم بن طارق، التي كان لها بالغ الأثر لتعزيز وتطوير العلاقات بين البلدين. وفي ظل احتفال سلطنة عُمان بعيدها الوطني ال54، أجرت بوابة أخبار اليوم هذا الحوار مع السفير عبدالله بن ناصر الرحبي سفير سلطنة عُمان بالقاهرة ومندوبها الدائم في جامعة الدول العربية. إليكم نص الحوار.. في البداية، نهنئكم، معالي السفير، بمناسبة العيد الوطني لسلطنة عُمان.. ماذا تمثل هذه المناسبة للشعب العماني؟ العيد الوطني هو مناسبة وطنية عزيزة تحمل رمزية عظيمة للشعب العُماني، فهو يوم الفخر والاعتزاز بما تحقق على مدار ال54 عامًا الماضية منذ انطلاقة النهضة العُمانية الحديثة عام 1970 بقيادة السلطان قابوس بن سعيد -رحمه الله-، والتي يكمل مسيرتها السلطان هيثم بن طارق منذ 2020. هذه المناسبة ليست فقط للاحتفال بما أنجزناه، بل أيضًا للتطلع إلى المستقبل وما سيتحقق من التقدم خلال المرحلة المقبلة. ما هي الرسالة التي تودون توجيهها للشباب العُماني في هذه المناسبة؟ الشباب هم عماد المستقبل، وهم محور اهتمام السلطان هيثم وحكومته، فهم القوة الدافعة وراء تحقيق رؤية عمان 2040، ورسالتي التي أوجهها لهم هي أن يظلوا دائمًا في مقدمة الصفوف لبناء مستقبل عُمان، وأن يواصلوا العمل بروح الإبداع والابتكار، لأن الإنسان هو المحور الأساسي للتنمية في عُمان. خلال العام الماضي، حققت سلطنة عُمان العديد من الإنجازات.. ما هي أبرز هذه الإنجازات؟ وكيف ترون مستقبل السلطنة تحت القيادة الحكيمة للسلطان هيثم بن طارق؟ شهدت سلطنة عُمان خلال العام الماضي إنجازات ملموسة في مختلف المجالات، أبرزها تحقيق الاستقرار الاقتصادي وتنويع مصادر الدخل. أهم الإنجازات التي تحققت في عهد السلطان هيثم تخفيض الدين العام إلى مستويات مبهرة، وهو ما عزز التصنيف الائتماني لسلطنة عُمان، مما يساهم في جذب الاستثمارات ويمنح الاقتصاد الوطني ثقة كبيرة. كما تعتمد رؤية عُمان 2040 على تنويع الاقتصاد وعدم الاعتماد على النفط والغاز فقط.. نعمل الآن على تطوير قطاعات واعدة مثل السياحة، والتعدين، والنقل البحري والجوي والبري، بالإضافة إلى تحقيق الأمن الغذائي؛ كل هذه الجهود تتم تحت متابعة دقيقة من السلطان هيثم شخصيًا ومن الحكومة بشكل عام. معالي السفير .. لطالما جمعت مصر وسلطنة عُمان علاقات تاريخية عميقة.. كيف تقيمون مستقبل العلاقات الثنائية بين البلدين ؟ بالنظر إلى أفق ومستقبل العلاقات بين البلدين لا يمكن أن يتم بمعزل عن تاريخها العريق، فتاريخ العلاقات المصرية العُمانية تاريخ ضارب بجذوره في التاريخ؛ فالعلاقة بين البلدين شهدت تطوراً مستمراً على مر العصور، ووصلت إلى آفاق جديدة في ظل القيادتين الحكيمتين للرئيس السيسي والسلطان هيثم بن طارق. العلاقات بين البلدين شهدت قفزات نوعية من خلال الزيارات المتبادلة وتوقيع مذكرات تفاهم واتفاقيات في مختلف المجالات، خاصة الثقافية والاقتصادية، والفرص القادمة تؤكد أن هذه العلاقات ستزداد قوة وعمقًا. في ظل ما تشهده مصر من طفرة تنموية في بناء الجمهورية الجديدة، وسلطنة عُمان من تطور حضاري شامل يعكس رؤيتها المستقبلية، يبرز التعاون الاقتصادي كأحد الركائز الأساسية لتعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين.. كيف ترون فرص تعزيز هذا التعاون؟ وما هي أبرز مجالات الاستثمار الواعدة للشركات العُمانية في السوق المصري لتحقيق شراكة اقتصادية قوية ومستدامة؟ التعاون الاقتصادي هو أحد الركائز الأساسية لتعزيز العلاقات الثنائية، والسفارة تعمل بشكل حثيث على دعم هذا الملف من خلال ما يُعرف بالدبلوماسية الاقتصادية. خلال السنوات الثلاث الماضية، ارتفع حجم التبادل التجاري والاستثماري بين البلدين بنسبة 31%. ونأمل أن يرتفع لأكثر من ذلك؛ فهناك مجالات استثمارية واعدة للشركات العُمانية في مصر، خاصة مع وجود قوانين جديدة تُسهل بيئة الاستثمار. كما أن مصر بدورها تُعد شريكًا استراتيجيًا لتوسيع الفرص الاقتصادية بين البلدين، ونحن ندعو الشركات العمانية للاستثمار في مصر والاستفادة من المزايا التي تقدمها. تشهد المنطقة العربية العديد من الأزمات خلال الفترة الماضية وعلى رأسها الحرب على غزة ولبنان.. برأيكم، هل هناك حاجة إلى مزيد من التضامن العربي لمواجهة التحديات التي تواجه المنطقة؟ المنطقة العربية تواجه تحديات سياسية واقتصادية كبيرة، أبرزها ما يحدث مُنذ أكثر من عام لأشقائنا الفلسطينيين في غزة، وصمت العالم المُريب تجاه ما يحدث يدعو إلى وقفة عربية موحدة. القضية الفلسطينية ليست وليدة اللحظة، بل تمتد لعقود من المعاناة، ويجب على العرب أن يدركوا أن التحديات التي تواجه القضية أكبر من استهداف فصيل معين.. الوحدة العربية ضرورية لمواجهة هذه التحديات، وتفعيل مخرجات القمة العربية الأخيرة في الرياض يجب أن يكون أولوية اليوم، كما يجب التواصل الدائم مع الدول المحبة للسلام كي نتمكن من تحقيقه في أقرب وقت. كيف تقيمون الدور المصري في دعم القضية الفلسطينية، خاصة في ظل التصعيد الأخير في غزة؟ مصر، بحكم موقعها الجغرافي ومكانتها كقاطرة للعالم العربي، لم تتوانَ يومًا عن نصرة القضايا العربية، وعلى رأسها القضية الفلسطينية، خلال التصعيد الأخير في غزة، تبذل مصر جهودًا حثيثة لإنهاء الحرب، حيث تقود مفاوضات مع أطراف عدة، بما في ذلك قطر، لإيقاف المأساة الإنسانية المستمرة. تتعرض مصر لكثير من الاستفزازات لإدخال المنطقة كافة في حالة من الفوضى والحرب، والحكمة المصرية في إدارة الأزمات الإقليمية تعد عنصرًا مهمًا في تحقيق الاستقرار.. نأمل أن تنجح الوساطات المصرية بالتعاون مع الدول المحبة للسلام والإدارة الأمريكية الجديدة في تحقيق السلام العادل والشامل للشعب الفلسطيني بحل الدولتين. أخيرًا، هل ترون إمكانية لإطلاق مبادرة مصرية-عُمانية مشتركة لدعم القضية الفلسطينية وتعزيز جهود السلام في المنطقة؟ بالتأكيد، مصر وعُمان تتمتعان بعلاقات وثيقة وتواصل دائم، وهناك توافق في الرؤى بشأن العديد من القضايا الإقليمية، وعلى رأسها القضية الفلسطينية. كلا البلدين يؤمنان بأسس مشتركة لحل هذه القضية، وفي هذا الإطار، لا أستبعد اشتراك البلدين في أي مبادرة تسعى لتحقيق السلام للشعب الفلسطيني ووقف الحرب الظالمة التي تشهدها المنطقة. ما نحتاجه اليوم ليس فقط جهودًا إقليمية، بل حشدًا دوليًا لدعم حل الدولتين وضمان حقوق الشعب الفلسطيني.. يجب أن يدرك الجميع أن العرب لا يسعون للحرب بل للسلام، وهو المبدأ الذي يجب أن ينطلق منه أي تحرك دولي. ومن خلال بوابة أخبار اليوم، أود توجيه الشكر للدول التي اعترفت بدولة فلسطين في الأممالمتحدة، وأدعو باقي الدول للانضمام إلى هذا التوجه العادل؛ والاعتراف بدولة فلسطين.. خطوة حتمية نحو تحقيق السلام العادل والشامل.